شيخ الأزهر: فوضى الزواج والطلاق أربكت حياة الأسر
كتب احمد هاشمتعرض الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لظاهرة سلبية أثرت تأثيرا سيئا على شخصية المرأة والأسرة وأربكت حياتها وحياة أطفالها، موضحًا أن هذه الظاهرة هي فوضى الزواج والطلاق.
وأوضح الإمام الطيب: وأقول أنه رغم امتلاك أمتنا من التعاليم التي تكفل رقي المرأة وقدرتها على تحمل مسؤولياتها التربوية والاجتماعية والسياسية، إلا أنها ما زالت تراوح بين مد وجزر وتقدم وتقهقر على طريق النهضة والإصلاح.
شيخ الأزهر: حدث في مسيرة تشريعنا ما يشبه بالسير عكس اتجاه النصوص
وأضاف، أن سبب ذلك فيما يرى أمران الأول أنه حدث في مسيرة تشريعنا الفقهي ما يشبه السير في اتجاه عكس اتجاه النصوص، حين طغى منطق العادات والتقاليد والعرف المتوارث على التشريعات القرانية والنبوية الواردة في شأن انصاف المرأة وتمكينها في حقوقها حتى صارت التقاليد كأنها نصوص وصارت النصوص كأنها فروع خادمة لهذه النصوص.
موضوعات ذات صلة
- الزواج ليس بيعًا أو شراءً.. شيخ الأزهر: المهر ليس ثمنًا للانتفاع بالمرأة
- شيخ الأزهر: الدين قادر على انتشال الإنسانية من أزماتها.. وأتطلع إلى إقرار سلام عالمي
- شيخ الأزهر: المقصد من تشريع الضرب لحالة النشوز ليس إهانة الزوجة وإنما ردها لصوابها
- شيخ الأزهر: الضرب بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان حرام شرعا
- الإمام الأكبر يوجه بزيادة وجبات الإفطار بالجامع الأزهر وتنظيم إفطار للطلاب المغتربين
- شيخ الأزهر: ضرب الزوجة يكون اضطرايًا لإنقاذ الأسرة من التدمير
- شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى انتصار العاشر من رمضان
- الأزهر: الإرهاب واستفزاز مشاعر المسلمين «وجهان لعملة واحدة» ومتساويان فى الخطر
- حكماء المسلمين يُدين بشدة حرق نسخة من المصحف في الدنمارك
- شيخ الأزهر: النبي أول من قدم للمرأة طوق النجاة
- من مسجد الحسين.. تسجيل نادر للإمام الراحل عبدالحليم محمود عن الصيام وفضائله
- شيخ الأزهر: من الفأل الحسن تزامن الساعات الأولى من شهر رمضان مع افتتاح مسجد مصر الكبير
وتابع: بعبارة أخرى تحكمت العادات والتقاليد في فهم النصوص، وكان من المفروض أن يحدث العكس أن تتحكم النصوص في تهذيب العادات المتسلطة على حقوق المرأة.
وذكر أنه قد نتج عن هذا الوضع المعكوس فقه صادر عن المرأة بعضا من حقوقها الشرعية، أو حال بينه وبينها وكانت الثمرة المؤلمة لهذا الوضع أن أصبحت المرأة المسلمة التي حرر الاسلام عقلها منذ قرون عدة من قيود الجهل، وأطلق إرادتها من التبعية العمياء وأصبحت هذه المرأة مضرب الأمثال في الضعف والاستكانة والانزواء بين الجدران.
وواصل الإمام الطيب: أما السبب الثاني في تعقيد وضع المرأة المسلمة اليوم فهو في كلمة واحدة اختلاط العادات والسياسات بالدين واخضاعه لأهوائها وتقلباتها وتحت هذه الكلمة غور بعيد من البحث والدرس ليس فقط فيما يتعلق بأسباب التراجع في مجال نهضة المرأة المسلمة وقدراتها الهائلة في بناء مجتمعها، بل فيما يتعلق بأسباب الضعف العام في جميع مجالات المجتمع العربي المعاصر.
واستكمل: معلوم أن دور الدين بصورة عامة والاسلام بصورة خاصة هو دور المجدد للفكر والمفجر للطاقات والمحطم للعادات المكبلة للإرادات والحريات، وان ربط الدين بالسياسات المتقلبة يضعف من قوته وطاقته وقدرته على التغير ويدفع بالعادات والتقاليد لتأخذ مكانه في المجتمع.
وأردف: وفي هذه الحالة يضطر الفقهاء لاستحداث فقه يميل بطبيعته للتشددد بقدر ما ينحرف عن روح النصوص، ومع هذا الارث المتراكم فقدت المرأة المسلمة كثيرا من ثوابت شخصيتها وأصبحت في حالة كر وفر بين فقه موروث يحتاج الى تجديد وفقه غربي طارئ على ثقافتها الضاربة في جذور أعماقها الفكرية والنفسية.
واستطرد: لسنا في حاجة إلى ضرب العديد من الامثال للتدليل أن فقه التقاليد والموروثات من شأنه أن يحرم المرأة باسم الشريعة من حقوق كثيرة ما كانت لتنالها لولا هذه الشريعة السمحاء.
وبين أنه يكتفي بالإشارة إلى بعض أمثلة لهذا الصراع بين صحيح الدين من جهة وسيرة العادات وما ينتج عنها من مآسي في حياة المرأة المسلمة المعاصرة من ناحية أخرى.
وأكد أنه من أمثلة الصراع بين فقه صحيح الدين وفقه العادات هذا الالتواء في تفسير القرآن الكريم والسنة المشرفة التواء شوه صورة الأسرة المسلمة وأدى إلى مايمكن تسميته فوضى الزواج وفوضى الطلاق أيضا ومانتج عنهما ضررا بالزوجات والأمهات في حالات فوضى التعدد ومن حرمان الكثير من الأطفال بعيش آمن وأسرة مستقرة واستقطابهم فيما يعرف بأطفال الشوارع واستغلالهم في جرائم الجنس والسرقة وترويج المخدرات والمتاجرة بطفولتهم البريئة في الاعلانات واجبارهم على اعلانات لا يطقونها ولا حيلة لهم في الصبر عليها.