مساعد وزير الخارجية الأسبق: تركيا فى صدام مع العالم
أ ش أ موقع السلطةقال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تركيا أصبحت اليوم في حالة صدام مع العالم أجمع؛ فهي في صدام مع أوروبا وشركائها بحلف ناتو، وبالبحر المتوسط مع قبرص واليونان، وتقف ضد شركاء التنمية الإقليمية في تلك المنطقة، كما أنها في صراع داخلي مع مكوناتها العرقية ومع جيرانها العرب بسوريا والعراق، فضلًا عن دورها المشبوة والهدام في ليبيا.
وأكد السفير حجازي- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- أن تركيا تتعدى على حقوق الآخرين وتنحاز لطرف دون آخر؛ ما يؤجج النزاعات كما تفعل حاليًا في ليبيا، فهي تزيد الأزمات اشتعالًا بدلًا من محاولة تسويتها، وتمارس نفس الدور في إقليم "ناجورنوكاراباخ" المتنازع علية بين أرمينيا وإذربيجان؛ كما أنها تتاجر علنًا بالإرهاب في سوريا وتنقل الميليشيات المسلحة والإرهابيين من مسرح عمليات لآخر.
وأضاف: "لم يعد دعمها للإرهاب وجماعاته سرًا أو معلومات استخباراتية مسربة كما كان علية الأمر من قبل، فهي الآن وعلنًا وبتواطؤ مع قطر ومن ورائهما تمول وتدعم وتدرب الجماعات الإرهابية وتنقلها من مسرح عمليات لآخر، وهي تُمارس تلك السياسات المريبة والهدامة علنًا وعلى مرآى ومسمع من العالم أجمع".
ونبه من تدخل تركيا السافر في شئون الدول وتهديدها لأمن تلك البلدان عبر دعم وإرسال جماعات إرهابية إليها أو عبر تحريض طرف ضد آخر داخلها، مشيرًا، في هذا الصدد، إلى أن حفظ أمن سوريا القومي، الذي تدعي أنقرة أنها تتدخل من أجله، هو أمر مكفول يقرره السوريون أنفسهم وليس جيش تركيا المحتل، وكذلك في العراق وليبيا وغيرهم من الدول التي تشهد اليوم تدخلًا تركيًا يهدد الأمن والسلامة الإقليمية لجيرانها وغيرها.
وشدد على ضرورة وضع حد للموقف التركي المحتل للشمال السوري والمعتدي على سيادة العراق، قائلًا: "وجود قوات أجنبية عنوة على أرضي الغير، هو تعد على السيادة وأمر غير مقبول وهو في صميم خلق الأزمات واستمرار الحروب بالمشهدين الإقليمي والدولي الحاليين"، محذرًا من الجموح التركي ومحاولة فرض إرادات على الدول والتدخل بشكل سافر مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
وذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، في هذا الشأن، بالموقف المصري الحاسم والقاطع في ليبيا بفرض خط أحمر "سرت-الجفرة" الذي لولاه ما شاهدانا التطورات الإيجابية المتلاحقة في المشهد الليبي من وقف لإطلاق النار أو دفع للمسارات السياسية والعسكرية والدستورية، وهو النهج الذي تبنته مصر بدعمها لمخرجات برلين ولإعلان القاهرة الأهم والأشمل الذي طرح خارطة طريق عادلة ومتوازنة بين أقاليم ليبيا الثلاث.
ودعا السفير محمد حجازي، المجتمع الدولي للانتفاض والوقوف أمام السياسات التركية الهدامة التي تقودنا اليوم لإزكاء الحروب واستمرار الصراعات وانتشار الإرهاب وتماديه، مؤكدًا أهمية تسمية الأمور بتسمياتها وتعريف العالم بمخاطر الدور التركي العدائي والمتعدي على قواعد حسن الجوار، بوصفه السبيل الوحيد لتصويب الأوضاع، "وهذا ما تقولة مصر وتفعله وما يجب أن يفعله باقي دول العالم".