تركته ابنته فاحتضنته التضامن.. حكاية إنقاذ تسعيني كفيف من البرد والجوع
كتب أحمد المالحتسعيني كفيف، تجاوز عمره 90 عاما، يجلس وحيدا دون طعام أو غطاء داخل غرفته الصغيرة، ملتحفا ببطانية مهلهلة هربا من برودة الجو، يقضي ”عم أحمد السنان” أوقاته مرددا ”الحمد لله”، حتى يطرق أحد الجيران بابه للسؤال عنه أو تقديم الطعام والشراب له، أو تأتي ابنته لزيارته بين الحين والآخر.
يرتجف من شدة البرد والجوع داخل غرفته
إحدى جيران عم أحمد، قالت إنّها فتحت عليه الباب ووجدته جالسا على الأرض يرتجف من شدة البرد والجوع، داخل غرفته الصغيرة بقرية العجمين بمحافظة الفيوم، ما اضطرها لإطلاق استغاثة لإنقاذه وإيوائه بأحد دور الرعاية، خاصة بعد انشغال ابنته عنه بسبب إصابة ابنها بكورونا، ما منعها عن زيارة والدها.
نقله إلى مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان
استغاثة جارة المسن لقيت استجابة سريعة، حيث اتجه لها فريق التدخل السريع بمحافظة الفيوم، ونقل ”عم أحمد” إلى مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان بالدقي بمحافظة الجيزة، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، لتلقي الرعاية الصحية.
يعاني من فقدان البصر وعجز عن الحركة
موضوعات ذات صلة
- نيفين القباج: نحو 4 ملايين أسرة تستفيد من برنامج تكافل وكرامة
- القباج تطور مؤسسات الرعاية الاجتماعية لتحسين الخدمات المقدمة للأطفال
- الاحصاء: 42% من الفقراء صعايدة.. وهذه المحافظات شهدت انخفاضات في معدلات الفقر
- القباج: سداد المصروفات الدراسية لـ500 تلميذ بكفر الشيخ
- حقيقة حرمان غير المتزوجة والمطلقة من معاش والدها عند بلوغ الـ 24 عاما
- غدا.. القباج تزور محافظة كفر الشيخ لتفقد عدد من المنشآت الخدمية
- التضامن: قانون العمل الأهلى يتيح للجمعيات مزيدًا من المرونة
- القباج: فرق التدخل السريع بالمحافظات تنقذ ٤ أشخاص بلا مأوى
- القباج توافق على دعم مصنع ملابس الوادى الجديد بخطين للانتاج
- التضامن تشارك في افتتاح قرية السدح بالفيوم
- القباج: عرضنا على سيدة المطر مشروع دواجن
- كشك ودعم نقدي وعلاج شهري.. القباج تلتقي سيدة المطر
محمود وحيد، مدير مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان في الدقي، قال لـ”الوطن”، إنّ حالة الرجل التسعيني مزرية، إذ يعاني من فقدان تام للبصر، وعجز عن الحركة: ”لما استقبلناه في الدار بنته جت تاخده، رفض يرجع معاها وقال هيفضل في الدار، عشان في ناس كتير حواليه، وفي حد يديه الدوا في ميعاده، ويساعده عشان ياكل ويشرب”، موضحا أنّ ”عم أحمد” يتلقى معاش كرامة.
ولفت إلى أنّ المؤسسة تهتم بجمع المشردين من الشوارع من كبار السن، ورعايتهم داخل المؤسسة، بالاستعانة بفرق الإنقاذ التابعة للمؤسسة، والمنتشرين في جميع محافظات الجمهورية، بشكل تطوعي، بعد إبلاغهم بوجود حالة من المشردين أو من لا مأوى له في الشارع، من خلال إرفاق صورة للحالة مع البلاغ على صفحة المؤسسة، ليتحرك فريق الإنقاذ والتعامل معه واصطحابه للمؤسسة.
وقال مدير مؤسسة معانا، إنّه يتم الاهتمام بالحالة من ناحية النظافة الشخصية أولا، خاصة أنّ الحالات تأتي بشكل صعب للغاية في المرة الأولى، بسبب نومها في الشارع لفترات طويلة، تلي ذلك مرحلة الرعاية الطبية، وإجراء بعض التحاليل اللازمة للتأكد من خلو الحالة من أي أمراض معدية لزملائه، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لبعض الحالات منهم.
وأضاف أنّ أهم خطوة هي التأهيل النفسي، من خلال جلسات الأخصائيين الاجتماعيين، للتعرف على مشاكلهم وحلها، وتعديل السلوك لديهم ومحاولة دمجهم في المجتمع مرة ثانية.