حرق جثته ودفنه بالصحراء.. أبرز وصايا رشدي أباظة قبل موته
كتب عمر أحمد موقع السلطةأغرب الوصايا وأعمقها تلك التي تخرج قبل الموت بأيام أو أشهر قليلة حيث تخرج من صميم القلب وبعد دراسة حقيقة يقف عليها الضمير محايدا دون انحياز لابن أو جاه أو سلطان، وفي حوار مطول للفنان رشدي أباظة مع مجلة الشبكة عام 1974، ذكر الفنان حكاياته مع الموت، وكيف يراه ويفكر فيه، حيث يقول رشدي أباظة:" اشتريت خمسة أفدنة وبنيت عليها كوخًا من حجارة بيضاء، وبعيدًا في منتصف الأرض بنيت غرفة لابنتي "قسمت"، .
وكانت تلك الغرفة ملحق بها حمام صغير ومطبخ أصغر، كأنها ديكور لتصوير لقطة غريبة حالمة، وقسمت هي التي صممتها، وفي نيتي أن أبني مسجدًا بعد غرفة قسمت، يصلي فيه الفلاحون في تلك المنطقة، وربما يصلي فيه عابر السبيل إلى الإسكندرية حتى يكون مصدر للخير لنا وصدقة جارية تستمر حتى بعد وفاتها.
وما يشغلني حقيقة بعد المسجد هو المقبرة، فنحن نعتني بدورنا في هذه الدنيا ولا نعتني بالدار الآخرة، بل لا نتذكرها إلا عنندما يختطف الموت عزيزًا إلى قلوبنا.. لذلك كنت حريص كل الحرص على تعمير دورنا بعد الموت على أن تكون مصدر راحة لنا لا شفاء.
موضوعات ذات صلة
- تدشين مبادرة 100 مليون صحة بديوان حي غرب الإسكندرية
- أمها باعت ملابسها الداخلية بالقطعة.. رشدي أباظة يعترف: أمي مرضت أسبوعا كاملا بعد ما رأته
- فنانة شهيرة تعترف: خنت رشدي أباظة وكل أزواجي خانوني
- مظاهرات في الإسكندرية؟.. توضيح عاجل من الحكومة.. والمحافظ يكشف عن أوامر السيسي
- اللحظات الأخيرة من عُمر رشدي أباظة: فقد الذاكرة قبل وفاته ورفضت والدته زيارته وترك إرثا كبيرا
- بقيادة البنك الأهلي.. تحالف مصرفي لتمويل إنشاء محطة في ميناء الإسكندرية
- ماذا فعل رشدي أباظة مع سهير رمزي قبل تقديمها لمشهد ساخن؟
- ضبط متهمين بالاستيلاء على 10 ملايين جنيه بشركة في الإسكندرية
- مدبولي يشهد توقيع عقد تمويل إنشاء محطة متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية
- الوجه الخفي لقوى الشر.. متحدث الرئاسة ينشر فيديو مهما للسيسي
- الرئيس السيسي يرحب بالطفل صاحب اقتراح تدريس مادة الأخلاق
- المالية تعلن زيادة أعداد المستفيدين من تكافل وكرامة لـ3.4 مليون أسرة
وأضاف أباظة: حين مات خالي ذهبنا في جنازته، وكانت هناك مقبرة لنا في مدافن الروم الكاثوليك لأن أسرتي إيطالية، ولكننا وجدناها مشحونة بالنزلاء وفيها تصطف صناديقهم الخشبية صندوقًا بجوار صندوق.. وما إن تبادل المشيعون النظرات وفي أعينهم دموع، وصاحت أمي بلوعة :" ليس لك في القبر مكان.
وقال تربي عجوز:" في مثل هذه الحالات يمكن أن نجمع عظام كثيرة في صندوق واحد، ونتخلص من الصناديق الفارغة فنخلي مكانًا للوافدين"، فقالت واحدة من سيدات الأسرة، :" جرى العرف على أن يقوم بهذا واحد من أبناء الأسرة"، وطارت الأعين لتستقر على فلم أتردد، دخلت القبر وفتحنا الصناديق فامتلأ المكان الصدئ الهواء بالعفن.
وفي تلك اللحظة عجبت لأحبائنا في هذه الرائحة، أمسكت دموعي بصعوبة حين فتحت تابوت جدي، كان عزيزًا علي وأحبه من كل قلبي، ووجدت عظامه وخاتمه وسنتين ملتصقتين وكانتا من البلاستيك، فوضعتهما في جيبي تذكارًا، ونفذت إلى أعماقي حكمة الموت، عندما نصبح كومة عظام هشة، حين لا يبقى منا إلا سيرة وذكرى، وجمعت عظامه بتلك الطريقة ووضعته مع عظام الآخرين من أجدادي، وفي تلك اللحظة تمنيت أن تحرق جثتي في الصحراء على أن أشغل مكان سوف يوضع به أبنائي.