خطيب المسجد الحرام: والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون
محمد ماهر موقع السلطةقال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام: والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتجزون بما كنتم تعملون، فجنةُ للمطيعين، ونارُ للعاصين.
لتموتن كما تنامون
وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه.
موضوعات ذات صلة
وأضاف أن كل عام ينقضي يبعد عن الدنيا والدور، ويقرب من الآخرة والقبور، ويبعد عن التمتع بالأهل، والأولاد، والأموال، ويقرب من الانفراد بالأعمال، فحق على من أراد الخير لنفسه الوقفة الصادقة مع النفس محاسبةً ومساءلةً.
بضائع الحمقى
وتابع: من غره شبابه فنسي فقد الأقران، وغفل عن سرعة المفاجآت، وتعلق بالأماني، وما الأماني إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين، وما الاعتماد عليها إلا بضائع الحمقى، ورؤوس أموال المفاليس، والتمني والتسويف إضاعة للحاضر والمستقبل.
ولفت إلى أنه في أهل العلم من جد في التحصيل، ولم يجد في العمل، أعطوا علوماً فصرفوها في المكاثرات والمجادلات، والعلو على الأقران، يخرق دينه من أجل ترقيع دنياه، لا يتحاشى غيبةً، ولا يسلم من حسدٍ.
حال من يوقن بالموت
وأفاد بأن في أهل الدنيا من صرف أمواله في الشهوات والمحرمات، وأشد هؤلاء من كسب مالاً فأدخله النار، وورثه من بعده قوم صالحون عملوا فيه بطاعة الله، فأدخلهم الجنة، فعجيب حال من يوقن بالموت ثم ينساه، ويتحقق من الضرر ثم يغشاه.
وواصل: يخشى الناس والله أحق أن يخشاه، يغتر بالصحة وينسى السقم، ويفرح بالعافية ولا يتذكر الألم، يزهو بالشباب ويغفل عن الهرم، يهتم بالعلم ويهمل العمل، يحرص على العاجل ولا يفكر في الآجل، يطولُ عمرهُ وتكثر ذنوبه، يبيض شعره ويظلم قلبه، القلوب المريضة يعز شفاؤها، والعيون التي تكحل بالحرام يقل بكاؤها، وإذا غرقت الجوارح في الشهوات فحق عزاؤها.
احذروا زخارفها المضلة
وأشار إلى أن في قوارع الدهر لعبراً، وإن في حوادث الأيام لمزدجراً، أوقاتٌ تطوى فتخرب عامراً، وتعمر قفراً، تعير مرةً، وتسلب أخرى، فاحذروا زخارفها المضلة، من تكثر منها لم يزدد من الله إلا بعداً، ومن لم يشغل نفسه بالحق تشاغلت بالباطل، والإناء إن لم تشغله بالماء شغله الهواء، فمن عزم على حفظ ما بقي له من سويعات عمره فلا يصاحب إلا الجادين العاملين، الأخيار النابهين، البررة الصالحين، الذين يحرصون على أوقاتهم أشد من حرص الشحيح على دراهمه ودنانيره.