تفاصيل إنشاء أول مصنع لإنتاج السيارات والشواحن الكهربائية في مصر (حوار)
محمد السعدني موقع السلطة- خطة الرئيس لبناء بنية تحتية لدولة صناعية دفعتنى للاستثمار فى مصر- افتتحت أول مصنع لإنتاج السيارات والشواحن الكهربائية فى مصر بشركة النصر- هدفى من المصنع غيرتى على بلدى وليس الربح- تصنيع مغذيات السيارات يوفر لمصر 50 مليون دولار- طلبت إعفائى من الجمارك لـ5 سنوات لتسهيل طرح السيارة.. ووكيل «الصناعة» تعهد- حجم استثمارات المصنع 500 مليون جنيه فى السوق المصرية- الشواحن الكهربائية مكلفة جدا واستثماراتها باهظة الثمن- تكلفة خط إنتاج السيارة 2 مليون دولار.. وسأسافر إلى الصين لإحضاره- نستهدف إنتاج أول سيارة كهربائية ديسمبر 2018- 400 ألف جنيه إجمالى تكلفة السيارة عند طرحها فى السوق- نسعى لإنتاج 10 آلاف سيارة خلال الخمس سنوات المقبلة
أكد المهندس حسن الدسوقى، رئيس مجلس إدارة شركة درشال للصناعات المتخصصة فى تسويق تكنولوجيا السيارات الكهربائية، أنه افتتح أول مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية فى مصر.
وقال خلال حواره لموقع «السلطة»، إنه تم إنتاج عدد من الشواحن الخاصة بالسيارات الكهربائية، وتم تركيب وحدة شحن على طريق مصر – إسكندرية، تمهيدا لإنتاج أول سيارة كهربائية فى مصر، لافتا إلى أنه سيسافر إلى الصين خلال الأيام القليلة المقبلة لإحضار خط إنتاج السيارة بتكلفة 2 مليون دولار، وإلى نص الحوار:
موضوعات ذات صلة
- تقرير: مخزون تيسلا من السيارة الكهربائية «موديل 3» يزيد عن 3 آلاف سيارة
- السيارة الكهربائية كيا سول الجديدة تصل إلى أوروبا
- وزير الاقتصاد الألماني يعلن افتتاح مصنع لخلايا بطاريات السيارات الكهربائية
- كلاشينكوف تعلن عن السيارة الكهربائية.. تعرف على التفاصيل (صور)
- رئيس دارشال: حجم استثمارات مصنع السيارات الكهربائية في مصر 500 مليون جنيه
- حسن الدسوقي يكشف حجم تكلفة السيارة الكهربائية في مصر
- رئيس دارشال: تكلفة خط إنتاج السيارة الكهربائية فى مصر تبلغ 2 مليون دولار
- حسن الدسوقي: تكلفة شاحن السيارة الكهربائية يتراوح من 20 إلى 250 ألف جنيه
- رئيس «دارشال»: وكيل «الصناعة» تعهد بإعفائي من الضرائب 5 سنوات لإنتاج أول سيارة كهربائية
- حسن الدسوقي: هدفي من افتتاح مصنع لتصنيع السيارات في مصر غيرتي على بلدي
- رئيس دارشال: خطة الرئيس لبناء بنية تحتية لدولة صناعية دفعتنى للاستثمار في مصر
- رئيس شركة دارشال: أصنع قطع غيار السيارات الحديثة وأصدرها لعدة دول بينها مصر
- فى البداية حدثنا عن طبيعة عملكم.. ما هى؟أعيش فى الصين منذ أن كان عمرى 12 عاما، وأعمل فى تصنيع وتصدير قطع غيار السيارات من الصين لحسابى الخاص، بالتوزيع فى السوق الصينية والتصدير لمصر، وبدأت فى صناعة قطع غيار السيارات القديمة من موديلات التسعينات، ثم انتقلت إلى تصنيع قطع غيار السيارات الحديثة، وبدأت تصديرها لعدة دول منها مصر، والسعودية، وتونس، والجزائر، والمغرب.
- كم حجم صادراتك؟حجم صادراتي كبير، ولا أحسب ذلك لكونى رجل أعمال حر ولا يوجد لدى شركاء، وبعد تعويم الجنيه بدأ السوق فى الهبوط، وبدأت أنظر إلى خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى إنشاء بنية تحتية لدولة صناعية وليست بنية تحية لدولة سكنية، وهناك فارق كبير بينهما، فخطة الرئيس تستهدف توفير الكهرباء، وإنشاء شبكة طرق وهذا لفت انتباهى بأن هناك مستقبل كبير لنا، لكون الرئيس يعمل على بناء بنية تحتية لدولة صناعية كبيرة، خاصة وأنا أعيش فى دولة صناعية وعلى علم بمعنى دولة صناعية وكل ما يشمل البنية التحتية من كهرباء وطرق ومياه.
- ماذا عن البنية التحتية فى الصين؟الصين رغم أن عدد سكانها يتجاوز مليار نسمة، إلا أن هناك نظام فى الطرق والبنية التحتية لها فلا يوجد تأخير فى تسليم الشحنات بسبب زحام الطرق أو انقطاع للتيار الكهربائي، وعند طلب بضائع من بلد إلى بلد أخرى تستغرق 3 أيام فقط.
- كيف جاءت لديكم فكرة التصنيع فى مصر؟الفكرة جاءت من كونى أصنع قطع الغيار فى الصين، وأصدرها لمصر عن طريق المستوردين، حينها بادر بذهنى تساؤل لماذا لا أصنع ذلك فى مصر؟.. فأخذت وكالة السيارات العربية، وطلبت افتتاح مصنع بمصر لكننى علمت أن نظام العمل فى مصر بأسلوب SKD «التجميع».. وأنا لا أرغب فى العمل بـ«التجميع» ولكن الاستفادة بخبرتى فى صناعة قطع غيار السيارات التى تستخدم أساسا فى تجميعها، خاصة وأن معدل إنتاجى حوالى 70% من قطع الغيار والنسبة الباقية تمثل تكنولوجيا ليست متاحة معنا حاليا.
سافرت إلى مصر، واكتشفت قعلة صناعية وهى «شركة النصر للسيارات»، أو الشركة الهندسية لصناعة السيارات، تضم مهندسين يعملون منذ 30 عاما، وبها بنية تحتية لا توجد فى أى مصنع آخر داخل مصر، بدأت حساباتى من جميع الجهات، وأهمها عامل الوقت، لأنه عند بناء مصنع يستغرق الإنشاء من 2 إلى 3 سنوات، بجانب التكلفة المالية الكبيرة، فضلا عن وجود الماكينات والمعدات والهناجر، وهى كفيلة بإحياء هذه القلعة الصناعية من جديد، وتحت قيادة هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، افتتحت أول مصنع تجميع شواحن فى الشركة الهندسية للسيارات.
- ماذا عن مشاركتك في الشركة هل شراء أم تأجير خطوط إنتاج؟أنا أشارك بالمعدات والماكينات وخطوط الإنتاج، والشركة بباقى النسبة.. تم تنفيذ أول مصنع لشواحن السيارات وجلبت المهندسين الصينين وتدربنا على كيفية تجميع الشواحن وتقفيلها، وأخذت وكالة لأكبر شركات الشواحن من الصين «جوس ويل»، وأنا الوكيل الوحيد لها وشاركت بها الشركة الهندسية، وبدأت فى تجميع الجهاز وتم طرحة فى السوق.
بعد ذلك أخذت وكالة السيارات الكهربائية، والسيارات البنزين من شركة «دونج فينك»، وماركة السيارة «DFM»، وجاء المهندسون الصينيون لمعاينة المصنع وتم الموافقة عليه لبدء التشغيل بعد دراسة الجدوى، وخلال الأيام القليلة المقبلة سأسافر لتحضير الماكينات والمعدات اللازمة لعملية تصنيع السيارة الكهربائية من الصين، وبدأت مع الصينين فى صناعة قطع الغيار المغذية مثل ماتور السيارة والبطارية إذا كانت بنزين أو كهرباء.
- هل هناك دعم من الدولة تجاه المشروع؟التقيت وكيل وزارة الصناعة، بعد تعثر مقابلتى لوزير الصناعة، وتحدثت معه عن الوضع وشرحت له كل ما تم الوصول إليه، لتصنيع سيارة فى مصر، والأهم هنا صناعة الأدوات المغذية قبل التجميع، عن طريق ضخ قطع غيار فى السوق للسيارات التى تعمل بالفعل، فالصناعات المغذية هى الأساس فى صناعة السيارات، وعند تصنيعها فى مصر ستوفر استيراد للسيارات بقيمة 50 مليون دولار، وستكون قطع الغيار المصرى بنفس الجودة الصينية وبسعر أرخص، فضلا عن زيادة المكون المحلى لجميع أدوات التغذى للسيارات وتصدريرها إلى الشرق الأوسط.
ومع مرور الوقت سيتجه كثير من المستوردين إلى التصنيع بدل الاستيراد، وأيضا بعض الحرفيين سيتجهون إلى التصنيع أيضا لأنه ذلك بسبب تكلفة المنتج المصري وجودته.
- ما هي رؤيتك تجاه تنفيذ صناعة السيارات؟أن تصبح مصر دولة صناعية بدلا من أن تكون دولة مستوردة ومستهلكة، وهدفى ليس الربح وإنما غيرتى على وطنى، فمن السهل فتح مصنع تجميع للسيارات لكن أن تنشيء مصنعا يكون الأول فى صناعة السيارات بإنتاج محلى هذا هو التحدى.
- هل تقدمت بأى طلبات أثناء اللقاء مع وكيل وزارة الصناعة؟طلبت من وكيل وزارة الصناعة إعفائي من الجمارك والضرائب على المواد الخام التى سيتم استيرادها لكي يتم التسهيل عليّ فى إنتاج سيارة محلية تناسب السوق المصرية، حيث إن قيمة الجمارك والضرائب على المواد الخام تتعدى 20%، وهذه القيمة تؤثر بالسلب على الناتج المحلى، ولو تم إعفائى منها ستعود على المستهلك وعلى الناتج القومى وتسمح بفتح الأسواق لإنتاج سيارات وتصديرها.
وكان عرضى أن يتم إعفائى لمدة 5 سنوات على الأقل، حتى أتمكن من طرح السيارة فى السوق المصرية مخصوم منها هذه القيمة وكذلك قطع الغيار حتى أتمكن من المنافسة فى الأسواق، وتعهد بذلك.
- هل يوجد إنتاج من مصنع شواحن السيارات الكهربائية؟بالفعل المصنع يعمل وهناك إنتاج.
- قلت إن هناك إنتاج.. هل هذا يعني وجود آلاف من الشواحن المصنعة؟لا لست «غبى» لهذه الدرجة، فتكلفة الشاحن مرتفعة جدا واستثماراتها باهظة جدا وليس لها سقف، وعندما طلب منى خبراء البورصة أرقام التكلفة، كان ردى يمكننى حساب تكلفة السيارة وكل ما يخصها، لكن تكلفة الشواحن لا يمكننى ذلك لأنه متعدد الاستثمارات وتكلفته عالية جدا.
- كم تتراوح تكلفة الشاحن؟من 20 ألفا إلى 250 ألف، وهذه الشواحن توجد فى الطرق لخدمة السيارات التى تعمل بالكهرباء، وتم تركيب وحدة شحن فى «واحة عمرو» بطريق مصر - إسكندرية الصحراوي، وتركيب وحدة شحن أخرى فى «الريست هاوس»، فى الذهاب والعودة بالطريق حتى نتمكن من شحن السيارة، لأن هذه السيارة ليست «سيتي كار».
- هل توقفت عند هذا الحد؟نعم توقفت عند تركيب وحدات الشحن فى الطرق، وفى الأيام القليلة المقبلة سأسافر إلى الصين لإحضار خط إنتاج السيارة بتكلفة 2 مليون دولار، ومن المقرر أن يصل أواخر العام الجارى لإنتاج أول سيارة فى ديسمبر 2018.
- كم تبلغ تكلفة السيارة عند طرحها فى السوق المصرية؟لو تم تصنعها بمنتج محلى وبالطريقة التى أود تنفيذها تصل إلى حوالى 400 ألف جنيه، وستسير حتى 300 كيلو، وسيتم تزويد الطرق بوحدات الشحن كل 30 كيلو حتى تتمكن كل السيارات من الشحن.
- سيارة صيني بـ 400 ألف جنيه؟كلمة صينى لا تعنى أنها منتج سيء، لا تعاتب بلدا تصنع لعملائها منتج حسب التكلفة التى يريدونها، فكثير من العملاء يطلبون المنتجات بمواصفات سيئة وبتكلفة بسيطة لتحقيق أرباح كبيرة دون النظر للمستهلك، فالصين أبهرت العالم لكونها بلد صناعية، فصبرا عندما يدخل هؤلاء العملاء «النصابين» فى سوق استيراد السيارة الكهربائية سترى مهازل، وسيستوردون السيارات المستعملة التى تم إنتاجها منذ 2014 التى لا يوجد لها صيانة ولا قطع غيار، وهذه السيارات «سيتي كار» تستخدم داخل المدينة فقط لأنه الحد الأقصى لسيرها حتى 100 كيلو.
- ما هي قوة إنتاجية خط الإنتاج؟قوة الإنتاج توجد بها بروتوكلات بين المصنع والشركة الأم، فمثال يمكن أن تكون أول سنة 200 سيارة، وفى العام الثانى 1000 سيارة، حتى أصل إلى 10 آلاف بعد 5 سنوات.
- هل ستبيع الإنتاج؟أنا رجل أعمال متخصص فى صناعة السيارات ولست تاجرا، سوف أُورّد إلى التوكيلات.
- هل يتم شحن السيارة بمقابل مادي؟نعم سيتم التعامل بالكارت الذكى مقابل شحن السيارة، وبعد الانتهاء من الشحن يتم خصم قيمة الشحن.
- هل تم توقيع اتفاقيات مع وزارة الكهرباء؟لا.. «هو أنا عارف أقابل حد»
- هل تم طرح نموذج لسيارات فى الطرق؟لم أطرح أى نموذج سيارة، لأن ثقافة العميل المصرى لا يثق فى أى منتج جديد إلا بالتأكد من وجود قطع غيار ومراكز صيانة ووحدات الشحن الخارجية على الطرق، فضلا عن التأكد من رأى الأخرين فى جودة المنتج.
- هل حدث لك تجارب سابقة مع العميل المصرى؟بالفعل.. من التجارب عام 2009 وهى تجهيز المنزل ليعمل بالطاقة الشمسية وفشلت فى إقناع العملاء بذلك، وفى عام 2010 قدمت «توكتوك كهربائى يعمل بالطاقة الشمسية»، وفشلت التجربة أيضا.
- كيف ستتغلب على هذه الثقافة عند طرح السيارة الكهربائية؟السيارة الكهربائية «فان» ستعمل سيرفيس فى الشارع والطرق بنحو جيد، حتى يتأكد العميل، وسيتم التسويق لها عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، عن طريق الشير وتشغيل خدمة «لايف» على الطريق أثناء رحلات السيارة من القاهرة إلى الإسكندرية فى الذهاب والعودة، حتى يتأكد العملاء من جودة السيارة وأنها تعمل على نحو جيد فى السفر وليس المدينة.
- ما هى رؤيتك المستقبلية بشأن السيارة الكهربائية؟عندما ننتج السيارة «فان»، سأطرح السيارة «السيدان» فى السوق المصرية حتى تناسب جميع الأزواق والاستخدامات، ويمكن أن أتعاقد مع شركتى «أوبر وكريم»، لاستخدام سياراتى فى الخدمة لأنها ستوفر الكثير على العملاء والسائقين، وستكون أقل تكلفة من السيارات التى تعمل بالبنزين، وإن لم يتم التعاقد سأطرح الشركة الخاصة بى كبديل لها والكل له حق المنافسة.
- كم عدد الوظائف التى يوفرها المصنع وما حجم الاستثمارات؟كبداية يوفر المصنع من 65 إلى 200 عامل خلال عامين، ويبلغ حجم الاستثمارات 500 مليون جنيه مصري يتم ضخها فى السوق المصرية.
- هل يوجد شريك من الصين فى هذا المصنع؟لا يوجد شركاء صينيين فملكية المصنع ترجع إليّ فقط ولا توجد تمويلات خارجية، يوجد فقط تمويلات من البنك الأهلى وبنك التنمية الصناعية، بقيمة 25 مليون دولار، لتمويل الالآت وخط الإنتاج.
- من وجهة نظرك.. كم المدة الكافية لكى تأخذ السيارات الكهربائية وضعها فى مصر؟خلال 5 سنوات، ويمكن أن تكون سنة فى حين تبنى السيارة من التوكيلات الكبيرة مثل «منصور شيفورليه أو غبور أوتو»، وهذه الأسامي لها مصداقية كبيرة لدى العميل المصرى، وبذلك يمكن التنافس مع هذه الشركات الضخمة لأنى الأول فى المجال بتصنيع وحدات الشحن وصناعة وتجميع السيارة.
- ما هو تقديرك لاستحواذ السيارة الكهربائية من السوق المصرية؟ حوالى 5% خلال الـ 5 سنوات بنسبة 1% لكل سنة.
- فى النهاية بالنسبة لمستثمر ناجح وكبير فى الصين لماذا يرجع إلى مصر ويصطدم بالبيروقراطية؟أنا رجل غيور على بلدى أنا وطني فوق ما تتصور، وترجع جذوري من دسوق كفر الشيخ، والأم «صعيدية» من قرية بنى حرب التابعة لمركز طهطا بسوهاج.