كورونا يرفع أسعار الأغذية والطاقة في العالم لأعلى مستوى منذ 10 سنوات
أحمد الخشابأصبحت أسعار جميع السلع الأولية تقريبا أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، حيث ارتفعت في الربع الأول من العام الجاري. وكان الدافع لهذه المكاسب انتعاش الاقتصاد العالمي، فضلا عن عوامل تتعلق بالتوريد، خاصة النفط والنحاس وبعض السلع الأولية الغذائية، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
وقال جون بيفيس، خبير اقتصادي زراعي بالبنك الدولي، وبيتر ناجلي خبير اقتصادي بالبنك الدولي، إن أسعار النفط الخام ارتفعت في وقت قياسي مقارنة بالمستويات المتدنية التي وصلت إليها أثناء الجائحة، مدعومة في ذلك بالتخفيضات المستمرة في الإنتاج التي تفرضها منظمة «أوبك» وشركاؤها.
وشهد الطلب زيادة تدريجية، فيما يتوقع أن يثبت عند هذا المستوى طوال عام 2021، مع تزايد توفير اللقاحات على نطاق واسع والبدء في تقليص القيود على السفر، لاسيما في البلدان المتقدمة.
موضوعات ذات صلة
- عاجل.. مسلح يقتل 4 بينهم والدته في إطلاق نار بالولايات المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الرسوم المسيئة على مركز للمسلمين في أمريكا
- المالية تحدد 199 دولارا لطن القمح في الموازنة الجديدة
- عاجل.. الولايات المتحدة ترفع قيد الكمامة عن المحصنين ضد كورونا
- الزراعة: إنشاء مراكز لوجيستية مجمعة لحل مشكلة تصدير المحاصيل
- الاتحاد الأوروبي يسمح للأمريكيين الذين تم تطعيمهم بالسفر هذا الصيف
- روسيا تعلق على تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة
- عاجل.. جونسون يدعو لأن تركز قمة المناخ على قضايا النمو والوظائف
- 12ولاية أمريكية تطالب بايدن بحظر عاجل للسيارات الاحتراق فى 2035
- قتيل وجريح في بنسلفانيا.. استمرار إطلاق النار في أمريكا
- عاجل.. البيت الأبيض: محادثات رفيعة المستوى لعقد قمة بين بايدن وبوتين
- عاجل.. البنتاجون: نحتفظ بحق الرد على أي استهداف لمصالحنا بالعراق
الخبيران بالبنك الدولي كتبا في مدونة البنك، أنه على الرغم من أن تخفيضات الإنتاج من جانب «أوبك» وشركائها، كانت من العوامل المهمة التي دعمت أسعار النفط، فإن الكميات الضخمة الناتجة عن القدرة الإنتاجية للاحتياطي النفطي ستحد من ارتفاع الأسعار في المستقبل المنظور. علاوة على ذلك، لو تعثرت جهود احتواء الجائحة، فإن زيادة ضعف الطلب يمكن أن يشكل ضغطا يهدد الاتفاق على تخفيض للإنتاج. فانهيار الاتفاق يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الانخفاض في أسعار النفط.
أضافا أن من بين سلع الطاقة الأخرى، شهدت أسعار الغاز الطبيعي والفحم أيضا ارتفاعا حادا في الربع الأول من 2021، مدفوعا بانتعاش الاقتصاد العالمي، وبرودة الطقس في أجزاء من نصف الكرة الشمالي، فضلا عن تعطل الإمدادات، وتواجه أسعار الفحم ضغوطا على المدى البعيد نتيجة التوجهات نحو التخلص من الكربون حيث أعلن المزيد من البلدان المستوردة له وضع أهداف إنمائية خالية من الكربون، وقد تقلص استخدام الفحم بدرجة كبيرة نتيجة سرعة انتشار مصادر الطاقة المتجددة، والغاز الطبيعي منخفض الثمن، رغم أن خروج محطات إنتاج الكهرباء باستخدام الفحم من الخدمة في أوروبا والولايات المتحدة قد عوضه بل وفاقه زيادة استخدام الصين له.
وتابع الخبيران بالبنك الدولي: «واصلت أسعار المعادن اتجاهها الصعودي خلال الربع الأول من عام 2021، وتجاوزت مستوياتها قبل الجائحة. ويعكس ارتفاع الأسعار قوة الطلب في الصين، والتعافي العالمي الحالي، وتعطل الإمدادات لبعض المعادن. فقد ارتفعت أسعار خامات النحاس والقصدير والحديد في مارس، إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات. ومن شأن مشروع القانون المقترح في الولايات المتحدة، بتطوير البنية التحتية، والتحول العالمي في الطاقة نحو التخلص من الكربون أن يلقي بالمزيد من الضغوط على الأسعار».
وأوضحا أن أسعار الذهب تراجعت بنسبة 4% في الربع الأول من 2021، بسبب تراجع الطلب على الاستثمار جراء ارتفاع العائدات على السندات الحكومية الأمريكية. فقد زاد العائد على سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم من -1% في يناير إلى -0.66% في مارس - وهو أعلى مستوى لها منذ يونيو 2020. وأدى ارتفاع العائدات إلى انخفاض جاذبية الذهب للمستثمرين، وشهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تراجعا حادا في الشهور الأخيرة، فيما قلصت البنوك المركزية من شراء الذهب.
وارتفع مؤشر البنك الدولي لأسعار الحاصلات الزراعية بأكثر من 9% في الربع الأول من 2021، مستفيدا من الزخم الذي حققه في الربع السابق. وارتفعت الأسعار بنسبة 20% عما كانت عليه منذ عام، وهو أعلى مستوى لها خلال 7 سنوات.
وجاء ارتفاع الأسعار نتيجة نقص الإمدادات في بعض السلع الغذائية، خاصة الذرة وفول الصويا، وقوة الطلب على الأعلاف من جهة الصين، وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي.
وبناء على استطلاع وزارة الزراعة الأمريكية لنوايا المزارعين، من المتوقع أن تزيد مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الذرة وفول الصويا والقمح في البلاد بنسبة 0.4% و5.4% و4.5% على التوالي في الموسم المقبل.
يأتي هذا بعد نمو الإمدادات بما يتجاوز الاتجاهات طويلة الأجل خلال المواسم القليلة السابقة للمحاصيل. ونظرا لضخامة حجم الإنتاج الأمريكي من هذه السلع، فإن هذا التقييم سيساعد في حالة تحققه على استقرار أسواق السلع الغذائية العالمية.
ومن المتوقع أن تستقر أسعار السلع الزراعية عام 2022، بعد زيادتها هذا العام بنسبة 13%. وتنبع المخاطر على هذه التنبؤات من المسار الذي تنحوه تكاليف الطاقة على المدى القصير، وسياسات الوقود الحيوي التي تستجيب للتحول في إنتاج الطاقة على المدى الطويل، بحسب البنك الدولي.
ووفقا لوكالة «بلومبرج»، يؤدي ارتفاع المحاصيل في الولايات المتحدة، إلى زيادة تكلفة السلع الغذائية الأساسية بشكل كبير، وقد تمتد التكاليف قريبًا إلى أرفف متاجر البقالة، مشيرةً إلى أن ارتفاع القمح والذرة وفول الصويا، باعتبارهم العمود الفقري لكثير من الأنظمة الغذائية في العالم، إلى مستويات عالية لم نشهدها منذ 2013، بعد المكاسب الأسبوع الماضي، التي حذر بعض المحللين من أن فقاعة المضاربة كانت تتشكل.
وقالت الوكالة إن الطقس السيئ للمحاصيل في البلدان المنتجة الرئيسية هو السبب الرئيسي، وأن الجفاف في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا يضر بنباتات القمح وكذلك الذرة في البرازيل، ويؤدي هطول الأمطار في الأرجنتين إلى عرقلة محصول فول الصويا، إضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من حدوث جفاف قادم على حزام المزرعة الأمريكي هذا الصيف.
في غضون ذلك، تلتهم الصين إمدادات الحبوب في العالم، ومن المقرر أن تستورد أكبر كمية من الذرة على الإطلاق مع توسعها في تربية قطيع الخنازير الضخم، وسط أنباء عن أن الدول الآسيوية تعمل على شراء مليون طن متري من الذرة الجديدة، وفقًا لكبير اقتصاديي السلع في «StoneX» رلان سوديرمان.