من هم قوم تبع الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم؟
كتب أحمد عبداللهذكر الله تعالى في محكم التنزيل أقوامٌا عدة ، منهم من شاع ذكره كقوم عاد وثمود ومنهم من ذكر ولكن لم نسمع عنه تفاصيل كقوم تبع ، فيما أشار القرآن إلي أقوام أخري بشكل محدود دون التطرق لكيفية هلاكهم وهو ما تكفلت به السنة النبوية واجتهادات المفسرين .
قال الله عزوجل في كتابه العزيز ، بسم الله الرحمن الرحيم "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ . وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" "سورة ق الآية رقم 14" .
القرآن الكريم أشار إلي قوم تبع في موضع أخر في سورة الدخان : "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" "سورة الدخان ، الآية 37" ونلحظ هنا مصيرا مظلما في الموضعين اللذين تطرق إليهم القرأن نتيجة عصيان أوامر الله ونواهيه وتكذيب الأنبياء .
موضوعات ذات صلة
- الوطنية للإعلام تتقدم ببلاغ ضد صاحب فيديو السخرية من القرآن الكريم
- تعرف على السورة الوحيدة التي نزلت على الرسول مرتين
- أنت رقم 1 بالتلاوة: الشحات يكشف كواليس صورته مع رمضان
- أبرزها قصة سيدنا لوط وزوجته.. ماذا تعرف عن قرى الزنا والشذوذ الجنسي؟
- سورة في القرآن الكريم تزيد رزقك وتمنع عنك الفقر.. احرص على قرائتها
- هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟.. وهل يشعر الميت بزيارة أهله .. الإفتاء تجيب
- وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
- سورة لها أسرار عجيبة في قضاء الحاجه وتيسير الزواج وفك السحر وطرد الشيطان من المنزل.. ماهي؟
- سورة من القرآن إذا داومت على قرائتها حفظتك من المس والسحر والشياطين.. ما هي؟
- ما هو المن والسلوى اللذين أنزلهما الله تعالى على بني إسرائيل و ورد ذكرهما في القرآن الكريم؟
- نبي ذبحه قومه بسبب مكر امرأة زانية وأحضروا لها رأسه هدية.. فخسف الله بهم الأرض.. من هو؟
- اعتزلت الرقص وبنت مسجدا ومركزا لتحفيظ القرآن وتزوجت 5 مشاهير .. حكايات في حياة الراقصة المثقفة هاجر حمدي
التساؤل المهم هنا من هم قوم تُبَّعٍ ؟ أين كانوا يسكنون ومن كان يحكمهم والإجابة أن هؤلاء هم قوم سكنوا اليمن قديمًا قبل بعثة النبي محمد صلّ الله عليه وسلم ، و تُبَّعٍ هو ملك هؤلاء القوم الذي كان يحكمهم واسمه يدعى تبع أسعد أبو كرب الحميري وحسب نقوش المسند اسرة "بنو بتع" هم أقيال "أمراء" شعب حُملان.
تبع ملكهم هذا كان ملكًا على بلاد اليمن حيث حمير وسبأ وحضرموت ، وكان مشركًا بالله ثم أنعم الله على قلبه بالإيمان حيث كان يعبد الله على شريعة موسى عليه السلام .
وتذكر الكتب القديمة أنّ "تبّع" هذا الملك كان مؤمناً صالحاً، لما روي عن الرسول "صلّ الله عليه وسلّم": "لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم"، ويروى أيضاً أنّه قد تنبّأ بالرسول محمّد الصادق الأمين وقد دعى الأوس والخزرج إلى الإيمان به عندما يسمعون به.
وتفسير هذا اللبس بين القرآن والسنة هناك رؤية ذات صدقية تؤكد أن كلمة "تبع" كانت تطلق علي كل ملك حكم اليمن سواء أكانت ممالك حمير وسبأ ومعين ، كما يقال قيصر لمن يحكم الروم ويقال فرعون لمن يحكم مصر .
سلطان هذا الملك امتد في البلاد حتى وصل سمرقند ، واشتد ملكه وعظم سلطانه واتسعت مملكته وبلاده وكثرت رعاياه ، ويحكى أن تبع قد مر بالمدينة أيام الجاهلية فأراد قتال أهلها .
بل أنه لما ترك المدينة وصل إلي مكة أراد هدم الكعبة ، فنهياه الحبران اليهوديان عن ذلك وأخبراه بعظمة هذا البيت ، وأن من بناه هو النبي إبراهيم الخليل ، وأعلموه أن هذا البناء سيكون له شأن عظيم على يدي النبي المبعوث في آخر الزمان .
وتبع والمقصود هو أسعد أبو كريب الحميري توقف عن مسعاه وبل واهتم بالكعبة وكساها ثم عاد إلى اليمن ، ودعا أهلها إلى التهود معه على دين موسى عليه السلام فتهود معه عامة أهل اليمن .
أما كيف تم هلاك قومه؟ فقد ذكر القرآن أن الله أهلكهم ولم يذكر كيفية هلاكهم، وقد ذكر بعض المفسرين أن هلاكهم كان بسيل العرم المذكور في سورة سبأ، قال ابن كثير: قوم تبع، وهم سبأ، حيث أهلكهم الله عز وجل وخرب بلادهم وشردهم في البلاد وفرقهم شذر مذر، كما تقدم ذلك في سورة سبأ.
وقال في التحرير والتنوير: فبعد أن ضرب لهم المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلا آخر هو أقرب إلى اعتبارهم به وهو مهلك قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون وأولئك قوم تبع، فإن العرب يتسامعون بعظمة ملك تبع وقومه أهل اليمن، وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل أسفارهم وتحدثوا بما أصابهم من الهلاك بسيل العرم. فتبين مما تقدم أن تبع المذكور في القرآن مسلم صالح إن لم يكن نبياً، وأنه نجا من العذاب الذي أصاب قومه.
وهناك بعض الروايات التي ذكرت اسم هذا الملك ، وهو أسعد أبو كريب بن ملك يكرب اليماني ، ويذكر أنه مُلك على قومه لمدة 326 سنة ، وتوفي قبل بعثة الرسول بنحو 700 عام .
ويقول قتادة في تفسير هذا اللبس : ذكر لنا أن كعبًا كان يقول في ” تُبَّع ” : نُعِت نَعْت الرجل الصالح ، ذم الله تعالى قومه ولم يذمه ، وقال كذلك : "وكانت عائشة تقول : لا تسبوا ” تُبَّعًا ” ؛ فإنه قد كان رجلًا صالحًا" ولقد أهلك الله عز وجل قومه.