يوسف فخر الدين.. الوسيم الذي مات غريبا ودفن في مقابر الأقباط
محمد شوقييوسف محمد فخر الدين، من مواليد عام 1935، بمحافظة الفيوم، والده مصري سعودي مسلم كان يعمل مفتشا للري في الفيوم، ووالدته كانت مجرية مسيحية متطرفة، وهو الشقيق الأصغر للفنانة الراحلة مريم فخر الدين، التي يصغرها سنتين.
نشأ يوسف فخر الدين، نشأة منغلقة وكانت والدته المسيحية تجعله يدرس الدين المسيحي وهو صغير مع أخته مريم فخر، إلى أن اكتشف والدهما ذلك الأمر، ولكن سرعان ما ذهب للمدرسة وصحح هذا الخطأ الذي كانت تقصده الزوجة، فوالده كان رجلا صارما.
حصل يوسف فخر الدين، على الثانوية العامة، والتحق بالجامعة لكنه ترك الدراسة ولم يكمل دراسته الجامعية، وبرغم ذلك كان يُتقن 4 لغات، وبدأ العمل في السينما بعد ما فشل في دراسته بسبب تدليل أمه له ثم حب أخته مريم له المبالغ فيه وكانت مثلا أعلى له وسبقته للسينما بسبعة أعوام فدخل مجال السينما مثلها عام 1957، وتقاضى 100 جنيه كأجر من خلال فيلم «رحلة غرامية»، مع الفنان شكري سرحان، وأحمد مظهر، وشقيقته مريم فخر الدين، أول وآخر إنتاج لها وشارك «صدفة»، حيث إنه كان مع شقيقته أثناء التصوير، وكان دور شقيقها في الفيلم ما زال شاغرًا، فطلب منه المخرج محمود ذو الفقار، أن يظهر بالفيلم ويأخذ الدور، ووافق وبدأت رحلته.
موضوعات ذات صلة
لم يحب الفن و السينما ولكنه لم يجد سوى هذا المجال خاصة بعد فشله في الدراسة وبالرغم من ذلك أن أفلامه تجاوزت الـ70 فيلما سينمائيا و20 مسلسلا تليفزيونيا و5 مسلسلات إذاعية ومسرحيتين، وشارك فى بداياته بعدة أفلام مع شقيقته، ثم خرج من تلك العباءة وقدم فيلما كوميديا عام 1959 بعنوان «حماتى ملاك»، من بطولة إسماعيل ياسين ومارى منيب وآمال فريد، و«حب من نار»، مع شادية، وشكري سرحان، و«الأشقياء الثلاثة»، مع سعاد حسني، و«إحنا التلامذة» مع عمر الشريف، و«7 أيام في الجنة»، مع نجاة، والعديد من الأدوار التي تميز فيها بالولد الشقي، والوسيم، ونافس في هذه الأدوار رشدي أباظة، وأحمد رمزي، وحسن يوسف.
ولم يقدم البطولة المطلقة لكنه برز بشكل كبير فى الأدوار الجماعية مثل «البنات والصيف، لا تذكريني، ومذكرات تلميذة، فتاة شاذة، والثلاثة يحبونها، والشياطين في إجازة، عندما يُغني الحب، أبو ربيع، الدموع في عيون ضاحكة، الأزواج الشياطين»، ومن أشهرها دوره في «لصوص لكن ظرفاء»، «أصعب جواز»، «حكاية 3 بنات»، «شاطئ المرح» و«أخواته البنات» و«شقة و عروسة يارب»، مع فريد شوقي، ونورا، وكان آخر أعماله الفنية، فيلم «القضية رقم 1» عام 1981.
أحب الفنانة نادية سيف النصر، وتزوجها، وكان يحبها بشدة، والتي عملت كعميلة للمخابرات المصرية، أثناء ترأس صلاح نصر، لها، حيث قالت «مريم» في مذكراتها: صلاح نصر، رئيس المخابرات وقتها، كما أوضحت شقيقته مريم فخر الدين في حديث تليفزيوني لها وكان لا يعلم بهذا إلى أن لقيت مصرعها فى 27 فبراير 1974، فى حادث سيارة، عن عمر 42 عاما، وأصيب يوسف بعد وفاتها بحالة من الاكتئاب المزمن ظلت مرافقة له لسنوات.
ظل في مصر عدة سنوات يحيا حياة بلا طعم، ولون مكتئب، وحاول العديد من أصدقائه أن يخرجوه من هذا الاكتئاب بالعمل، وقد كان، ولكنه سرعان ما فكر في السفر لليونان وتعرف هناك على ماكيرة يونانية تكبره بعشرين عاما وتزوج منها، وكانت صاحبة محل اكسسوارات كبير هناك في إحدي الفنادق الكبرى والذي كان يعمل فيه موظفا صباحا ومديرا لمحل زوجته اليونانية ليلا.
عاد إلى مصر عام 1997، من أجل الاطمئنان على شقيقته مريم فخر الدين، ورجع إلى اليونان بعد زيارة قصيرة لمصر، ورفض العودة إلى بلده مرة ثانية، ومرض «يوسف» فى اليونان مرضا شديدا، وفى 27 ديسمبر 2002 توفى الفنان يوسف فخر الدين، باليونان.
ولم تستطع أخته الفنانة مريم فخر الدين، إحضار جثمانه إلى مصر بسبب تكاليف نقل الجثمان بالطائرة من اليونان، وأشار عليها المقربين منها أن يدفن باليونان في مقابر مسيحية حيث لا يوجد باليونان مقابر للمسلمين وقالوا لها إن الأرض أرض الله ولا فرق بين مدفن المسيحي والمسلم ولم يكن في جنازته غير محمد عشوب، وقال إنه قرأ عليه القرآن أثناء دفنه في مقابر المسيحين باليونان، وتم دفن جثمانه فى أثينا، فى المقابر الكاثوليكية، وطلبت مريم فخر الدين، من زوجته، نزع الصليب من على التابوت، رغم أنه شيء كبير عندهم، لكنها فهمتهم أنه مسلم وأدخلت في تابوته مصحفا وسجادة صلاة وسبحة.