صوته بيرن في ودني.. حكايات من منزل الأم التي حبست نجلها 16 عاما
محمود محمدفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، عادت الحاجة زينب رشاد، 60 عاما، التي صممت سجنا لنجلها بالمنزل، 16 عامًا، إلى منزلها البسيط في عزبة الشال، التابعة لمحافظة الدقهلية؛ إذ كان في انتظارها بناتها الثلاثة، وأحفادها وجيرانها، الذين استقبلوها ببهجة وسرور، بعد 4 أيام من الاحتجاز داخل قسم الشرطة.
لكن الأم لم تعط اهتماما لاستقبال الأبناء والأحفاد والجيران، واتجهت في صمت وترقب نحو القفص الحديدي الذي كان تحتجز فيه نجلها، تتأمل فيه، وتبحث عنه في غرف المنزل، ثم فاجأت بناتها بسؤالها: «فين أخوكم»، ليردوا: «الإسعاف خدتوا امبارح للمستشفى النفسية»، لتكذبهم وتنهار في البكاء «هو موجود في البيت أنا سامعة صوته في كل مكان.. صوته بيرن في وداني».
دخل الجميع في نوبة بكاء شديدة، وتحول الخبر السار الذي طالما سعت إليه الأسرة، وحاولت من أجله كثيرا، وهو نقل الابن إلى مستشفى نفسي إلى حزن أبكى الجميع، أو كما قالت الأم للسلطة: «صعب عليا إنه مشي من البيت.. بس ده كويس له عشان يتعالج، ويا رب يرجع لحضني ثاني».
موضوعات ذات صلة
- عاجل.. مصرع فلاح فى ظروف غامضة بالدقهلية
- عاجل.. إخلاء سبيل أم حبست ابنها داخل قفص حديد 18 شهراً بالدقهلية
- ابتلعها.. القصة الكاملة لاستخراج سكين مطبخ من معدة مريض بالدقهلية
- عاجل.. والدة طفلة التعرية تحصل على إخطار جديد من مستشفى الولادة بنسبها
- مصرع لص أثناء سرقة شقة في الدقهلية
- مصرع لص عقب سقوطه من أعلى برج في الدقهلية
- عاجل.. والد طفلة التعرية يعترف بها أمام النيابة
- متكلبش وأمها رفضت يحضنها.. تفاصيل لقاء الأب وطفلة التعرية
- بيقول للناس مش بنتي.. 6 اتهامات تواجه والد طفلة التعرية
- عاجل.. النائب العام يأمر بحبس الأب المتهم بتعرية ابنته فى الدقهلية
- عاجل.. أول رد برلماني بشأن واقعة تعرية الطفلة بالدقهلية
- تجرد من واجبات الأبوة.. أول تعليق من الإفتاء على واقعة تعرية طفلة الدقهلية
وأضافت الأم حديثها باكية: «ظللت 4 أيام داخل قسم الشرطة قاعدة على كرسي، لا بأكل، ولا بنام، حزنا على ابني، وعلى نفسي، وعلى اللي حصل معانا، أنا عمري ما حبست ابني ولا صممت له سجن، دة سلك عشان بيخرج يضربني، وحاول يولع في البيت أكتر من مرة».
تصمت الأم قليلا وتتذكر الماضي: «كنا عايشن كويس من 16 سنة، كان ابني صنايعي سيراميك، وعايشين مستورين لحد ما بدأ يختلي في غرفته ويزور المقابر بالليل، ويقعد في شاطيء البحر، ومن هنا بدأ يتعب، وقتها كان عمره 21 سنة».
وتابعت الأم: «حتى لما بدأ في التعب، كان والده على قيد الحياة يتحمل معي المسئولية، لكن تدهور الحال بعد وفاته منذ 3 سنوات، وكان نفسي ابني يبقى كويس ويشيل معايا المسؤولية مكانه».
وواصلت الأم حديثها: «حاجات كتير اتغيرت في حياتنا منذ تعبه ووفاة والده، أنا عمري ما دخلت قسم شرطة، وقعدت 4 أيام في القسم، وروحت النيابة بدون محام، ولما سألني وكيل النيابة قولت له: معايا ربنا، لكني فوجئت بمحامين كتير متطوعين للدفاع عني، وفضلوا معايا لحد ما خرجت».
ووجهت الأم الشكر للدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، الذين ساهما في الإفراج عنها، ونقل نجلها للمستشفى، وصرف معاشات لها ولأسرتها، قائلة: «بشكر كل شخص وقف جمبي.. وربنا يديهم الصحة».
وقررت النيابة العامة في ساعة متأخرة أمس إخلاء سبيل الأم التي صمتت سجنًا لنجلها بالمنزل واحتجزته مقيدا بالكلابشات لمدة 16 عاما؛ لعدم تمكنها من السيطرة عليه، بسبب مرضه النفسي.