عبد المنعم رياض.. ترك الطب من أجل العسكرية.. تنبأ بحرب العراق وأمريكا ومدحه نزار القباني
أحمد أبو العينينبلدنا غالية علينا.. أرواحنا فداء لتراب الوطن.. بهذه الكلمات يسطر كل جندي من جنود مصر البواسل تاريخ مصر بدماؤه الطاهرة، ويضحي الكثير منهم بحياته للحفاظ على تراب هذا الوطن، ويتقدم الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض أول قوائم هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بالكثير من أجل استقرار وسلامة الوطن.
وتخليدًا لذكراه، أعلنت مصر برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1969، أن 9 مارس من كل عام يوم الشهيد المصري، تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض، الذي قتلته قوات العدو عقب معركة استمرت ساعة ونصف، أثبت فيها هو وقواته بسالة قتالية كبير، إلا أن انفجار إحدى طلقات المدفعية أصابته بشظايا قاتلة.
يعد الفريق أول عبد المنعم رياض، واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، ولقب بالجنرال الذهبي، وهو من مواليد قرية سبرباي التابعة لطنطا بمحافظة بالغربية في 22 أكتوبر 1919، ودرس في الكتّاب وتدرج في التعليم وبعد حصوله على الثانوية، التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته.
موضوعات ذات صلة
- النساء سلاح «داعش» لاستقطاب ضحاياهم.. والسوشيال ميديا مفتاح التواصل
- مؤسس موقع أمازون يتهم صحيفة أمريكية بالإبتزاز.. والسبب؟
- حظك اليوم الجمعة 2019/2/8.. السرطان مُجتهد والعراقيل تواجه العذراء
- القوات العراقية: اعتقال اثنين من العناصر الإرهابية في ديالي
- أم تحبس نجلها 10 سنوات في منزل مهجور بالغربية
- محافظ الغربية ورئيس البريد يفتتحان مكتبي بريد طنطا الرئيسي وسبرباي (صور)
- ماس: ليس لدينا معلومات حول خفض القوات الأمريكية بأفغانستان
- وزير الخارجية الألماني يحذر من تبعات سحب القوات الأمريكية من سوريا
- دراسة: بوتات تويتر الأكثر نشاطاً في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية
- التطعيم للقادمين من أفريقيا وأمريكا الجنوبية في مطار القاهرة .. والسبب !
- أمريكا واستراليا تفرضان حظرًا شاملًا على هواوي
- بقيمة 63.37دولار للبرميل .. ارتفاع أسعار النفط بسبب «أوبك»
ترك الطب من أجل العسكرية
بعد عامين من دراسة الطب فضل الالتحاق بالكلية الحربية وتخرج عام 1938، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا بين عامي 1945 و194.
شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين عام 1948، وبين عامي 1954 و1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية.
قائد الأردن
في 30 مايو 1967، وقبل النكسة بخمسة أيام، عُقدت معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والأردن التي وضعت قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة، فوقع الاختيار من الجانبين المصري والأردني على الفريق أول عبد المنعم رياض، ليكون قائدًا لمركز القيادة المتقدم في عُمان، فوصل إليها في أول يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة العربية المشتركة.
رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية
لم تمض سوى 4 أيام على تعيينه حتى اشتعلت حرب 1967، أو ما عرفت بـ«نكسة يونيو»، فأُعلن رياض قائدًا عامًا للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه في 11 يونيو رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.
حرب الاستنزاف وتدمير إيلات
حقق عبد المنعم رياض انتصارات عسكرية خلال حرب الاستنزاف، منها معركة «رأس العش» التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة، سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967، وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
أكبر إنجازاته الخطة 200
أما أكبر إنجازاته على الإطلاق، فهو وضعه للخطة «200» الحربية التي كانت الأصل في الخطة «جرانيت»، التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى «بدر».
تنبأ بحرب العراق وأمريكا
تنبأ الفريق أول رياض بحرب العراق وأمريكا، حيث قال إن بترول أمريكا سيبدأ في النفاد، وستسعى إلى بترول العراق خلال 30 عامًا تقريبًا أي في عام 2000، وهو ما تحقق في عام 2003 بقرار من جورج بوش الابن.
استشهد في المعركة
فى 8 مارس 1969، انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة، في أعنف اشتباك قبل حرب 1973، وفى مثل هذا اليوم 9 مارس 1969 قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة، ليرى عن قُرب نتائج المعركة، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، إلا أن نيران العدو انهالت فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها، حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية قرب الحفرة التي كان يقف فيها فاستشهد يومها، ليكون يوم استشهاده عيدًا للشهيد من كل عام.
أشهر ميادين القاهرة
في وسط القاهرة، وأحد أشهر ميادينها، تجد تمثالًا لقائد عسكري ممشوق القوام يرتدي زيّه الميري، على عينيه نظارته الشمسية وفي يده عصاه، إنه الراحل الفريق أول عبد المنعم رياض، حيث أقامت محافظة القاهرة هذا التمثال في 15 يوليو 2002، بمناسبة احتفالها بالعيد القومي الثالث للمحافظة وتكريمًا له.
نجمة الشرف
منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية، التي تعتبر من أكبر الأوسمة العسكرية في مصر.
مدحه نزار القباني
لم يحظ قائد عسكري مصري، بمدح شاعر ثوري عربي مثل نزار قباني، الذي نعاه في ذكرى وفاته بقصيدة حملت اسم «لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ»، والتي يقول في مطلعها:
لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ لو مدمنو الكلامِ في بلادنا قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ.. واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرهْ ولا استُبيحتْ تغلبٌ وانكسرَ المناذرهْ… لو قرأوا – يا سيّدي القائدَ – ما كتبتْ لكنَّ من عرفتهمْ.. ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ.. يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ.. وبعضهمْ.. يغصُّ في بترولهِ.. وبعضهمْ.. قد أغلقَ البابَ على حريمهِ.. ومنتهى نضالهِ.. جاريةٌ في التختْ.. يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا.. أنتَ بها بدأتْ.. يا أيّها الغارقُ في دمائهِ جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ جميعهم قد هُزموا.. ووحدكَ انتصرتْ.