وداعاً للمعاناة.. مبادرة السيسي لـزراعة الكلى
محمد علي موقع السلطةالرئيس عبدالفتاح السيسى دائماً ما يشعر بمعاناة المصريين، ويطالب بالاعتناء بحالتهم الصحية، وفى سبيل ذلك يسخِّر جميع الإجراءات والخدمات، حيث وجَّه الرئيس بتقديم الدعم اللازم من قبَل الدولة للتوسع فى عمليات زراعة الكلى باعتبارها العلاج الأمثل لمرضى الفشل الكلوى، لرفع المعاناة عنهم وتحسين ظروف الحياة لهم، أخذاً فى الاعتبار التداعيات الصحية والاقتصادية لهذا المرض، مع إعداد جميع الدراسات اللازمة واتخاذ الخطوات التنفيذية الضرورية للتوسع فى مراكز زرع الأعضاء بصفة عامة على مستوى الجمهورية.
منظمة الصحة العالمية وصفت مرض الفشل الكلوى بأنه المرض المزمن الأكثر عرضة للإهمال، خصوصاً أن الكلى معرضة لهجمات متكررة وعنيفة من أمراض مزمنة موجودة عند عدد كبير من المصريين، فأمراض مثل السكر والضغط إهمالها يستنزف الكلى ببطء شديد، ولكن فى صمت كامل، لا يلاحظه المريض إلا فى المرحلة الأخيرة، وهى «الفشل الكلوى».
عدد مرضى «الغسيل الكلوى» فى مصر يبلغ نحو 60 ألف مريض، يحتاج كل واحد منهم إلى 13 جلسة شهرياً على أقل التقديرات بواقع 3 جلسات أسبوعياً، وغالبية المرضى دون سن الخمسين، وفقاً لآخر إحصاء صادر عن الجمعية المصرية لأمراض وزراعة الكلى، فهذه الأعداد الكبيرة لمرض الفشل الكلوى فى مصر دفعت وزارة الصحة للتحرك سريعاً لتفعيل مبادرة الرئيس والاستعانة ببيانات «100 مليون صحة» لإعداد الدارسات الخاصة بـ«الفشل الكلوى»، وإنهاء معاناتهم إلى الأبد.
طوارئ في الحكومة لتفعيل المبادرة وخطة للاستعانة بـ«١٠٠ مليون صحة» لحصر المرضى
موضوعات ذات صلة
سيطر عليهم المرض، ليجدوا أنفسهم مضطرين للتعايش معه، يخوضون معه رحلة من الألم التى لا تفارق جسدهم، والجلسات التى استنزفتهم وأنهكتهم، يعانى مرضى الكلى من مشقة كبيرة فى إجراء عمليات غسيل الكلى، خاصة الذين تتطلب حالتهم الصحية الخضوع لعملية الغسيل عدة مرات فى الشهر الواحد قد تصل إلى عشر مرات، أى بمعدل عملية غسيل كل ثلاثة أيام طوال فترة حياتهم، وتأتى هذه المشقة مع غلاء تكاليف عمليات الغسيل.
وتجرى وزارة الصحة والسكان دراسات مفصّلة للتوسّع فى عمليات زراعة الكلى بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم كل الدعم اللازم من الدولة، للتوسّع فى عمليات زراعة الكلى، باعتبارها العلاج الأمثل لمرضى الفشل الكلوى، وذلك لرفع المعاناة عنهم.
وقال مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة تعتمد بشكل كامل على بيانات مبادرة ١٠٠ مليون صحة لحصر مرضى الفشل الكلوى، مشيراً إلى أن وزيرة الصحة تعقد اجتماعات مكثفة مع قيادات الوزارة ووكلاء ومديرى مديريات الصحة على مستوى محافظات الجمهورية للتوسع فى عمليات زراعة الكلى بشكل كبير وتجميع كل البيانات الخاصة بهم، للوصول إليهم وتحديد التكلفة الكلية.
محمد محمود، رجل فى الأربعينات من عمره، أصيب بمرض الفشل الكلوى قبل ما يقرب من 3 أعوام، وعلى أثر هذه الإصابة يخضع لغسيل كلى ثلاث مرات أسبوعياً، وفقاً لما حدّده الأطباء لحالته الصحية، فلم تكن تلك الجلسات سهلة أبداً بالنسبة له، حيث يعانى خلالها آلاماً مضاعفة: «مش عارف أعيش زى الناس، ويوم بعد يوم فيه جلسة فى المستشفى، وأخرج منها تعبان جداً مش قادر أقف».
«محمود» يحلم بزراعة الكلى لينسى مشقة الجلسات
قبل أن يتقبّل «محمود» فكرة الخضوع لجلسات غسيل كلى، توجّه للكثير من الأطباء، يبحث عن وسيلة أفضل غير جلسات الغسيل، فكان أمامه حل آخر، وهو إجراء عملية زراعة كلى، ليتمكن من تخفيف الكثير من آلامه، لكنه واجه الكثير من التحديات، لتحول دون تنفيذ لتلك الفكرة، أبرزها الحصول على متبرع له، يتقبل جسده الجزء الذى سيوضع بداخله. صعوبة أخرى حالت دون تنفيذ «محمود» تلك الفكرة، وهى التكلفة المرتفعة لمثل تلك العمليات، فهى باهظة أكبر من استطاعته المادية، فهو عامل فى أحد المصانع، بالكاد يتمكن من الإنفاق على أبنائه، فضلاً عن نُدرة الأطباء المتميزين فى مثل تلك العمليات الجراحية، ليُقرر فى النهاية الاستسلام لفكرة الخضوع لجلسات غسيل الكلى، متمنياً أن يُنقذه الله من ذلك المرض الذى أنهك جسده.
سيد عبدالكريم، شخص آخر مصاب بمرض الفشل الكلوى، فى الخمسينات من عمره، أصيب به قبل ما يقرب من 10 أعوام، جاءت بدايته مع المرض، حين أصيب بغيبوبة مفاجئة تسبّب فيها ارتفاع ضغط الدم، ولإصابته بأنيميا حادة أصبح غير قادر على الحركة، حتى أخبره الطبيب بالصدمة بأنه يحتاج إلى غسيل كلوى.
13 جلسة غسيل كلوى يحتاجها «عبدالكريم» شهرياً وفقاً لتقدير الأطباء لحالته، تكلفة الجلسة الواحدة تتجاوز الـ350 جنيهاً فى أحد الأماكن المدعمة، مما يُشكل عبئاً مالياً عليه: «أنا باشتغل عامل نظافة والمرتب على القد، اللى بييجى يادوب يكفى الأولاد أكل وشرب»، مما يتسبّب فى جعله يهمل بعض الجلسات مما يؤثر على حالته بالسلب: «بابقى باتعذب وبابقى مضطر ألجأ للناس علشان يساعدونى».
«إجراء عملية زراعة الكلى».. طالما سمع الرجل الخمسينى عن تلك العمليات، إلا أنه لم يفكر فى السؤال عنها إلا مرة واحدة: «عرفت أنها بتحتاج فترة طويلة جداً علشان تبقى مدعمة فى قائمة انتظار كبيرة»، وتكلفتها فى المستشفيات الخاصة مرتفعة جداً، جعلت تلك العملية بالنسبة له بمثابة الحلم، ليتخلى عنها نهائياً: «بس كلام الرئيس أسعدنى جداً، ويا عالمم هالحق أكون بينهم ولّا لا».
أما «صبحى غنيم» فعاش معاناة كبيرة مع نجله «يوسف»، البالغ من العمر 12 عاماً، فـ«غنيم» الذى يعمل بإحدى الدول العربية، جاءته فى أحد الأيام، مكالمة هاتفية حوّلت حياته إلى مأساة، حين علم أن نجله الأكبر «يوسف» يعانى من مشكلات بالكلى، ليُقرّر العودة على الفور، للوقوف بجانبه فى رحلة علاجه: «اكتشفنا أن السبب فى ده أن الضغط مش مظبوط، وارتفع بشدة حتى أثّر على الكلى تماماً». رحلة استمرت لعدة أشهر مع الأطباء بهدف إيجاد أفضل الوسائل لعلاج نجله، فلم يترك باباً إلا وطرقه، فكلما يسمع عن طبيب جيد فى أمراض الكلى يتوجه إليه على الفور، يجرى الكثير من الفحوصات والتحاليل التى يطلبها الأطباء، إلا أن كل محاولات إنقاذه باءت بالفشل ليتوفى «يوسف» فى النهاية.
«غنيم» : «الحمد لله أن الرئيس هيتدخل»
وختم حديثه: «الحمد لله أن الرئيس هيهتم بالنوع ده بالذات من المرض فى مصر، والعمليات المتخصّصة فى زراعة الكلى».