في ذكرى التتويج ببطولة العالم.. كل ما تريد معرفته عن أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي
كتب أحمد سعيديصادف اليوم 15 سبتمبر، ذكرى تتويج أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل، للمرة الثالثة في تاريخه، عقب الفوز بها مُسبقًا في أعوام 1964 و1974.
يُعد محمد علي كلاي الذي حاز بلقب رياضي القرن عام 1999، أكثر ممثلي الرياضة شهرة في العالم، ليس فقط لأنه رجل صاحب إنجازات رياضية كبيرة، بل بسبب مواقفه الفريدة والثائرة تجاه عديد من القضايا السياسية والثقافية حول العالم بشكل عام، خاصًة تجاه العنصرية الأمريكية ضد أصحاب البشرة السوداء، وكذلك إشهاره إسلامه.
في سياق ذلك، نستعرض لكم في السطور التالية أبرز المعلومات عن الأسطورة الملاكمة محمد علي كلاي:
ميلاده
موضوعات ذات صلة
- لأول مرة بالشرق الأوسط.. بطولة العالم كيك بوكس إير فورس وان بمصر
- ختام ناجح لبطولة العالم للدراجات بالقاهرة بحضور وزير الرياضة
- إيطاليا تتوج بالميدالية الذهبية لسباق الإقصاء ببطولة العالم للناشئين
- عاجل.. الأهرمات تستقبل وفدا من حكام ولاعبي بطولة دراجات المضمار
- لاعبي 3 دول ببطولة العالم لدراجات المضمار في ضيافة الأهرامات
- روسيا والتشيك تفوزان بذهبية الاسبرينت والأومنيوم ببطولة العالم للدراجات
- روسيا تواصل سيطرتها على ميداليات اليوم الرابع ببطولة العالم للدراجات
- بنك القاهرة يكرِّم نور الشربينى لحصولها على بطولة العالم للاسكواش
- منسق الاتحاد الدولي للدراجات يشيد بالتنظيم المصري لبطولة العالم
- داعية إسلامي: رقص الباليه متاح لـ الرجال
- عاجل.. روسيا تتوج بذهبية سباق السرعة ببطولة العالم للدراجات
- عاجل.. رئيس الوزراء يفتتح بطولة العالم للناشئين لدراجات المضمار
كان الملاكم كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور، قد ولد يوم 17 يناير لعام 1942 بمدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، وسط عائلة تنتمي للطبقة المتوسطة وذو بشرة سمراء، إلا أنه اعتنق الإسلام عام 1964، وغيّر اسمه إلى محمد علي.
إنجازاته
يعد كلاي أحد أبرز الرياضيين حول العالم، نظرًا لإنجازاته الواسعة في مُسابقات بطولة العالم للوزن الثقيل، التي تُوج بها ثلاث مرات على مدى 20 عامًا 1964 و1974 و1978، فضلًا عن اختياره لحصد لقب رياضي القرن من مجلة سبورتس إيلاستريتد، وكذلك صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية بعدما حصل في استفتاء الصحيفة على 71.2% من الأصوات، مُتفوقًا على العديد من الرياضيين، منهم الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا.
وصف خاص لشخصيته الرياضية
كانت لكمة محمد علي، التي بلغت قوتها نحو 1.000 باوند، هي الأسرع والأقوى في العالم، ما جعله يُعلق بعدها، واصفًا نفسه: بأنه يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، بينما الملاكم جورج فورمان الذي فقد لقب البطولة العالمي الذي يحمله لحساب كلاي في كنشاسا عام 1974، قال إنه أعظم إنسان قابله في حياته، ووصفه بالملاكم فقط أمر غير عادل.
تجريده من لقبه عقب رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي
عُرف كلاي بمواقفه المُفاجئة والمباشرة، حيث إنه كان حاسمًا في قراراته مهما كلّفه الأمر، وكان دائم الدفاع عن حقوق الآخرين داخل بلاده وخارجها، ومن ضمن ذلك، رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي في حربه ضد فيتنام عام 1967، وعلّق على ذلك قائلًا: إنه ليس له علاقة بالفيتناميين، ولم يلحقوا به أي أذى من قبل، لذا ما من سبب لأن يقتلهم.
قرار كلاي، جعل السلطات الأمريكية تتهمه بالخيانة، بل وانتقد مُشجعيه الأمريكيين ذلك الموقف، وقد جُرّد من ألقابه العالمية، وأوقف قسرًا عن ممارسة الرياضة لمدة 4 سنوات، إلى أن تم تجريمه بتهمة رفض أداء الواجب العسكري الوطني، وحُكم عليه بـ 5 أعوام سجنًا وتغريمه عشرة آلاف دولار أمريكي، قبل أن يوقف تنفيذ الحكم.
مواقف كلاي الإنسانية
في إحدى المقابلات الصحفية، برر محمد علي كلاي رفضه الانضمام للجيش الأمريكي في حربه ضد فيتنام، قائلًا: لن أسافر 10 آلاف ميل بعيدًا عن وطني، للمساعدة في قتل وحرق أمة عاجزة أخرى لاستمرار سيادة البيض على المجتمع الأسود حول العالم.
عمل كلاي، كثيرًا من أجل المُساواة في الحقوق المدنية للسود، وقال البعض إنه يُعد أحد أعمدة الثقافة المضادة، وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من أجل المساواة في الحقوق.
أشاد كريم عبد الجبار، أفضل لاعب مسجل في تاريخ دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، بمواقف محمد علي الشجاعة في كفاحه ضد التمييز العنصري، قائلًا: في الوقت الذي اعتقل فيه السود الذين تحدثوا عن الظلم ووصفوا بالمتمردين على مكانتهم الطبقية، ضحى محمد بأفضل سنوات مسيرته لكي يقف شامخًا، ويكافح من أجل ما يعتقد أنه حق، ما قام به، جعل الأمريكيين، البيض والسود منهم، يقفون شامخين.
زيارته لمصر
زار كلاي معالم مصر الأثرية في عام 1964، والتقط بعض الصور التذكارية مع محبيه بجوار الأهرامات وأبو الهول، واستقبله الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وحصل منه على توقيع خاص على صورة للزعيم المصري.
اعتزاله الملاكمة وظهور مرضه
شهد عام 1979، اعتزال الأسطورة الرياضية الملاكمة بعد مشوار كبير مُكلل بـ 56 فوزًا، منها 37 بالضربة القاضية، وخمس هزائم فقط، علاوة على ذلك فوزه باللقب العالمي ثلاث مرات.
تعرض عام 1984 للإصابة بمرض باركنسون، المعروف عربيًا بالشلل الرعاش، وفي عام 2005 تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، وتوالت بعدها عدة نكسات صحية، حيث كان يمضي فترة من الوقت كل سنة في مستشفى بمدينة فينيكس بولاية أريزونا، ودخل في فبراير 2013 إلى المستشفى، وهو في حالة حرجة، عقب شعوره بالتهابات في الرئة والبول، وظل حتى 2016 يتناوب للمستشفى على فترات.
وفاته
أكّدت الصحف والقنوات العالمية، في مطلع شهر يونيو 2016، أن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير، وأن عائلته تُجهز إجراءات مراسم الدفن، بعدما أعلن الأطباء أنه على وشك الموت، وبالفعل أعلنت الصحف العالمية وفاته صباح يوم 3 يونيو 2016، وشُيعت جنازته في مسقط رأسه لويس فيل كنتاكي.
رثاء أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقت وفاته
صرَّح باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق تعليقًا على وفاته: «رحيل محمد علي هز العالم، وبات العالم أفضل إثر ذلك».
أردف أنه يحتفظ في مكتبه الخاص بقفازي الملاكمة الخاصين بكلاي، وصورة له عندما كان بطلًا شابًا بعمر 22 عامًا، وهو يزأر مثل أسد فوق الملاكم سوني ليستون الساقط على أرض الحلبة.
الجدير بالذكر أن الكثيرين تلقوا خبر وفاة محمد علي كلاي بحُزن شديد حول العالم، وشهد ردود فعل قوية بعد الإعلان عن وفاته، خاصة رجال الرياضة والسياسة.