«المعدوس» و«المهموك».. أطعمة تناسب الطبيعة الجبلية
محمد هانيتتميز جنوب سيناء بالطبيعة الجبلية، وحافظ البدو على عاداتهم وتقاليدهم ، خاصة الأطعمة التى تناسب الطبيعة الجبلية، والتي تفيد الجسم في هذا المناخ القاري الصعب، من أهمها الأرز والعدس والذي يعد مناسبًا لكل الأعمار بدون أن يسبب أضرارا، وأطلق عليه أهل البادية «المعدوس» و«المهموك»؛ نظرًا لطريقة طبخه وحسب كمية الماء التي توضع له كمعيار لحلة معدوس مضبوطة.
تقول «نادية أحمد عبده»، باحثة التراث والملقبة بـ«بنت البادية»، «يعرف (المعدوس) في كل محافظات مصر التي تطل على سواحل البحر، ولكن طريقة تقديمه تختلف،عندنا لا بد أن يقدم مع سمك مقلي أو مشوي وباذنجان مقلي».
وأشارت «نادية» إلى أن العدس والأرز دخلا إلى جنوب سيناء وتوغلا إلى حياتهم بطريقة صعب نسيانها أوالتخلي عنها، موضحة أن أهل الطور عرفوا العدس وخاصة مدينة طور سيناء، وهي ميناء وملتقى كل الثقافات وحيث تربطنا علاقات قوية مع كل من أتى إلينا والمعروف، لافتة إلى أن العراق يأكلونه مثل طريقتنا ونطلق عليه الأرز والعدس ولا نطلق عليه «كشرى» إطلاقًا بل معروف بالأرز والعدس أو «المعدوس».
وأضافت: «تختلف طرق تقديمه وطبخه من محافظة إلى أخرى، ففي بعض المحافظات يقدم معه البيض المسلوق ويحمرون له البصلة ويرشونها على وجه الطبق عند التقديم، وطريقة إعداده حسب الأفراد، وتصفر له البصلة ويوضع عليها معيار من الماء وعندما تستوي البصلة يوضع الماء عليه حسب الكمية، وبعد عملية التسوية يغرف في أطباق متسعة نطلق عليها (كف الميزان)، وبعد الغرف يوضع على وجهه سمن شيحي لتعطيه طعمًا وهو صحي وغير مسبب لتلبك المعدة، ونضع مع السمك المقلي المعتبر والباذنجان المقلي ذي الخلطة السرية مع هذا الطبق تحتاج الى كوب من الشاي الطوري».
وهكذا أثر الموقع والمناخ في اختيار الأكلات الصحية بعيدًا عن المرض والأدوية واختتمت «نادية» معلقة: «الاعتزاز بأصولنا هو الهدف من الحفاظ على أكلاتنا».