الإفتاء: تطبيق FatwaPro لمواجهة تحركات الإرهابيين الإلكترونية
كتب أحمد عبداللهقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لـالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن التنظيمات الإرهابية وجدت في التطبيقات الهاتفية أداة مناسبة لوضعها القائم على التخفي والسرية والاختراق لعقول المسلمين لجذب الأتباع والسيطرة على تفكيرهم؛ فنجد تنظيمي «داعش» و«القاعدة» يعتمدان بصورة كبيرة على تطبيق «تليجرام»، وبعد شعورهما بإمكانية اختراقه اتجها إلى استخدام تطبيقات أخرى مثل Hoop Messenger لتحقق لنفسها قدرة أكبر على عدم الاختراق والتعرض للتجسس.
وأضاف «نجم»، في بيان له: تنظيم الإخوان الإرهابي يستخدم أسلوبا ظاهريا يوحي بالاعتدال والسماحة لتضمن قبول المسلمين لأفكارها ومبادئها، ثم ما يلبث أن تبدأ في تقديم تشددها وأفكارها المشوهة والمغلوطة؛ ويمكن الاستدلال على ذلك بتطبيق «يورو فتوى» الذي أطلق عام 2019 معتمدا على خدعة في توصيف رسالته باعتباره «دليلا فقهيا مبسطا وموجزا لتمكين المسلمين الأوروبيين من الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، وأداء واجباتهم كمواطنين مسلمين، مع الحرص على اتباع الأنظمة القانونية والعرفية والثقافية للمجتمعات الأوروبية»، حتى أصبح خلال فترة قصيرة من بين أكثر 100 تطبيق تحميلا على الهواتف على مستوى العالم؛ ولكنه في الحقيقة حمل أفكارا متطرفة هادمة وضد المجتمعات المسلمة في الغرب مثل: أسلمة أوروبا، عودة الخلافة الراشدة، تفجير المجاهدين أنفسهم.. وغيرها من الأفكار.
تطبيق FatwaPro
ولفت الدكتور إبراهيم نجم إلى أن كل هذه الأسباب مثلت دافعا مهما في رؤية دار الإفتاء المصرية ضرورة إطلاق تطبيق إفتائي يخدم المجتمعات المسلمة ويظهر صحيح الدين ووسطيته، وهو تطبيق FatwaPro حيث يواجه المسلم في المجتمعات المسلمة بالخارج عددا غير محدود من المشكلات والضغوط في كل جوانب حياته اليومية.
موضوعات ذات صلة
- حمدي رزق: دار الإفتاء المصرية تسعى إلى تأسيس فقه المحبة
- مختار جمعة: لا يصح أن نسلم الناس للمنتمين للجماعات المتطرفة
- محافظ القاهرة: تكوين الوعي قضية في غاية الأهمية
- أبرزها قراءة سورة الكهف.. 10 سنن مستحبة يوم الجمعة
- حرام شرعا.. الإفتاء تحذر المواطنين من تطبيق تيليجرام
- حكم الدين في توقيع الحكومة غرامات فورية على عدم ارتداء الكمامة
- هل يجوز الذهاب للسحرة والدجالين؟
- مفتي الجمهورية يهدي وزير الداخلية أحدث مؤلفات دار الإفتاء المصرية
- بكلمات الشيخ جاد الحق.. الإفتاء تواجه فكر الإرهابي عبدالسلام فرج
- عاجل .. الإفتاء: المصاب بكورونا يحرم عليه مخالطة الناس
- حكم الدين في امتناع المرأة عن زوجها
- أسرار الصلاة التفريجية التي تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب وتقضي بها الحوائج.. وهل هي بدعة؟
وأضاف: يمكننا القول إنه الآن يعيش بين شقي رحى؛ فمن ناحية يعاني في بعض الأحوال من إنكار المجتمع الغربي له باعتباره كيانا غريبا دخيلا عليه بثقافة ودين مختلفين، بل ينظر إلى المسلم باعتباره عدوا لهذه الثقافة الغربية، هدفه القضاء عليها ونفي هويتها ومبادئها التي قضت سنوات طويلة لبناء قيمها، ومن ناحية أخرى يعاني من التنظيمات الإرهابية التي لا هدف لها سوى مصالحها حتى لو كان على حساب تشويه صورة الإسلام وهدمه، أو على حساب القضاء على التعايش المجتمعي وبقاء قيم الإنسانية، أو القضاء على المسلم نفسه، فلا تترك فرصة إلا وتحاول من خلالها تشويه أفكار المسلم في الغرب وتحويله لأداة طيعة لديها لتنفيذ عملياته الدموية والعنيفة.
الفتاوى المتطرفة
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية، أنه في ظل هذه الضغوط، بات المسلم مضطرا في بعض الأحوال بصورة جبرية للانعزال، وفي ظل هذا الانعزال يكمن التساؤل: كيف يستطيع المسلم الحصول على الفتاوى والمعلومات الدينية الصحيحة؟ هل يتراجع عن إسلامه ويفقد دينه وهويته؟ أم يلجأ إلى الفتاوى المتطرفة عمدا أو المغلوطة جهلا في ظل غياب البديل المعتدل على الساحة؟ كما أن تضارب الفتاوى من الأمور الشائعة جدا في المجتمعات المسلمة بالخارج، ودائما ما يحدث خلافا بين أبناء الجاليات المسلمة ممن هاجروا إلى الغرب، أو من الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام، وينتج عن ذلك معاناة ومشاكل للمسلمين مع أي خلافات أو مستجدات فقهية طارئة.
قضايا يهتم بها التطبيق الجديد
وأضاف «نجم» أن من أبرز هذه القضايا التي سيهتم بها التطبيق الجديد هي قضايا الشؤون والعادات، والعبادات، والمعاملات المالية، وكذلك أحكام الأسرة والمواريث وفقه المواطنة والاندماج في المجتمعات الغربية، موضحا أنه وسط كل هذه الأزمات التي يعانيها المسلم، يبرز دور المؤسسات الإفتائية المعتدلة، والتي على رأسها دار الإفتاء المصرية بما لها من رصيد فقهي عبر العصور، كان الهادي والمرشد لكل مسلم والمنقذ له من الوقوع في براثن الجهل والتطرف أو الإلحاد، وقد كانت للدار بصمات بارزة ومضيئة في ذلك ونشاط واضح لحماية المسلم الغربي من الفتاوى المتطرفة وتقديم البديل المعتدل له.
وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أن دار الإفتاء المصرية بادرت إلى إطلاق تطبيق «الفتوى الإلكتروني» (FatwaPro) المقدم للمسلم في الغرب مشتملا على عدد من اللغات: (الإنجليزية والفرنسية والألمانية)، بهدف تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية، فضلا عن تقديم كافة سبل الدعم العلمي والديني لتعزيز اندماجهم في المجتمعات المسلمة.