بين التعاطي والتشرد.. ”السُلطة” تكشف ما يدور أسفل الكباري.. و”النقل” تحل الأزمة بالاستثمار

على بعد خطوات من شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، يمكنك أن تسير مترجلاً لترى عالم أشبه بمسلسلات الدراما، 3 شباب يجلسون أسفل كوبري شارع السودان، مرتدين ملابس ممزقة، ووجوههم غير واضحة المعالم بسبب تراكم الأتربة عليهم، كلما اقتربت منهم تفوح رائحة تشمئز منها الأنوف.

المشهد الأول

بعض من شرائط البرشام والسرنجات تجدها أسفلهم، فمع حلول الأوقات المتأخرة من الليل يجتمعون بعد شراء المواد المخدرة من الاستروكس والشادو وغيرها بعد تحصيل قيمتها من التسول نهارًا.

هكذا هو حال الكثير من الشباب الذين اتخذوا من أسفل الكباري مساحات للهرب من أعين رجال الشرطة والمواطنين للبيات وممارسة أفعالهم غير الأخلاقية.

مشاهد دفعت الحكومة والمتثلة في وزارة النقل لدعوة استغلال هذه المساحات وطرحها للمستثمرين لإقامة المشروعات المختلفة.

نعود من جديد للشباب الذين التيقنا بهم أسفل الكوبري، ففي البداية توقف جميعهم بشكل مفاجيء اعتقادًا منهم بإننا أحد أفراد الشرطة، وبعد الحديث معهم اطمئنوا جميعهم.

كلمات غير مفهومة تخرج من أفواههم حينما كانوا يشرحون تفاصيل يومهم، ولكن حاولنا الاجتهاد في تفسير كلماتهم بعد مناوشات عدة، حتى اندفع أحدهم وحاول تهديد المحرر بالقتل حال عدم الانصراف.

المشهد الثاني

شباب رفضوا الخضوع لطابور البطالة، بحثوا عن فرصة العمل حتى سنحت لهم الفرصة في مشروع محل الورد بعدما عرضت الحكومة مساحة أسفل الكباري.

"ج.خ" أحد الشباب الذين يعملون في محل ورد، أسفل كوبري الدقي، قال إن فكرة الحكومة بطرح مساحات أسفل الكباري يفتح الفرصة لتشغيل مئات من الشباب الباحثين عن فرصة عمل.

وأشار إلى إنه خريج كلية التجارة 2017 ولن يجد أي فرصة عمل داخل أي شركة ولكن لن يستسلم حتى علم بطرح مساحة أسفل كوبري الدقي للبيع كمحلات وقام باستجار أحدها من المحليات.

من جانيه قال بائع آخر يدعى "ك.ق"، إنه فور علمه بوجود محل ورد للإيجار وذلك في مزاد علني أقبل عليه وتمكن من شراؤه على أن يكون حق الاستغلال لمدة ثلاث سنوات فقط، بزيادة 10% سنويًا،

وحول إجراءات المشاركة في المزاد، قال الشاب إنه في البداية عاين المحل ومكان تواجده ثم سحب كراسة الشروط والمواصفات من أقرب حي تابع له المحل، ثم قام بدفع تأمين مؤقت قبل دخوله المزاد.