فاروق الفيشاوي.. الحاوي الذي لا يعرفه أحد!
محمد شوقي موقع السلطةفنان وإنسان من طراز خاص، يمتلك قوة استطاع من خلالها التغلب على أقسى درجات الضعف الإنساني، لم يضعف الراحل فاروق الفيشاوي أمام المرض بل وقف متماسكا ومتحديا أثناء تكريمه في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي.
أول ظهور له في السينما المصرية كان فيلم "الحساب يامدمزيل" مع نيللي عام 1976 وهو الفيلم الوحيد الذي جمع بينهما، وظهر ككومبارس في فيلم "وثالثهم الشيطان" عام 1978 مع محمود ياسين.
رفضه المخرج محمد فاضل في مسلسل "بابا عبده"، وذلك بعد ما رفض الدور أكثر من عشر نجوم قبله خوفاً من كراهية الجمهور لهم، وكان من ضمن المرشحين للدور قبله خالد زكي ومصطفى فهمي، ولكن رضح المخرج محمد فاضل لإصرار عبد المنعم مدبولي و صلاح السعدني على فاروق الفيشاوي.
رفض دور الضابط في فيلم"المشبوه " خوفًا من كراهية الناس له لعدواته في الفيلم لعادل إمام، وأقنعه المخرج سمير سيف أن في نهاية الفيلم سيكون هناك مشهد يصفق له الجمهور وقد كان.
وقف أمام شادية في فيلم "لا تسألني من أنا" فقالت له شادية: "أنت بتفكرني برشدي أباظة".
نافست نجمات الشاشة بعضهن البعض عليه، والملاحظ أنه أكثر ممثل شاركهن في بطولة أفلامهن فكان تميمة الحظ لهن، وبوسي هي أكثر نجمة شاركته بطولة أفلامه كونا معا ثنائي فني أثمر 17 فيلما سينمائياً.
تبرع بأجره في مسرحية"بداية و نهاية" هو وجميع زملائه مساهمة منهم في سداد ديون مصر في الثمانينات.
تبناه فريد شوقي وقال له "معنديش ولاد و وفاروق ده ابني"، وقدم معه 15 فيلماً ولم يتركه فاروق الفيشاوي طوال مرضه الأخير حتى وفاته.
له تصريحات نارية أغضبت الكثير منه مثل: "مش هيجي حد زي جمال عبد الناصر"، "تاريخ مصر إيه إللي يتشاف من أفلام عادل إمام"، حسين صدقي حرق زملائه قبل ما يحرق أفلامه، نور الشريف أستاذي ومحمود ياسين له دين في رقبتي ومحمود عبد العزيز لو طلبني كومبارس له مش هتأخر، عادل إمام وأحمد زكي مش الأفضل في أحسن منهم كثير، "محمود مرسي الفنان الوحيد اللي خفت اشتغل معاه".
حبيت ليلي علوي وتمنيت الزواج منها بس قالت "خليني أصدقاء أحسن"، كان فاروق الفيشاوي حريص على زيارة أهله في سرس الليان، وكان يرسل لكثير منهم مصروف شهري لا ينقطع.
كان لا يترك الفيلم إلا وأجور العمال مدفوة لهم بالكامل، ولم يترك مخرج أو منتج أو مصور أو عامل فني أو ممثل صغير أو كبير في محنة، بل كان في الصفوف الأولى لزيارة المرضى و المحتاجين منهم.
لم يكن يوماً من الأيام طرفا في مشكلة مع زميل أو زميله له بل على العكس تماماً كان يصلح ما بين أي حد متخاصم مع الآخر، ويحاول جاهدا أن يتم الصلح بينهما علي يده ويقوم بعمل عزومه لهما حتى قال يوما: "الصلح بين الناس ياما فلسني".