أبوه عرضه بـ40 ألف جنيه.. القصة الكاملة لبيع رضيع بموافقة أمه على فيسبوك

يقف بجانب زوجته وهى تحمل بين يديها رضيعها، يحرك شاشة هاتفه الحديث لا يبالي بما يجري حوله من حركة السيارات والزحام في ميدان رمسيس، بينما تظهر علامات الارتباك والقلق على الزوجة التي تهمس في أذن زوجها وكأنها تحدثه عن سر بينهما.

مرت 5 دقائق على الزوجين اللذين كانا يتحركان خطوات يمينًا ويسارًا في قلق شديد، حتى حضرت قوة أمنية وحاصرتهما وألقت القبض عليهما بتهمة الإتجار في البشر وعرض طفلها للبيع.

تلك المشاهد كشفت عنها مصادر أمنية، حيث أكدت أن الزوجين كانا تحت الملاحظة الأمنية منذ وصولهما إلى ميدان رمسيس من أجل إتمام عملية بيع رضيعهما البالغ من العمر 30 يومًا فقط، وأن المباحث انتظرت عدة دقائق حتى وصول المشتري للقبض على الطرفين متلبسين، وعندما تأخر في الحضور وحاول الزوجان الانصراف أسرعت الشرطة في القبض عليهما.

تحفظت الشرطة على الهاتف المحمول الخاص بالزوج وبفحصه تبين وجود محادثات على تطبيق "ماسنجر" بينه وبين شخص آخر لا تظهر معلومات صاحبه بشكل كامل ويتخفى في اسم حركي، وتضمنت المحادثات عرض المتهم نجله الرضيع للبيع بمبلغ مالي قدره 40 ألف جنيه ووافق المشتري وحدد مكان المقابلة في ميدان رمسيس.

اعترفت الأم بتفاصيل الجريمة التي اتهمت زوجها بالتخطيط لها وعرض الطفل للبيع على "فيسبوك" دون علمها، وأنها حاولت إثنائه عن تنفيذ تلك الخطوة وبيع فلذة كبدهما، إلا أنه نهرها واعتدى عليها بالضرب وأجبرها على الحضور معه خلال إتمام صفقة البيع حتى يضمن أنها لن تبلغ الشرطة بتفاصيل تلك الجريمة، ويضمن أيضًا سكوتها بعد ذلك لتورطها معه.

وأفادت التحقيقات بأن الزوج المتهم حاول تبرير جريمته بقوله: "الظروف هي السبب مكنتش قادر أجيب طلباته وأصرف عليه، عشان كده قولت أبيعه أحسن من قتله زي ما ناس كتير بتقتل أولادها لأي أسباب".

وذكرت التحقيقات، أن المتهم وقت القبض عليه كان بصحبته زوجته، ونجله الذي يبلغ من العمر شهر تقريبًا، وبحوزته شهادة ميلاد الطفل، وبمواجهته أقر بعرضه الطفل للبيع، للحصول على مقابل مادي، وعُثر بحوزة المتهم على هاتف محمول يحوي العديد من المحادثات الدالة على محاولاته عرض نجله للبيع.

واقتادت المباحث المتهم وزوجته إلى قسم الشرطة، وحُرر محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة العامة التى نسبت إليهما تهمة الاتجار في البشر، وبمواجهة المتهم، برر جريمته بأن ظروفه المادية صعبة، وأنه لجأ لبيع الطفل لعدم القدرة على الإنفاق عليه، والحصول على مبلغ مالي كبير من وراءه.

وقررت النيابة العامة حبس الزوجين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث وموافاة النيابة بنتائج ما توصلت إليه من معلومات بشأن عملية البيع حتى يتسنى للنيابة العامة استكمال إجراءاتها القانونية بحق المتهم وزوجته، وبينت التحريات أن المتهم كان يتواصل مع أحد الأشخاص تعرف عليه من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لبيع نجله وأن الشرطة رصدته خلال عملية إتمام البيع قبل أن يصل الشخص الذي كان يرغب في شراء الرضيع.