الهلالي: الأوامر والنواهي في القرآن محكومة بالأوضاع المتغيرة
كتبت حشمت سعيدقال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الحكم الوضعي (أي الأوضاع والمستجدات) حاكم على الحكم التكليفي، حتى لو مذكور في القرآن، مشيرا إلى أنه تم التوقف عن العمل بآيات الرق وآيات ملك اليمين، وتم التوقف عن نصوص أخرى في عهد عمر بن الخطاب، مثل المؤلفة قلوبهم، وغنيمة الأرض.
وأضاف الهلالي، خلال تقديمه برنامج "كن أنت" المذاع على القناة "الأولى": "نصوص واضحة توقف العمل بها، لأنها لا توافق الترقي الحضاري، والخلفاء رأوا أن دينهم يأمرهم بالحضارة، لذا منظور الحضارة حاكمة".
وأردف الهلالي: "الأوامر والنواهي في النصوص القرآنية والنبوية، محكومة بالأوضاع المتغيرة والحضارة المتغيرة، وهذا علم يُدرس في الأزهر والكليات المناظرة، علم الأحكام الوضعية، ومن أجل هذا توقف عمر عن العمل بنص المؤلفة قلوبهم، كما توقف سيدنا عثمان عن أخذ الزكاة بسبب فساد السعاة".
وذكر الهلالي، أن السعاة الذين كان يرسلهم الخليفة لجلب الزكاة أرادوا تفتيش البيوت لمعرفة المال الباطن، متهمين المسلمين بتخبئة أموالهم، وسعاة آخرون يطلبون رشوة لتخفيض الزكاة، وعندما نمى ذلك إلى علم عثمان، قرر ألا يرسل السعاة، وقال: "كل واحد مؤتمن على دينه، كما يصلي يرسل الزكاة، المال الباطن أنت مسئول عنه أيها المكلف وزكاته بينك وبين الله".