رحلة شلل رياض القصبجي.. تسلم الشدة اللي تبين إسماعيل يس من محمود المليجي!
نوستالجيا محمد شوقيولد رياض محمود حسن القصبجي عام 1903، بمدينة جرجا في محافظة سوهاج، لأسرة متوسطة الحال.. وهرب رياض في صغره بسبب الثأر في عائلته، إلى الإسكندرية، وهناك عمل كمسري في السكة الحديد.وكانت السكة الحديد بمثابة فاتحة الخير له والتحف من خلالها بالتمثيل، إذ التحق بفريقة التمثيل الخاصة بالهيئة، وأصبح أبرز أعضائها، ولكن طموحه جعله يقدم استقالته من هذه الوظيفة.
لم يجد في الإسكندرية ما يُرضي طموحه، وسافر على الفور إلى القاهرة؛ للبحث عن فرصة الالتحاق بالفن والتمثيل، وهناك انضم إلى فرقة روض الفرج، التي جابت جميع المحافظات حتى الصعيد، ومن هُنا تعرف على الفنان محمود شكوكو الذي قدمه إلى الفنان علي الكسار، وعلى الفور ضمه إلى فرقته، ومنحه أول دور في فيلم «سلفني 3 جنيه» عام 1939، وكان أول أجر يحصل عليه 50 قرشًا.
بدأت العروض تنهال على رياض القصبجي، من خلال العمل في أدوار الشر مثل (اليد السوداء، سلامة في خير, أبو حلموس، أحمر شفايف).
موضوعات ذات صلة
- وش السعد.. ستة نجوم انتهت حياتهم في أفلام بطلتها مديحة يسري
- محمد الكحلاوي .. من موظف ولاعب كرة إلى أشهر مداح للرسول
- صلاح ذو الفقار .. بطل عيد الشرطة الذي ساعد السادات ومات أثناء التصوير
- عندما اُغتيلت الكوميديا.. قصة مقتل وداد حمدي على يد ريجيسير بـ35 طعنة
- تعرضت لإطلاق نار.. فريدة سيف النصر صدمت جمهورها مرتين بسبب الحجاب
- ”يشعرني كأني ملكة”.. فؤاد المهندس في عيون سناء يونس
- في ذكرى ميلادها.. ماجدة الخطيب بدأت مشوارها بـ ”دلع” وانتهى بالسجن
- إسماعيل يس.. الضاحك الذي استنسخه الإبياري وبكى في النهاية
- مصر التي علّمت العالم.. سبعة ألحان مصرية تغزو فرنسا
- كاميليا.. الفاتنة التي هدد الملك بسببها رشدي أباظة بالموت
- حكاية في صورة.. فضحت عشق القصبجي للست
- صلاح منصور.. عمدة الشاشة الكبيرة
سرعان ما شهد مشواره علاقة صداقة وطيدة مع نجم الشباك الأوحد، وقتها، الفنان إسماعيل يس، الذي شكل معه «دويتو» فني عظيم في 9 أفلام حملت اسم إسماعيل يس، اشتهر من خلالها بدور الشاويش عطية، حتى أصبح علامة مُسجلة في تاريخ السينما المصرية.
كانت فترة الخمسينسات فارقة في تاريخ رياض القصبجي المهني.. شارك فيها ما بين 1947 وحتى 1957، في 10- 15 فيلمًا في العام الواحد.. مثل أفلام (سمارة- شارع الحب- قطار الليل- المعلم بلبل- دايمًا معاك- نشالة الهانم- من أين لك هذا؟).
شهرة رياض القصبجي وصلت إلى ألعاب الأطفال باسم الشاويش عطية، وأصبح تميمة حظ وشريك أساسي في نجاح سلاسل أفلامه التي نشاهدها حتى يومنا هذا.
تزوج القصبجي 4 مرات رسميًا، و5 عُرفيًا، وكانت من بينها زواجه من فتاة بدوية، أثناء تصويره لفيلم «عنتر وعبلة»، وتزوج من إيطالية لمدة عام، وأنجب 3 أبناء، كما أن له حفيدة تدعى «جويا» كانت تعمل في مجال الإعلانات، وقررت مؤخرًا العمل في مجال التمثيل.
رحلة رياض القصبجي مع المرض
في ليلة من الليالي، في أثناء استماعه لأم كلثوم في الإذاعة بمنزله، وذلك عقب عودته من سهرة مع أصدقائه.. حاول الوقوف من مكانه، ولكنه اكتشف أنه لا يمكنه الحركة حتى سقط على الأرض وبكي، وتم نقله إلى المستشفى، وأعلن الأطباء إصابته بشلل نصفي نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
لم يستطيع تحمل نفقات العلاج، وبدأت رحلة معاناة الأسرة لمحاولة توفير نفقات العلاج، بعد أن تخلت عنه نقابة الممثلين.
محمود المليجي الشرير يُساعد رياض القصبجي
الفنان الراحل محمود المليجي فور علمه بمرض ومأساة القصبجي، كون جمعية لجمع تبرعات لعلاجه، بمساعدة المنتج الراحل جمال الليثي، ونجحوا في تجميع 300 جنيه، أي ما يعادل أجر سنة كاملة.
إسماعيل يس الطيب يتبرأ من القصبجي
يذكر أن صديقه الفنان إسماعيل ياسين لم يقم بزيارة القصبجي، أثناء مرضه، وقال البعض إنه تخلى عنه تماما؛ ما جعل القصبجي يبكي ليلا نهارا على صديق عمره.. حتى أنه في إحدى زيارات الفنان فريد شوقي، أراد أن يهون عليه فقال: «أنا معاك.. وحش الشاشة مش كفاية».
آخر مرة وقف فيها رياض القصبجي أمام الكاميرا
إبريل من عام 1962، وجه المخرج الراحل حسن الإمام دعوة للقصبجي للتمثيل، فور علمه بتماثله للشفاء، وكان العرض دورا في فيلم الخطايا كنوع من التشجيع.
ابتهج القصبجي، وذهب إلى الاستديو وهو متكئًا على ذراع شقيقه، وما لبث أن وقف أمام الكاميرات حتى وقع وأجهش بالبكاء.. الأمر الذي أبكى عبد الحليم حافظ وعاد إلى بيته وكانت آخر مرة تطأ قدماه البلاتوه.
23 أبريل من عام 1963، لفظ القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر ناهز 60 عاما، ولم يدفن إلا بعد استكمال مصاريف الدفن والجنازة، وتكفل بها المنتج الراحل جمال الليثي.