محسن سرحان.. اعتزل الناس واعتكف في مسجد الرسول نادمًا على اشتراكه في فيلم إباحي

بدأ مشواره الفني في مطلع الأربعينات.. واستمر حتى التسعينات، تميز بالقدرة على تقديم الأدوار المتنوعة بين الرومانسية والكوميدية.. إنه الفنان «محسن سرحان».

ويرصد «السُلطة» بعض التفاصيل عن حياة الفنان محسن سرحان:

ولد في مدينة بورسعيد 6 يناير 1916، وبعدما حصل على البكالوريا حضر إلى القاهرة عام 1939، وعمل موظفًا بوزارة الزراعة.

قدم أول أفلامه مع ماري كويني، وهو فيلم «بنت الباشا»، ثم «فتش عن المرأة»، ثم فيلم «حياة الظلام» الذي حقق نجاحًا كبيرًا.

بدايته كانت مع ماري كوين

قام بعد ذلك بعمل دراسات حرة في فنون السينما والمسرح عام 1944، والتحق بالفرقة القومية.

«عتريس» السينما المصرية.. استقال من «BBC» بسبب العدوان الثلاثي ورفض العمل مع يوسف شاهين

اشتهر في بدايته بأدوار صديق البطل الذي يساعده مثل «شاطئ الغرام، قسمة ونصيب، و ليلي بنت مدارس»، ولكنه حصل على البطولة المطلقة في عدة أفلام بعد ذلك مثل: «كاس العذاب، أنا بنت ناس، ابن الحلال، زمن العجايب، ظلموني الناس، ظلمت روحي، أشكي لمين، آمال، أميرة الأحلام، سمارة وعفريت سمارة»، وهو الدور الأشهر في تاريخه مع تحية كاريوكا.

استمر محسن سرحان في العمل السينمائي حتى النهاية، ووصلت أعماله إلى 119 عملًا.

تزوج محس سرحان 4 مرات

تزوج محسن سرحان 4 زيجات أحدهما من الفنانة سميحة أيوب التي رفضته في الأول فأستفزها قائلًا: «هيقولوا عليكي عانس زي أمينة رزق»، فتزوجته ورزق منها بولد واحد والباقيات من خارج الوسط الفني.

كان لزواجه الرابع قصة غريبة مع «هناء داوود»، فقد كانت في المرحلة الإعدادية، ومن أشد المعجبات به، وتعرفت عليه عن طريق الصدفة أثناء زيارتها لإحدى صديقاتها بمنطقة شبرا، وهي نفس المنطقة التي كان يسكن بها ودعاها وصديقتها على الغداء، ثم اتفقوا على حضور العرض الخاص بافتتاح فيلمه الجديد «غضب الوالدين» عام 1952 بسينما الكورسال، وهناك قدمها لجميع زملائه على أنها خطيبته، فأنتابها إحساس بالسعادة والاستغراب في نفس الوقت، وبعد شهر تقدم لخطبتها، ولكن أسرتها رفضته، لأن فارق السن كان 19 عامًا، وانتهت علاقتهما، وتزوج بعد ذلك ولكن الزواج لم يدم سوى شهر واحد فقط.

«ع الأراجوز يا سلام سلم».. الفنان محمود شكوكو الإنسان والثورجي والوطني

وبعد لقاء بالصدفة بينهم، عرض محسن على هناء داوود الزواج مرة أخرى، وقبلته على الفور رغم معارضة أهلها اللذين قاطعوها بعد إتمام الزواج، ولم يسامحوها حتى أنجبت ابنتها الوحيدة «ألفت» عام 1954، واختار محسن هذا الاسم تفاؤلًا، حيث كان يصور فيلم «أنا الحب» في ذلك الوقت مع شادية والتي كانت تحمل نفس الاسم بالفيلم.

حصل الفنان محسن سرحان على العديد من الجوائز منها: «وسام الجمهورية، شهادة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما للريادة في فن التمثيل.. وغيرهم».

اشترك «سرحان» في فيلم «ذئاب لا تأكل لحم» عام 1973، ويصنف هذا الفيلم فيلم إباحي من الدرجة الأولى، وكانوا أبطاله ناهد شريف وعزت العلايلي، وتم تصويره في الكويت، وكان لا يعلم محسن سرحان بالمشاهد الإباحية في الفيلم لولا الجمهور والنقاد الذين هاجموه، وعندما شاهد الفيلم صعق وبكى وترك منزله وأولاده، متجهًا إلى الأراضي السعودية نادمًا على اشتراكه في هذا الفيلم، وظل هناك طيلة عام بأكمله، معتكفًا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن جاءه صديق عمره يحيى شاهين، ليهون عليه، ويصحبه معه، بعد أن قاما الأثنين معًا بأداء فريضة الحج، ولما عاد إلى مصر قام برفع قضية ضد مخرج ومنتج الفيلم سمير خوري، لكنه قد غادر البلاد، متجهًا لأمريكا ثم مات هناك.

اعتاد الفنان محسن سرحان في سنواته الأخيرة، أن يؤدي مناسك العمرة كل عام في شهر شعبان مع صديقه الفنان يحيى شاهين، ولكنه في عام وفاته أصر على أدائها في شهر رجب، وسافر الصديقان إلى الأراضي المقدسة، وعادا في أول شعبان حيث توفى محسن سرحان بعدها بأيام قليلة في 7 فبراير 1993 عن عمر 77 عامًا.