«تسول أون لاين».. عمليات النصب عرض مستمر.. وخبراء: «القانون لايحمي المغفلين» (صور)
كتبت عبير ساباينشر موقع السُلطة الإخباري مجموعة من الأخبار المحلية.. واليكم التفاصيل.
بدأت ظاهرة خطيرة في التنامى مؤخرا، حيث أُثير حول عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» الجدل، بعد إتهامهم بالتورط في عمليات نصب عبر إدعاءات قاموا ببثها على صفحاتهم أو صفحات تم إنشاءها، لخداع ضحاياهم في العالم الإفتراضي.
إذ اتهم العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي صفحات التسول بالنصب على عشرات الضحايا وخداعهم وجمع مبالغ تحت شعار مساعدة المحتاجين، فيروج أصحاب هذه الصفحات أن هدفهم الخير ولكن فى حقيقة باطن الأمر ابتزاز للمواطنين واستغلال مشاعرهم وحبهم لفعل الخير، خاصة فى الأيام المباركة وشهر رمضان لجمع الزكاة وتقديم التبرعات، مما يجعل الجميع يتعاطف معها، فتستغل التعاطف وتبدأ فى الاستثمار الحرام.
في هذا التقرير توثق «السُلطة» آراء أساتذة وخبراء الإعلام فى عملية النصب على مواقع التواصل الإجتماعي وصفحات التسول والتسوق عبر الإنترنت.
فقال الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين، إنه تم وضع قانون للصفحات الشخصية، فالإعلام الإلكترونى واحد من أهم أنواع الإعلام المهمة والمعاصرة والتى يجب أن نحترمها والتى لم يغفل القانون تنظيمها.
وأوضح نقيب الإعلاميين خلال تصريحات خاصة لـ «السُلطة»، أن الصفحات الشخصية التى يزيد روادها ومستخدميها عن 5000 مستخدم، تعامل معاملة الوسيلة الإعلامية ويطبق عليها القانون.
وأفاد «سعده»، أن بناء عليه كل المواقع الإلكترونية مرئية أو مسموعة أو إخبارية وصحفية يجب أن تسارع للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حتى تحصل على تصريح إعتمادها كوسيلة إعلامية، وحتى الصفحات الشخصية تحاسب قانونيا.
وأكد نقيب الإعلاميين، أن الوسائل الإعلامية على الإنترنت سواء راديو أو قناة على اليوتيوب أو بوابات إلكترونية أو موقع إخبارى عليها بالإسراع فى إجراءات تقنين أوضاعها من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمجلس هو المختص.
وأضاف «سعده»، أن نقابة الإعلاميين دورها ينطبق على العنصر البشرى الذى يعمل فى هذه الوسائل الإعلامية الإلكترونية سواء راديو أو تليفزيون سواء مرئية أو مسموعة، والأشخاص التى لن تقنن أوضاعها فى هذه الأماكن بناء عن اعتمادها وهيكلة ترخيصها من المجلس الأعلى للإعلام ستقع تحت طائلة القانون ويطبق عليها قانون النقابة 93 لسنة 2016، الذى لم يغفل دور الإعلام الإلكترونى ويعتبره واحد من الأدوات الإعلاميه مثل المرئي والمسموع.
وأردف: «إذا سقط أحد فى فخ النصب، علينا أن نتخذ إجراءات وقائية منها التأكد من هذه الصفحات والمواقع إذا كانت مرخصة وقانونية يتم التوجه للمجلس الأعلى والتقدم بشكاوى، أما إذا كانت غير مرخصة يمتنع عن التعامل معها فلا شئ يدعو للعجلة من التعامل معها، وإلا فالقانون لا يحمى المغفلين».
وناشد نقيب الإعلاميين الجماهير بأن يكون التعامل بالوعى والفطنة فى التعامل مع هذه المواقع والصفحات وتتأكد من ترخيصها ومصدرها الرسمى، وكل ما هو غير مرخص لا يتعامل معه أحد، ومن لا يعمل قانونا لا يتواصل معه أحد.
وفى السياق، قالت الدكتورة سحر وهبي، أستاذ الصحافة والإعلام بمحافظة سوهاج، إن هناك صفحات تسول انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت، فى ظاهرها خير لكن فى باطنها استغلال ونصب، وماهى إلا انعكاس للواقع الذى نعيشة، وتظهر هذه الصفحات مشاكل الواقع والمسئول عنها نصاب رافع شعار «اللعب بالبيضة والحجر» حتى فى مواقع التسوق وشراء المنتجات، «مقلب وتدبيس».
وأكدت أستاذة الإعلام، فى تصريحات خاصة لـ«السُلطة»، أن الإنترنت ممتلئ بالنصب، نظرا لكثافة المشاهدة، ويعرض النصاب فيديوهات وصور مؤثرة فى شهر رمضان لجمع الزكاه، ويبتز الناس عاطفيا، فهذا نوع من الإبتزاز، ويصور أن هناك بعض المواطنين يتناولون طعامهم من القمامة وأنه يجمع فلوس لهذه الحالات، فيجعل البعض من الناس ينساق وراؤه.
وتابعت «وهبي»: «كثيراً من المؤسسات الخيرية مصيدة تستغل الناس ومن يتبرع لهم مره يصبح زبون مستديم ويتصلوا به دائما، وفى واقع الأمر إذا أرسلت لهم حالة فقيرة تستحق المساعده يرفضوا مساعدتها».
وأشارت أستاذ الإعلام، إلى أنه لا يوجد ضمان لحماية المواطنين من نصب هذه الصفحات، ويجب على الشخص أن يكون لديه وعى ولا ينساق وينخدع وراء استغلال هذه الصفحات وإدعاءاتهم الكاذبه، ولأننا شعب مصرى فى داخلنا حب الخير فمن السهل استغلال عواطفنا، القانون لا يحمى المغفلين للأسف.
وأفادت «وهبي»، أن هناك دور هام يقع على عاتق الإعلام والصحافة وهو توعية المجتمع وكشف خداع هذه المواقع وما وراءها، وتحذير المواطنين بعدم المساهمة المادية لها، ومقاطعة مثل هذه الصفحات.