أمريكا على خطى الاتحاد السوفيتي قبل الانهيار مباشرة
وكالات موقع السلطة
يبدو أن الولايات المتحدة أصيبت بالمرض الذي قضى على إمبراطورية الاتحاد السوفييتي وفككها.. وأصبح التساؤل المطروح، متى تنهار الولايات المتحدة الأمريكية على غرار تجربة الاتحاد السوفيتي؟
أبرزت المجلة الأمريكية Foreign Policy نفس السؤال، في مقال بعنوان "طريق أميركا إلى انهيار المكانة"، ويخلص المقال إلى نتيجة تقول: "إن تراجع (القوة الناعمة) السابقة للولايات المتحدة لم يبدأ مع الرئيس ترامب، مع أن الأخير يساهم، بكل طريقة ممكنة، في هذه العملية من خلال سياسته غير المناسبة وغير المتسقة).
في نفس السياق، وتحت عنوان "في الولايات المتحدة ظهرت تلك المشكلات التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي"، نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية، مقالًا تحليليًا، للمحلل الاستراتيجي الروسي، أرتيوم فيليبوف، يتنبأ بانهيار الولايات المتحدة.
جاء في المقال: "إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مشتقة من الداخل.. وأمريكا، تفقد (قوتها الناعمة)، ثم مواقع جيوسياسية، ليس فقط بسبب التحدي الذي تطرحه في وجهها روسيا والصين، إنما وبسبب المشكلات الداخلية".
ويتابع المقال "فالإمبراطورية الأمريكية، تتخلى عن قيمها الأساسية (الأسرة والدين)، والمؤسسات التقليدية (الجيش)، وتدخل زمن الاضطرابات، وإذا كانت القوات المسلحة الأمريكية (كمثل الشرطة والإطفاء) تتمتع بمكانة هائلة في المجتمع، ولكن المشكلة هي أن الجيش الأمريكي، كما يبدو، لم يعد يفهم سبب قتاله في عشرات النزاعات حول العالم".
يضيف المحلل الاستراتيجي الروسي: "الاتحاد السوفييتي، إحدى أقوى الإمبراطوريات في تاريخ البشرية، انهار ليس فقط بسبب انخفاض أسعار النفط، والتقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والحرب الأفغانية ونمو النزعات القومية في الجمهوريات السوفيتية، إنما، وقبل كل شيء، بسبب تشويه الأفكار التي دعا إليها النظام.
ويؤكد "فيليبوف" أن مجلة Foreign Policy ، محقة عندما تكتب عن تراجع النفوذ الأمريكي، ففي العام 2018، عبّر 30% فقط ممن شملهم الاستطلاع في العالم عن موقف إيجابي تجاه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، قبل ذلك بسنوات قليلة، كانت هذه النسبة 50٪.. الأمريكيون أنفسهم، يتخلون عن قيمهم التي جلبت لهم النجاح، ومن المستبعد أن يتغير خط الانحدار المستمر للتأثير الأمريكي في العالم، حتى مع ظهور سياسي ديمقراطي في البيت الأبيض.