مصطفى الفقي: ”تركيبة المواطن المصري معقدة”
كتبت حشمت سعيد موقع السلطةأكد الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن حكم مصر ليس سهلا فهي دولة صعبة المراس، لأنها دولة بها تراكم ثقافي وحضاري وبها قدر من التعددية قد لا يوجد في دولة أخرى، ولا يوجد بها قبائل وعشائر وإنقسامات حقيقية، ولكن في النهاية شعب تلبية احتياجاته ليس يسيرا.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر فضائية "mbc مصر"؛ والذي تحدث فيه عن علاقة المصريين بحكامهم على مدى التاريخ.
موضوعات ذات صلة
- مصطفى الفقي يطالب أسرة مبارك بالإفراج عن مذكراته
- مصطفى الفقي: مبارك عاش 9 سنوات قاسية للغاية
- ”التموين” تدرس تقديم الخدمات إلكترونيا
- أحمد موسى: منتدى شباب العالم ينفى أكاذيب أعداء الوطن
- مصطفى الفقي: مقتل ”ريجيني” مرتبط بالأطماع في الغاز
- غدًا.. افتتاح المحطة متعددة الأغراض بميناء دمياط
- الديهي لـ المصريين: ”فيه ناس بتخطط علشان يقرفوكوا”
- مصطفى الفقي: الشعب المصري يثق دائما في قيادته
- مصطفى الفقي: خروج مصر من أمم إفريقيا لا يؤثر علي مكانتها دوليًا
- ناقد رياضي يكشف سبب عدم اختيار حكم مصري لنهائي إفريقيا (فيديو)
- محمد الباز: 30 يونيو محاولة لإنصاف المواطن المصري
- الفقي: التأثير الخارجي على الأوضاع في السودان ضعيف
وكشف "الفقي" إن تركيبة المواطن المصري معقدة ويتشكك في إجراءات الحاكم خاصة الأجنبي، وبها جوانب من التحضر الزائد واللامبالاة المطلقة والتواكلية والاستسلام.
وأضاف "الشعب ساكن إلا أن سكونه يمكن أن يكون على غير رضا، ولذلك يصعب التنبؤ بخطوته القادمة، وكل ثوراته حدث في لحظات غير متوقعة، ولكن ما يحسب له أن خطواته محسوبة"، ضاربا مثالًا بثورة ١٩١٩ التي خرجت من الشارع المصري وبزعامة مصرية، أما ثورة ٢٥ يناير فهي حشد شعبي فقط بدون قيادة وليس لها هدف محدد وواضح.
وقال "الفقي" إن الشعب المصري بطبيعته لديه موقف تقليدي من الحكام "عقد صامت" مفادة أن من أراد الحكم يأخذه ولكن يبتعد عن لقمة عيشه والضغط عليه في الحياة، وهو عقد غير مكتوب ظل ساري مع جميع الحكام، الذين كان أغلبهم من الأجانب حتى الملك فاروق، وبإستثناء العصر الفرعوني.
ولفت "الفقي" إلى وجود قادة رأي على مر تاريخ مصر يلوذ بهم العامة إذا حل بهم خطر، ولم يكن هناك في يوم من الأيام تعادلاً مباشرًا مع الحاكم، ولذلك الكاريزما لم يتم صناعتها إلا في ظل التطور التكنولوجي منذ ظهور التلفزيون.
وتحدث "الفقي" عن التناقض في الحكم في فترة محمد على، حيث كان يحكم بمعيارين الأول الأخلاقي والأخرى الوظيفي، وبالنسبة للأخلاقي فهو عصف جميع من حالفه وقام بمذبحة القلعة التي تعد جريمة نادرة في التاريخ، ولكن على المستوى الوظيفي أهتم بالطرق وبناء السدود وإدخال القطن والمحاصيل الزراعية الجديدة.
واستعرض "الفقي" حكم أسرة محمد علي الذي يعد باني مصر الحديثة، لكنه أدارها بمنطق رأسمالية الدولة كأنها إرث جلبه معه، مات مصابًا بداء الخرف منبوذًا وتولى نجله إبراهيم الحكم وتوفى علي حياة عينه، وبعده تولى عباس حلمي الأول وهو أسوأ من حكم مصر كونه ضعيف الشخصية وقتل في قصر بنها.
وتابع "عقب ذلك تولى الوالي محمد سعيد نجل محمد على، وعرف عنه حبه لتناول المكرونة وكانت اختراعًا جديدًا في ذلك الوقت، مما دفع والده لإلحاقه بالبحرية موصيًا بتحديد وجباته، ولعبت دورًا في مشروع حفر قناة السويس، وكان يلقب بأنه صديق الفلاح حيث سمح لهم بأمتلاك الأراضي الزراعية"، مشيرًا إلى أن فترة حكم الخديوي اسماعيل نقطة تحول كبيرة وتحضر لمصر.
وأوضح "الفقي" إن فترة الاستعمار التركي ترك أثارًا سلبية جدًا على الشعب المصري حتى الأن، فقد كان فيه بعض مظاهر القهر والاستخفاف بالطرقات الأقل، وظل هذه النظرة الطبقية المكتومة حتى الآن رغم انتهاءها من أغلب دول العالم.
وشدد "الفقي" إن مصر تعيش في ظل بناء ثورة ٢٣ يوليو رغم اختلاف النظم السياسية وفقًا للحاكم، وفي العالم كله يوجد ظاهرة الحنين إلى الماضي إلا أنها متجسدة في الشعب المصري.