سعاد نصر.. أحبت الدراما فقتلتها تراجيديا الحياة
كتب محمد شوقيسعاد نصر.. فنانة عُرفت ببشاشة الوجه، وخفة الظل، والملامح المصرية، إحدى أبرز فنانات جيلها اللاتي ارتبطن اسمهن بالكوميديا وخفة الظل، وكذلك بأغلب الأعمال الفنية ذات الطابع الأسري، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا إبان عرضها، لا تعرفها باسمها وشكلها فقط، ولكن بأسماء الشخصيات التي قدمتها أيضًا، فهي دلال وحورية ومايسة وعدوله وعنابة وأم حنتيرة إلى آخره.
البدايات
موضوعات ذات صلة
- بروتوكول بين «الصحفيين» و«الإنتاج الحربي» لإنشاء مستشفى للنقابة (صور)
- الصحة تُعلن بدء تشغيل مستشفى الجلاء التعليمي
- سر كتابة كلمة إسعاف معكوسة
- قهر المرض .. المعادي العسكري والجلاء تستضيف خبراء اجانب
- إعلامي يحذّر من خطورة تكرار وقائع اختطاف حديثي الولادة
- الجريمة x أسبوع.. يُعلمان ابنتهما الرقص.. وآخر يُلقى بزوجته من الطابق الثالث
- بالتفاصيل.. فعاليات مؤتمر اليوم العلمى لمراض الدم وزراعة النخاع
- رفضت رد مبلغ مالي له.. فألقى بها من الطابق الثالث في أسيوط
- إصابة 4 حالات باختناق في حريق منزل بدمياط
- شاهد.. رد الحكومة على شائعات أربكت الرأي العام(صور)
- «سعيد عبد الغنى» يلفظ أنفاسه الأخيرة بأحد مستفيات المعادى
- وكيل صحة الشرقية: المستشفى ليس بها عجز بالمستلزمات الطبية (فيديو)
في الثاني عشر من مارس عام ١٩٥٣، ولدت «سعاد» بحي شبرا، لأسرة متوسطة، وساقتها الأقدار لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية على الرغم من حبها وحلمها بالصحافة.
يقول عنها الفنان محمد صبحي: «في بيني وبينها كيميا قوية جدا من يوم ما قابلتها على باب المعهد، لما سقطت لثالث مرة، فقررت أخدها مع الطلبة اللي بدربهم إعداد للمعهد، وهى رفضت وأنا أصريت لغاية ما دخلت الامتحانات ونجحت ودرستلها الأربع سنين في المعهد وبعد كدة أخدتها في كذا عمل معايا».
تخرجت في مُنتصف السبعينيات من القرن الماضي عاقدة آمالاً كبيرًا على آدائها التراچيدي، الذي أشاد به زملائها وأساتذتها بعد مشهد مميز لها في مسرحية «يس وبهية»، ولكن كان لأستاذها كرم مطاوع، رأي آخر والذي رأى فيها خامة قوية لم تكتشف بعد للكوميديا، فاستغربت ولكنها أنصتت لنصيحة وتوجيه أستاذها.
وبالفعل تحققت نبوءة الأستاذ بعكس ما رأت تلميذته نفسها، لتصبح من أهم نجمات الكوميديا في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، وقدمت أدوارًا ذاع صيتها مثل فيلم «هنا القاهرة» و«حدوتة مصرية» و«خليل بعد التعديل» و«صايع بحر» و«زواج بقرار جمهوري».
وقفت أمام العمالقة
فاتن حمامة في فيلم «لا عزاء للسيدات»
سعاد حسني فيلم «المتوحشة»
يوسف شاهين في «حدوتة مصرية» مع نور الشريف
صلاح أبو سيف «البداية» مع أحمد زكي
كانت تميمة الحظ مع كبار نجوم الشاشة العربية، وكان عليها أن تختار بين العمل مع عادل إمام أو محمد صبحي فاختارت صبحي.
كما اهتمت أيضا بالمسرح والتليفزيون، وقدمت للشاشة الصغيرة أعمالا هامة مثل «سنبل رحلة المليون» و«يوميات ونيس» بأجزاءه الخمسة، ومسلسل «الليل وآخره».
واهتمت كثيرًا بالمسرح خلال حقبة التسعينيات لتقدم مجموعة من المسرحيات المميزة مثل «عائلة ونيس» و«جوز ولوز» و«الهمجي».
تزوجت سعاد نصر من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه ابنيها طارق وفيروز، وكانا من أشهر الزيجات التي تمت في الوسط الفني وقتها، لكن لم يكتب لعلاقتهما النجاح، وانتهى الأمر بالطلاق دون الكشف عن أسباب ذلك.
تزوجت من بعده من مهندس البترول محمد عبد المنعم، وبقيت معه حتى وفاتها، ومع ذلك كانت العلاقة بطليقها طيبة للغاية، وعلى قدر كبير من الود والاحترام، بل وقف عبد الوارث إلى جانبها في أزمة مرضها، وهدد طبيب التخدير وقتها بمقاضاته إذا ما حدث مكروه لطليقته، وفي جنازتها كان أول الحاضرين، ليقول عنها: «كانت زوجتي وأم أولادي فكيف لا نحزن».
وبالرغم من تلك المسيرة الحافلة بالكوميديا، إلا أنها اختتمت حياتها بالتراجيديا التي طالما تخيلت نفسها من نجومها في فيلم “الحياة منتهى اللذة” والذي انتهى فيه دورها بالذهاب إلى رحلة لزيارة بيت الله الحرام، ليسدل الستار بعد ذلك على مسيرتها الفنية بعد توجهها لإجراء جراحة تجميلية فتدخل في غيبوبة لمدة عام على إثر جرعة مخدر زائدة أثناء إجراء الجراحة.
المأساة بدأت عندما توجهت لإحدى المستشفيات الخاصة لإجراء عملية شفط للدهون، فيدخلها طبيب التخدير في رحلة مظلمة لم تخرج منها أبدا، حيث دخلت في غيبوبة طويلة استمرت لمدة عام، نقلت على أثرها من إحدى المستشفيات الخاصة محل إجراء العملية إلى وحدة العناية المركزة بمستشفى عين شمس التخصصي، وكان الفنان الكبير يحيى الفخراني يشرف على حالتها مع الأطباء بالنيابة عن أسرتها التي سلكت طريق القانون لأخذ حقها من طبيب التخدير، والذي تم تبرئته في النهاية لعدم ثبوت الأدلة ضده كونه مسئولا عما جرى.
أفاقت مرة واحدة قبل وفاتها بيوم، لتوصي زوجها بسرعة دفنها وقضاء أسرتها ساعة كاملة للدعاء لها سائلة المولى عز وجل أن يتوفها مع الأبرار.
واستغرقت رحلة غيبوبتها أكثر من عام كامل، تعذبت فيه أسرتها وأبنائها وهم يرون تلك الروح المبهجة مستلقية على فراش المرض، لا تحرك ساكنا ولا يعلمون إن كانت تشعر بألم أم أنها مفارقة للحياة إكلينيكيا.