حقيقة تمويل منظمة الصحة العالمية حملة القضاء على فيروس سي (تفاصيل كاملة)

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة منبرا واسعا لإطلاق الشائعات التي تنال من الجهود التي تبذلها الدولة في مختلف القطاعات لتحسين المستوى المعيشي والاجتماعي، فلا يمر يوم إلا بوجود مثل هذه الشائعات، لكن سرعان ما ترد عليها الجهات المعنية كل حسب اختصاصه.

مؤخرًا، انتشر بوست على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بشكل كبير يهاجم حملة القضاء على فيروس سي جاء نصه: "طلع موضوع معالجة المصريين من فيروس سي دا اللي عامله وصارفة عليه من أول المعدات لحد الدوا منحة من منظمة الصحة العالمية لإن مصر أكبر دولة فيها نسبة فيروس سي".

هذه الشائعة تم نفيها جملة وتفصيلًا، خاصة وأن المشروع مبادرة حكومية ممولة من البنك الدولي، وتشمل حملة مسح فيروس سي والأمراض غير السارية، ضمن خطة الحكومة لتحسين نظام الرعاية الصحية في مصر، بتكلفة تصل إلى 992.5 مليون دولار، قدم البنك الدولي قرضًا بـ530 مليون دولار للمساهمة فيها، على أن تتولى الحكومة باقي التكاليف، منها 265 مليون دولار من قرض البنك الدولي تم تخصيصها لحملة مسح وعلاج فيروس سي والأمراض غير السارية.

قرض البنك الدولي يسدد على 35 سنة بفترة سماح 5 سنوات، ورسومه 0.25% على مجمل القرض، وبفوائد بسيطة تبلغ 0.25% سنويًا على الرصيد غير المسحوب.

الحديث عن حملات القضاء على فيروس سي في مصر، بدأ في الظهور مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بداية من سنة 2014، وتحديدًا في سبتمبر 2014، حينما دعت وزارة الصحة، المواطنين الانضمام للحملة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وأتاحت حجز موعد للكشف في المراكز المختلفة بمحافظات الجمهورية، تبعًا لمحل الإقامة المسجل ببطاقة الرقم القومي، وقوائم انتظار للعلاج.

هذا الإجراء جاء بالتزامن مع خفض تكلفة العلاج وأصبح سعر «كورس» السوفالدي، لا يتجاوز 2000 جنيه، نتيجة تصنيعه محليًا، حتى أصبح العلاج متاحا ومتوفرا، بجانب إمكانية الحصول عليه مجانا عن طريق وزارة الصحة لغير القادرين.

وفي يونيو 2016، صندوق تحيا مصر أعلن إطلاق حملة «افحص واترك العلاج على صندوق تحيا مصر.. مصر بدون فيروس سى فى 2018»، وكان تكاليف الفحص في هذا التوقيت يتحملها الصندوق، إلى أن نجحت مصر في الاتفاق مع البنك الدولي على دعم مشروع الرعاية الصحية في مصر، ومن ضمنه إجراء مسح قومي شامل لفيروس سي وعلاج المصابين، وتم توقيع الاتفاق في يوليو الماضي.

وبعد توقيع اتفاقية قرض البنك الدولي، انطلقت مبادرة في أكتوبر الماضي أطلق عليها «مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي ١٠٠ مليون صحة للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية»، لإعلان مصر خالية من فيروس سي بعد عام ونصف من انطلاق المسح.