تفاصيل لم تعرفها قبل ذلك ومشهد فرضته الرقابة على سعاد حسني في فيلم الكرنك
كتب شروق عمرانيعتبر النقاد فيلم “الكرنك” أول فيلم سينمائي يوثق فترة التجاوزات السياسية والأمنية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ورغم أن الفنانة الراحلة سعاد حسني كانت بطلة الفيلم، إلا أنها أكدت في أكثر من مناسبة عشقها الشديد لشخص الزعيم، “كما سمّته”، وأنها تعتبر نفسها ابنة ثورة يوليو.
سعاد دافعت، خلال حوار صحفي مع مجلة “الكواكب” العام 1987، عن “الكرنك” وقالت إنه كان يُدين أخطاء الثورة ولم يُنكر عظمتها، ولأن الفيلم كان مُركزًا على شخصية رئيس جهاز المخابرات صلاح نصر، والذي قام بدوره الفنان كمال الشناوي، فإن الرقابة لم تُجز الفيلم إلا بعد إضافة الجزء الأخير والخاص بـ”ثورة التصحيح”.
موضوعات ذات صلة
- تعرف على المشهد المحذوف للسندريلا سعاد حسنى بعد ٤٣ عامًا من عرض الفيلم الشهير
- الطالب الذي تزوج سعاد حسني 6 أشهر فقط!
- نبيلة عبيد تزوجت مستشار الرئيس وخطفت زوج نجمة شهيرة
- قصة مشهد ”منافي للآداب العامة” تسبب في إبعاد سعاد حسني عن السينما عاما كاملا
- حمدى رزق: السيسى رد اعتبار محمد نجيب
- شردي: السيسي يعطي الحقوق لأصحابها
- بكري: الشعب المصري لم ولن ينسى جمال عبدالناصر
- الرئيس اليمني يهنئ السيسي بمناسبة ثورة 23 يوليو
- نص كلمة السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو
- ثورة 23 يوليو.. حفيد جمال عبد الناصر يزور ضريح الزعيم
- مواجهة أمور بالغة الخطورة.. السيسي يوجه رسالة مهمة للمصريين
- السيسي: قادرون على حماية حقوقنا التاريخية (فيديو)
السندريلا الراحلة اعترفت أن الفيلم كانت له نهايتان واحدة أرادها المخرج علي بدرخان والمنتج ممدوح الليثي، والثانية أصرت الرقابة على وضعها وإلا منعته من العرض “لذلك أتمنى من كل قلبي أن يُحذف الجزء الأخير وتظل نهايتها كما أخرجها بدرخان”.
وبررت سعاد حسني اعتقاد الجمهور في الدول العربية بأن “الكرنك” كان هجوم على شخص عبدالناصر، بقولها “في البلاد العربية لم يفطنوا إلى أن الجزء الأخير أضيف لكي يُجاز رقابيًا، وهو مناف لما قُدم في الفيلم الأصلي”.
قصة فيلم الكرنك
فى موسوعه وكيبيديا يحكي الفيلم عن حالة الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الاعلامى الذي انتهجه نظام الحكم المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث يتناول قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذي يتم اعتقاله دون جريمة بسبب التقائهم في مقهى "الكرنك" الذي عرف عنه تجمع بعض المفكرين فيه وتعرضهم أحيانا لنقد الثورة.
وفي المعتقل يتم تعذيبهم واجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، ويتم اجبار البعض منهم على العمل كجواسيس لصالح النظام وأجهزة الأمن داخل الجامعة وكتابة تقارير عن أي نشاط أو فكر معارض داخل أسوار الجامعة.مما تسبب في تمزق الجبهة الداخلية وأدى إلى هزيمة مصر في 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء مرة أخرى كما حدث في 1956 والتي تم الانسحاب منها سياسيا بعد الموافقة على مرور السفن الإسرائيلية في خليج العقبة عبر مضيق تيران المتاخم لسيناءدون اعلان ذلك لشعب مصر بل علم الشعب ذلك بالصدفة عندما تم اغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية مما اعتبرته إسرائيل اعلانا للحرب وسبقت بضرب مصر في يونية 1967.
وينتهي الفيلم بقيام ثورة التصحيح في بداية عهد الرئيس أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإذا بالضابط الكبير الذي كان يقوم بإصدار أوامر التعذيب وانتزاع الاعترافات الملفقة يدخل هو نفسه المعتقل! ثم الانتصار الساحق على إسرائيل واسترداد سيناء مرة أخرى بالحرب والسلام.
الفيلم ماخوذ عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ الكرنك وهي قصة قصيرة الحجم سجل فيها نجيب محفوظ اعتراضه على القمع السياسي في عهد عبد الناصر
اجمع الكثريين على شخصية خالد صفوان (كمال الشناوي) رجل الامن المستبد هو تجسيد لشخصية صلاح نصر مدير المخابرات العامة المصرية السابق والذي تمت محاكمته في قضية انحراف المخابرات الشهيرة في اعقاب نكسة 67 ونهاية الفيلم بدخول خالد صفوان المعتقل هو أيضا مع حدث مع صلاح نصر بعد ادانته في قضية انحراف المخابرات ومحاولة الانقلاب ويتم اتلميح بقوة إلى أنه ابن أحد رجال القصر في عهد الملك مما يفيد استمرار القمع والفردية وراء ستار الحكم الاشتراكى.
الكرنك يرمز إلى الإطار الحضارى لمصر والذي تم اختصاره في العصر الحديث إلى اسم مقهى تملكه إحدى الراقصات المعتزلات من ذوات العلاقات بالسياسيين في العهد البائد وعهد الثورة على حد سواءو كذلك يتم استخدام رمز حضارة مصر في مشهد انتهاك زينب مرة أخرى ولكن خارج المعتقل هذه المرة وفي سفح الهرم وهي تحت وطأة اليأس وغياب العقل والرغبة في الموت وكأن زينب هي رمز لشباب مصر الذي انتهك تارة بالقهر في السجن وتارة باستغلالها انقاضا محطمة بايدى المنتفعين القذرين عند اليأس وغياب العقل وتارة أخيرة باسم الحب حيث لم يبق الا حطام لذة مختلطة بشوائب القهر والاغتصاب وذلك في تفسير فنى محتمل للثلاث مشاهد الجنسية لزينب في الفلم.