الاتحاد الأوروبي وألمانيا يتعاونان لخفض استهلاك الغاز الروسي
محمود فرجناقش وزراء الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء 26 يوليو، كيفية تقليل استهلاك الغاز هذا الشتاء، بالتعاون مع ألمانيا لمواجهة خطر تخفيض الغاز الروسي الذي تعتمد عليه أوروبا منذ سنوات.
ويمكن للخطة التي هي قيد المناقشة في بروكسل، أن تشهد استثناءات ومقتطعات مع تضييق دول الاتحاد الأوروبي في تقديم تضحيات عميقة لبرلين وبعض الدول الأعضاء غير الساحلية، وذلك حسبما أفادت وكالة "فرانس برس" الفرنسية.
اقرأ أيضًا: القوات الأوكرانية تقصف مدينة بريانسك الروسية
موضوعات ذات صلة
- ليفاندوفسكي: مباراة الثمانية أصبحت ماضي.. وهدفنا دوري الأبطال
- رئيس الأركان يتفقد المنظومة التعليمية والتدريبية بمعهد ضباط الصف المعلمين
- انخفاض كبير في أسعار البيض بمنافذ البيع.. والزراعة: هترخص أكتر
- الصحة: سلامة جميع الحجاج المصريين من أي أمراض وبائية خلال فترة الحج
- الدفع بـ4 سيارات إطفاء للسيطرة على حريق بأحد شواطئ جزيرة الجفتون بالغردقة
- الضرائب تعلن الجدول الزمني للمرحلة الثامنة لإلزام جميع الشركات بالفاتورة الإلكترونية
- النيابة تصرح بدفن جثة طفلة سقطت من شرفة منزلها بإمبابة
- إسرائيل تخسر صفقة عسكرية كبيرة مع بولندا لصالح كوريا الجنوبية
- الكرملين: العقوبات ضد روسيا تعقد عمل خط أنابيب نورد ستريم 1
- برلماني: مصر تاريخيًا تملك رصيدًا هائلًا لدى الشعب الصومالي
- حسام عبد الغفار: مصر كانت موصومة بـ”فيروس سي”
- التخطيط: 82.9 مليار جنيه استثمارات مستهدفة لقطاع الزراعة والري خلال خطة 22-2023
ومن المعروف أن ألمانيا، القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، الأمر الذي يفرض عليها سنوات للعثور على مصادر بديلة لـ"جازبروم".
وفي هذا السياق، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لدى وصوله "صحيح أن ألمانيا باعتمادها على الغاز الروسي ارتكبت خطأ استراتيجيا لكن حكومتنا تعمل لتصحيح هذا".
وأضاف هابيك، أنها "ليست مشكلة ألمانية فقط إنها مشكلة وسط وشرق أوروبا، وعلينا حلها معًا".
ومن جهتها، أشارت فرنسا إلى أن إظهار التضامن مع برلين سيساعد أوروبا كلها، على الرغم من أن ألمانيا تستحوذ على حصة كبيرة 40% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز التي جاءت من روسيا العام الماضي.
وقالت الوزيرة الفرنسية لانتقال الطاقة، أجنيس بانييه روناتشر، "سلاسلنا الصناعية مترابطة تمامًا: إذا سعلت الصناعة الكيماوية في ألمانيا، فقد تتوقف الصناعة الأوروبية بأكملها".
وستطلب الخطة قيد الدراسة من الدول الأعضاء خفض استخدام الغاز طواعية بنسبة 15% اعتبارًا من الشهر المقبل وعلى مدار الشتاء التالي حتى مارس.
وقال وزير الصناعة التشيكي جوزيف سيكيلا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن الخطة ستقدم ردًا قويا لخطة جازبروم التي تديرها الدولة الروسية، وبقطع شحنات الغاز إلى أوروبا، مؤكدًا، أنه "علينا تقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية في أقرب وقت ممكن".
ويأتي ذلك بعد أن كانت شركة "جازبروم" قد أعلنت إنها ستخفض شحنات الغاز اليومية بمقدار 20% من طاقتها اعتبارا من يوم الأربعاء.
وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.
واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.
وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".
ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.
وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.
ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".
إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.
وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".
وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.
وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن.
وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.
وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.
إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".
لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.
ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.