يختلف سعره من محل لآخر.. لغز اللحمة داخل «مملكة الجزارين»
كتب محمد الصياد موقع السلطةالمعلم «عكوة» و«حلاوة العنتبلي».. شخصيات سينمائية الأشهر في تجسيد دور الجزار الأول في فيلم «السفيرة عزيزة» والآخر «على باب الوزير»، والذي رسم صورة وحشية عن طبيعة الجزار في أذهان المشاهدين، وبرغم اختلاف الأسعار يخشى المواطنين التعرض للجزارين أو الفصال معهم.
ففي شهر الصوم يحرص الملايين من الأسر على تناول اللحوم بشكل يومي في وجبة الإفطار، وتختلف أسعار اللحوم ليس فقط من منطقة لأخرى بل في الشارع الواحد فتجد اختلافاً في الأسعار بين محل وآخر لا يبعد عنه سوى أمتار قليلة.
كما وصفته شاشات السينما من القوة والصرامة، يقف داخل محله ويحمل في يده الساطور، ويبدأ في تقطيع اللحوم من أمامه، وبرغم قوته البدنية التي قد تساعده على تكوين شخصية الجزار ذو الشخصية الجبارة في منطقة شعبية، إلا إنه يمتاز بحسن التعامل مع الزبائن ويحرص دوماً على التسامر معهم محاولاً منه لجذب الكثير من الزبائن.
جاء من الصعيد هوه وأسرته بحثاً عن الرزق، واختار من بيع اللحوم نشاطاً له.. أحمد مراد، جزار، وكان سبب اختياره هذا النشاط قال: «كل و احد ربنا كاتبله رزقه بيجيله منين» يشير إلى أن شخصية الجزار في الدراما والأفلام من صرامة وتهديد للمواطنين تختلف عن الحقيقة نادراً ما نجد تلك النماذج على أرض الواقع، وذلك بسبب محاولة الجزار كسب أكبر عدد من الزبائن وهذا لايتم إلا بحسن التعامل مع الزبائن.
وعن سبب اختلاف سعر كيلو اللحمة في المنطقة الشعبية عن الراقية، رد قائلا ً هذا يرجع إلى وجود التزمات لصاحب المحل في المنطقة الراقية منها الإيجار الذي يزيد أضعاف عن سعر الإيجار في المنطقة الشعبية، فضلاً عن كون التزام صاحب محل الجزارة في المنطقة الراقية على دفع مقابل للأيدي العاملة فى محلة وشراء «يونيفورم» خاص بهم وغيرها.
120 جنيه سعر كيلو اللحمة في الوراق، وأشار الجزار إلى أن هذا السعر المتعارف عليه في العديد من المناطق الشعبية في الجيزة سواء الوراق أو بولاق الدكرور أو أرض اللواء وإمبابة، وقال إن سعر كيلو اللحمة لا يختلف فقط من منطقة إلى منطقة بل قد يختلف في شارع واحد من محل لآخر.
منذ نعومة أظافرها وسلكت طريقاً يخشاه العديد من الرجال، اختارت من الجزارة نشاطاً لها لتكون نموذجا فريداً داخل مجتمع شرقي.
هويدا حسني، من مواليد منطقة البساتين، تعمل في الجزارة منذ أن كان عمرها 10 سنوات، لتكمل به مشوار والدها الجزار، ولكونها كانت أكبر أشقائها، كان والدها يعتمد عليها في العمل داخل المحل لسد احتياجات المنزل.
تعملت «هويدا» من والدها فنون العمل في الجزارة ومع مرور الأيام احترفت التعامل مع السوق ومواجهة حيتان المدابح، لم تعش «هويدا» طفولتها مثل غيرها من الفتيات اللاتي اعتنين بجمالهن وتعليمهن والبحث عن فتاة أحلامهن بل كافحت مع والدها داخل المحل لتكمل مشواره.
«كنت بروح اشتري الجمال من سوق إمبابة واتعامل مع كبار الجزارين من صغري».. بهذه الكلمات استهلت «هويدا» حديثها، وقالت إن مع مرور السنوات كونت زبائن خاصة بها، وشهد المحل إقبالاً كبيراً على العكس في البداية عندما كان المجتمع رافض صورة وجود امرأة جزارة في منطقة شعبية.