توابع انقلاب فاجنر.. بوتين يراوغ بـ”رسائل متضاربة” وبايدن يراقب
ماهر فرج موقع السلطةهدوء حذر في موسكو ، وترقب في واشنطن ساد علي مدار اليومين الماضيين بعد محاولة الانقلاب التي أقدمت عليها قوات فاجنر الروسية ، وسرعان ما تم احباطها بمبادرة من بيلاروسيا ، فما بين ترقب داخل الكرملين لإتمام انسحاب عناصر الشركة الأمنية التي قادت علي مدار سنوات عمليات نوعية لصالح روسيا آخرها انخراطها في الحرب الأوكرانية، وما بين متابعة دقيقة من جانب البيت الأبيض لتطورات تلك الأحداث ومحاولة قراءة ما بين السطور لكشف آثارها علي مسار الحرب الدائرة في الشرق الأوكراني ، رصدت العديد من وسائل الاعلام الأمريكية والروسية علي حد سواء ، كواليس تلك الساعات الحرجة التي تواري خلفها.
الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي توعد بمحاسبة الخونة صباح يوم الأزمة ، وتعهد مساءً بإسقاط التهم الجنائية بعد مبادرة من الحليف البيلاروسي لاحتواء الأزمة ، قال مساء الأثنين إن بلاده " كانت ستقضي على الانقلاب المسلح في كل الأحوال"، في إشارة إلى سيطرة قوات شركة فاجنر الأمنية الروسية أول السبت على مدينة روستوف، وتوجهها نحو موسكو.
موضوعات ذات صلة
- رغم الحظر.. روسيا سترسل طائرة إلى واشنطن لهذا السبب
- ستولتنبرغ: لاينبغى الاستهانة بروسيا عقب محاولة التمرد المسلح الفاشلة
- الناتو: الحلف جاهز للدفاع عن نفسه فى مواجهة ”موسكو أو مينسك”
- ولي العهد السعودي يدعم الإجراءات التي اتخذها بوتين لحماية النظام الدستوري
- ماكرون: تمرد ”فاجنر” يظهر هشاشة القوة الروسية
- الولايات المتحدة توقف تمويل الجامعات الإسرائيلية في الضفة الغربية
- بوتين: المجتمع الروسي أظهر وحدة عميقة وأثبت أنه يدافع عن الدستور والنظام
- بايدن: الغرب ليس له يد في أحداث روسيا الأخيرة
- بوتين يمنح عناصر فاجنر ”خيارين”
- متجاهلا بريغوجين.. بوتين يوجه الشكر لمقاتلي فاغنر
- كيف أثر تمرد ”فاجنر” على آلة الحرب فى أوكرانيا
- برشلونة يعلن تعاقده مع ألكاي جوندوجان حتى 2025
وأضاف بوتين، في كلمة متلفزة مقتضبة "هناك من قاموا بأعمال إجرامية كانت ستؤدي لتقسيم المجتمع، ومنظمو الانقلاب خانوا الوطن والشعب"، وشدد على أن "سفك الدماء بين الإخوة هو كل ما كان يريده النازيون في كييف، وذلك حتى تفشل روسيا في مسارها"، في إشارة إلى صدام كان وشيكا بين قوات فاجنر والجيش الروسي.
وذكر الرئيس الروسي أن ثمة "عمليات ابتزاز ومحاولات لترتيب اضطرابات داخلية، ولكن كان محكوما عليها بالفشل".
ومثلما تبدلت مواقف القيادة الروسية ما بين صباح ومساء السبت العصيب ، حملت كلمة بوتين مساء الأثنين رسائل متضاربة ، فبرغم حديثه عن الخيانة ، أشاد بوتين بمقاتلي فاجنر ، قائلاً : "كانوا وطنيين وحرروا أراضي تابعة للوطن وحاول أحدهم استخدامهم في عملية ظلامية.. إن جنود وقيادات فاجنر اتخذوا قرارا بعدم الذهاب لسفك الدماء ولديهم اليوم فرصة للتعاقد مع وزارة الدفاع أو الذهاب إلى بيلاروسيا".
وعقب إلقاء الكلمة، التقى الرئيس الروسي مع رئيس جهاز الأمن الداخلي في البلاد ووزيري الدفاع سيرجي شويجو والداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن المتحدث باسم الكرملين إن من بين المشاركين في الاجتماع نفسه النائب العام إيجور كراسنوف، ومدير جهاز الأمن الاتحادي ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس الحرس الوطني فيكتور زولوتوف، ومدير هيئة الحراسة الاتحادية دميتري كوتشنيف، ورئيس لجنة التحقيقات الاتحادية ألكسندر باستريكين.
رسائل بوتين المتضاربة ، قابلتها تلميحات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال إن الأجهزة الأمنية تبحث احتمالية ضلوع الاستخبارات الغربية في تمرد فاجنر، وهو التصريح الذي استبقته واشنطن بالتأكيد علي أن ما يجري في روسيا "شأنا داخليا" .
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف -في لقاء مع وسائل الإعلام بموسكو- إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "رأى في التمرد فرصة لهزيمةٍ إستراتيجيةٍ لروسيا".
وتابع لافروف في تصريحات نشرتها وسائل إعلام روسية ، أن السفيرة الأمريكية لدى موسكو لين تريسي أبدت إشارات لروسيا بأن الولايات المتحدة لا صلة لها بـ"التمرد"، وأنها عبرت عن أملها في الحفاظ على سلامة الأسلحة النووية الروسية.
وشدد وزير الخارجية الروسية على أن "محاولة التمرد لن تؤثر على علاقاتنا بالدول الصديقة، وأما مع الغرب، فالأمر سيان بالنسبة لنا.. العديد من الزملاء في الخارج (وزراء الخارجية) أعربوا عن دعمهم وثقتهم بقدرة موسكو على الحيلولة دون محاولات تجزئة البلاد
ترقب أمريكي
ورغم محاولات واشنطن النأي بنفسها عن تلك الأحداث إلا أن البيت الأبيض قال في بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجري اتصالا هاتفيا مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، الاثنين، في إطار "تنسيقه الوثيق مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين في أعقاب الأحداث الأخيرة في روسيا".
وأضاف البيت الأبيض -في بيان- أن الزعيمين أكدا "دعمهما الثابت لأوكرانيا"، وأشار إلى أن بايدن دعا ميلوني لزيارة واشنطن الشهر المقبل.
وذكر البيان أن بايدن وميلوني ناقشا أيضا الاستعدادات الجارية لعقد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) يومي 11 و12 يوليو في ليتوانيا، حيث يتعين على القادة اتخاذ قرار بشأن تجديد ولاية الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج.
وفي وقت سابق ، قال بايدن إن واشنطن لا علاقة لها بما حدث في روسيا، مضيفا أنه طلب من فريقه للأمن القومي "متابعة الأوضاع في روسيا، والتأكد من أننا على نفس الخط مع الحلفاء.
وأضاف بايدن أنه اتفق مع حلفاء بلاده على ضرورة "عدم إعطاء بوتين أي عذر لإلقاء اللوم على حلف شمال الأطلسي في ما يحدث في روسيا".
وبخلاف البيان ، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن بايدن أجري علي مدار اليومين الماضيين اتصالات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز.
كما تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى نظرائه في عدد من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبحلول منتصف السبت، ألغى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي رحلة كانت مقررة إلى إسرائيل والأردن كان من المفترض أن تبدأ السبت، وهو ما أعطى إشارة واضحة على حجم القلق الأمريكي مما يجري بموسكو، وعدم اتضاح حقيقة الموقف بصورة كاملة للبيت الأبيض.
وتحدث ميلي إلى بعض نظرائه في الدول الأوروبية الحليفة، ومنهم نظيراه الأوكراني والفرنسي.
وفي الدقائق التي أعقبت الاتفاق بين الحكومة الروسية وقوات فاجنر، قال مسؤولون أمريكيون تحدثوا لشبكة سي إن إن، إن تقييمهم هو أن أحداث السبت من المرجح أن تُبعد انتباه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أوكرانيا لبعض الوقت، وهو قد يمنح الجانب الأوكراني ميزة في الأيام والأسابيع المقبلة.
وفي تقرير منفصل الثلاثاء ، قالت سي إن إن نقلا عن مصادر أمريكية إن الاستخبارات تمكنت من جمع معلومات دقيقة للغاية مسبقا عن خطط بريغوجين رئيس مجموعة فاجنر، بما في ذلك أين وكيف كانت المجموعة تخطط للتقدم في تحركها العسكري.
وقالت مصادر الشبكة إن المعلومات الاستخباراتية كانت مقيدة للغاية، لدرجة أنه تمت مشاركتها مع عدد محدود من الحلفاء بما في ذلك كبار المسؤولين البريطانيين، وليس على مستوى حلفاء الناتو.
وذكرت المصادر أن بريغوجين قرر المضي قدما في خطته بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية في العاشر من الشهر الجاري إجبار جميع الشركات العسكرية الخاصة -بما في ذلك فاجنر- على توقيع عقود مع الجيش الروسي بدءا من مطلع يوليو.
وقال مسؤولون، بحسب "سي إن إن"، إنه لم يتم إخبار المسؤولين الأوكرانيين بشأن المعلومات الاستخباراتية بشكل مسبق، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى المخاوف من إمكانية اعتراض المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين من قبل روسيا، بحسب الشبكة