علي جمعة: لا توجد دعوة في القرآن بتعدد الزوجات
محمد عليتعتبر قضية تعدد الزوجات واحدة من القضايا الشائكة التي يكثر حولها الجدل بشأن شروط وحالات التعدد، وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، إنّ من المسائل الشائكة المتعلقة بمكانة المرأة في حضارة الإسلام، هي قضية تعدد الزوجات وما يتبعها من فهم خاطئ أو ادعاءات مضلة تتنافى تماماً مع ماهية هذا الأمر في شرعنا الحنيف.
وأضاف جمعة، خلال منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك: «من باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علينا أن نعلم أن الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات، ولم يأت بالدعوة أصالة إلى تعدد الزوجات كما يظن غير المتخصصين».
وتابع: عن سالم، عن أبيه؛ أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: «اختر منهن أربعاً» (أخرجه أحمد في مسنده)، ومن هذا الحديث يظهر لنا أن الإسلام نص على الحد من كثرة عدد الزوجات.
موضوعات ذات صلة
- الإفتاء.. حكم تشغيل القرآن في أوقات العمل الرسمية
- علي جمعة: التجربة الإسلامية في التصوف إنسانية
- صلاة تقضي جميع الحاجات.. تعرف عليها
- علي جمعة: الله واسع كريم فلا يستحق معصيته ولا بد من الحياء منه
- علي جمعة: حرمان الزوجة من رؤية الزوج أولاده يدخلها النار
- عاجل| الإذاعة المصرية: انضمام الإمام الأكبر لإذاعة القرآن الكريم قريبا
- عاجل.. الأوقاف تعلن أسماء الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
- علي جمعة: يحق للمرأة إخفاء عدم صلاحيتها للإنجاب قبل الزواج
- علي جمعة: معايير الاجتهاد الجماعي تتمثل في 3 أركان أحدهم إدراك الواقع
- علي جمعة: من يقضي يوم عرفة في محراب مسجد نمرة فلا حج له «فيديو»
- علي جمعة: التطرف يهدف لزوال الثقافة والدين والأسرة والدولة واللغة
- علي جمعة: المنتحر ليس بكافر ولكنه ارتكب ذنبًا كبيرًا
ولفت الدكتور علي جمعة، أنه فى المقابل لم يرد أمر لمن تزوج واحدة بأن يتزوج أخرى، وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصوداً لذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب ومصالح عامة، مؤكدًا أنه لم يرد تعدد الزوجات في القرآن الكريم بمعزل عن أسبابه، وقال الله عز وجل: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا» (النساء: 3).
اليتامى والأرامل
واستكمل: الذين فسروا الآية الكريمة، أو درسوها كنظام إنساني اجتماعي فسروها بمعزل عن السبب الرئيس الذي أُنْزِلتَ لأجله، وهو وجود اليتامى والأرامل، إذ إن التعدد ورد مقرونا باليتامى؛ حيث قاموا بانتزاع قوله تعالى: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» دون القول السابق، الذي صيغ بأسلوب الشرط «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى» وكذلك دون القول اللاحق، والذي يقيد تلك الإباحة بالعدل، حيث قال: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة»ً.
وقال علي جمعة مفتي الديار السابق: من يذهب إلى القرآن الكريم لا يجد دعوة مفتوحة صريحة للتعدد دون تلك القيود التي أشرنا إليها، ومن ذهب إلى السنة فسيجد أن الإسلام نهى عن التعدد بأكثر من أربع نساء، وشتان بين أن يكون الإسلام أمر بالتعدد حتى أربع نساء، وأن يكون نهى عن الجمع بين أكثر من أربع نساء.
تعدد الزوجات
وأضاف الدكتور علي جمعة، أنّ نظام تعدّد الزوجات كان شائعاً قبل الإسلام بين العرب، وكذلك بين اليهود والفرس، والتاريخ يحدّثنا عن الملوك والسلاطين بأنّهم كانوا يبنون بيوتاً كبيرة تسع أحياناً أكثر من ألف شخص، لسكن نسائهم من الجواري، وفى بعض الأحيان يقومون بتقديمهن كهدايا إلى ملوك آخرين، ويأتون بنساء جديدات.
وتابع علي جمعة: الغريب أنّ الذين يحاربون نظام الإسلام في السماح للرجل بالزواج مرة أخرى في ظروف معينة يعانون من تفكك أسرى، وانتشار الفاحشة، وإباحة تعدد الخليلات «العشيقات» بلا عدد ولا حد، فالخليلة لا تتمتع بحقوق الزوجة، إضافة إلى ما يترتب على الأمر من خيانة الزوجة، وإسقاط حقوقها.