نوال أبو الفتوح.. الفنانة الحديدية التي فضلت الموت بكبرياء
كتب محمد شوقيفتاة جميلة رقيقة مغرية جميلة، وامرأة قوية متسلطة..تراها فى أدوارها الأولى كفتاة إغراء لعوب شقية فى بداية الستينات، فلا تصدق أنها هى ذاتها الفنانة التي احترفت وأتقنت أدوار المرأة القوية المُتسلطة في الجزء الثانى من حياتها الفنية.. هكذا هى الفنانة الراحلة نوال أبو الفتوح.
ترى انفعالاتها وصدقها فى هذه الأدوار فتظن أنها خلقت بلا قلب، تدرك كم عانت حتى تصل بأدائها إلى هذه الدرجة من الإتقان بعد أن كانت تؤدى فى بداية حياتها أدوار فتاة الإغراء اللعوب، وذلك بعد أن اكتشفها عملاق الكوميديا الراحل عبد المنعم مدبولى بعد أن أعلن عن مسابقة للوجوه الجديدة.
وفازت نوال أبو الفتوح المولودة في محافظة الشرقية10 أبريل 1940، والتى كانت تعمل مدرسة موسيقى بعد حصولها على بكالوريوس المعهد العالى للموسيقى لتشارك فى أول عمل لها وهو مسرحية «المفتش العام» سنة 1961، وبعده مسرحية «جلفدان هانم» ثم فيلم الزوجة الـ 13، لتتوالى أدوارها كفتاة مثيرة جميلة لعوب فترة الستينات والسبعينات ومنها «30 يوم فى السجن، هى والشياطين، بنت شقية، الشياطين الثلاثة، العزاب الثلاثة، صبيان وبنات».. وغيرها.
غابت الفنانة نوال أبو الفتوح لمدة 5 سنوات للتفرغ لتربية ابنها لتعود فى بداية الثمانينات أكثر قوة وتغير جلدها الفنى لتقدم أدوار المرأة القوية الحديدية، وتبدع فى هذه الأدوار التى لا تنسى بأدائها وانفعالاتها وملامح وجهها، عادت الجميلة ولكن بوجه جديد وإبداع أكثر وأكبر فقدمت أروع الأدوار فى العديد من المسلسلات الاجتماعية والدينية، وظل إبداعها حتى عام 2004 حيث قامت ببطولة آخر أعمالها مسلسلا المعمورة، وحدث فى الهرم ، وبعدها اشتدت عليها آلام سرطان العظام الذى أصابها.
رفضت مبادرة الفنان عادل إمام الذى اقترح تخصيص إيراد يوم من عرض مسرحيته "بودي جارد" لعلاجها، وبررت ذلك بأنها لا تقبل الإحسان من أحد حتى لو كان صديقًا ، لتقضى المرأة الحديدية 17 يوما فى العناية المركزة حتى صعدت روحها إلى بارئها فى نفس يوم ميلادها 10 أبريل من عام 2007 عن عمرناهز 67 عامًا.