ما حكم إخراج الصدقة الجارية على المتوفى العاصي ؟
محمد فرج موقع السلطةأجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، على سؤال ورد إليه يقول صاحبه : ما حكم إخراج الصدقة الجارية على المتوفَّى العاصي ؟
وقال مجدي عاشور، أنه للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نوضح ما يلي :
موضوعات ذات صلة
- مستشار المفتي السابق: إخراج الصدقات باسم من مات عاصيًا جائز شرعًا
- أسامة الأزهري يهنئ مفتي الجمهورية بتجديد الثقة له
- شوقي علام: مؤتمر دار الإفتاء العالمي القادم عن ”الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”
- عاجل.. المفتي ينعى ضحايا حافلة ترعة السلام حفظة القرآن
- الليلة.. الدكتور علي جمعة ضيف برنامج ”من مصر” على شاشة CBC
- غدا.. الدكتور علي جمعة ضيف برنامج ”من مصر” على شاشة CBC
- الحكومة تعلن عن وظائف جديدة.. تعرف على التفاصيل
- عاجل.. مفتى الجمهورية يكشف كواليس دخوله مجلس النواب البريطاني (فيديو)
- ما حكم زيارة المقابر فى الأعياد؟ .. المفتي يُجيب
- عاجل.. مفتى الجمهورية يهنئ الرئيس السيسى والشعب المصرى بعيد الفطر
- شاهد الاستعدادات الأخيرة داخل الإفتاء للإعلان عن رؤية هلال شهر شوال (صور)
- شيخ الأزهر عن ليلة القدر: «اطلبوا النصر من الله على النفس»
أولًا : العصيان هو فعل المنهيات ، أو التقصير في الإتيان بالمأمورات ، سواء كانت المعصية صغيرةً أو كبيرةً ، ومن مات ولم يتبْ من المعاصي فهو في مشيئة الله تعالى وعفوه كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} [النساء: 116] ، وبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل العقبة ليلة العقبة فقال لهم : " بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَسْرِقُوا ، وَلَا تَزْنُوا ، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ، وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ " .
ثانيًا : حثَّ الشرع الشريف على أنْ يَتصدُّقَ الأقاربُ مِن الأحياءِ على أهليهم من الأموات ، كما في حديث السيدة عَائِشَة رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا - أي : ماتت - وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ" . وذلك من الرحمة التي لا يمنعها العصيان قال تعالى: {وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖ} [الأعراف: 156].
والخلاصة : أن إخراجَ الصدقات باسم مَن مات عاصيًا هو أمرٌ جائزٌ شرعًا ؛ إذ الأصل أنَّ عصيانَ الميت لا يمنع من وصول ثواب الصدقات إليه . وعليه : فيجوز أنْ نفعلَ له من الصدقاتِ الجاريةِ ، كالحج والصوم والصدقات وغير ذلك من الأعمال الحسنة ما يوفقنا الله تعالى إليه ؛بل هو أحوجُ إلى هذا .