موقع السلطة
الأحد، 10 نوفمبر 2024 12:13 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

معسكرات احتجاز المسلمين في بكين.. حوادث وهمية ومراقبة لمنع اقتراب الصحافة

أرشيفية
أرشيفية

في الطريق إلى واحد من معسكرات احتجاز المسلمين شمال غرب الصين، شاهد صحفيون في فرانس برس مشهداً يكاد يكون خيالياً، شاحنة صغيرة تتحرك ببطء شديد نحو سيارة مركونة على جانب الطريق. تتوقف الشاحنة على بعد مليمترات من السيارة، ثم تصطدم بها عمداً، وخلال دقائق، جذب هذا "الحادث" حشود المتفرجين وتوقف السير بسببه.

 

هكذا تحقق هدف الشرطة بعرقلة الوصول إلى المعسكر، فالسلطات في منطقة شينجيانغ المضطربة في شمال غرب الصين تختلق أحداثًا وهمية، كحوادث سير ملفقة ونشر سياح وهميين، لتمنع الصحفيين من الاستقصاء حول مسألة معسكرات احتجاز المسلمين، وتفرض الحكومة الصينية إجراءات أمنية مشددة في هذه المقاطعة الواسعة التي تقع على حدود آسيا الوسطى وباكستان، منذ وقوع سلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى أعضاء من أقلية الاويغور المتحدثة بالتركية.

 

وتُتهم الصين باحتجاز نحو مليون شخص في شينجيانغ في معسكرات إعادة تأهيل، وتنفي بكين هذا الرقم، وتقول إن هذه المعسكرات هي "مراكز تدريب مهني" لمكافحة التطرف الإسلامي.


 

تظهر هذه الحادثة الجهود المكثفة التي تقوم بها السلطات لمنع الصحافة من البحث في هذه المسألة الحساسة التي تضع الصين منذ عام 2018 تحت ضغط دولي، لكن خلال الإعداد لتقرير جديد ولمدة ستة أيام في شينجيانغ، تمكن صحفيون من وكالة فرانس برس من رؤية ثلاثة معسكرات هي عبارة عن مبان ضخمة محاطة بأسلاك شائكة.

 

لكن، معظم الوقت، خضع الصحفيون لمتابعة من السلطات التي يعقد حضورها أي مقابلة مع نزلاء المعسكرات، فالحديث بشكل مكشوف مع الصحافة الأجنبية يشكل خطراً عليهم، وفي كل محاولة للوصول إلى أحد المعسكرات، تظهر حواجز أو ورشات بناء على الطريق بشكل مباغت.

 

وقرب معسكر واقع في هوتان، قطعت الطريق بعد ثوانٍ من تخطي سيارة مسرعة غير مسجلة، السيارة التي كان على متنها فريق فرانس برس، وفي النهاية، لم يتمكن الصحفيون سوى من تصوير المعسكر من بعيد. وعلى سطح المبنى الأصفر، كتبت عبارة "على المرء أن يكافح في شبابه".

 

 

وعلى طريق مدينة أرتوش حيث حطمت السلطات مسجداً، أجبر حاجز أمني على الطريق صحفيي فرانس برس على العودة أدراجهم، أما السبب الذي أعطي هو أن الطريق مغلقة من أجل اختبارات قيادة تدوم خمسة أيام، ثم قال الشرطي على الحاجز "نشكر تفهمكم".

 

وعلى نقطة التفتيش نفسها، ظهرت امرأتان، تدعيان بأنهما سائحتان، بشكل مباغت، وتبعتا صحفيي فرانس برس على متن شاحنة كالظل لمدة ساعة، مدعيتان بأنهما بحاجة إلى من يرشدهما على الطريق لأنها تائهتان، وحتى حينما توقفت سيارة صحفيي فرانس برس أمام قرية صغيرة لالتقاط صور للمعسكر بعدسة مكبرة، ركنت "السائحتان" شاحنتهما إلى جانبهم.

 

بعد ذلك، طلب رجل قال إنه مسؤول أمني من فريق فرانس برس المغادرة، لكن لم يتوجه إلى المرأتين، وواجهت وسائل إعلام أخرى مواقف مماثلة.

 

وفي تقرير جديد لنادي المراسلين الأجانب في الصين (اف سي سي سي)، أكد صحفيون أنهم تعرضوا للملاحقة ومنعوا من حجز غرف في فندق، وقال الصحفي ناتان فاندر كليبيه من صحيفة "غلوب اند مايل" الكندية إنه منع من التقدم من قبل عناصر أمن "اقتربوا من سيارتي وهم يحملون دروعاً"، وأضاف "أخذ شرطي كاميراتي وقام بحذف الصور عنها بدون موافقتي".

 

وأكدت مراسلة صحيفة "ذي دايلي تلغراف" البريطانية صوفيا يان، أنها اضطرت للسير نحو 80 كيلومتراً لأربعة أيام خلال إعدادها لتقريرها لأن "أشخاصا مجهولين طلبوا عبر لاسلكي من سائق التاكسي" أن يوقف الرحلة.

 

وفي كشقار الواقعة على طريق الحرير القديمة وحيث غالبية السكان من الاويغور، دخل شخص ما إلى غرفة فندق صحفي في فرانس برس خلال غيابه لبضعة دقائق، ولدى عودة الصحفي، كان باب الغرفة مفتوحاً وإحدى حقائبه قد تبدل مكانها، وقال الصحفي: "لم يأخذ شيء من الغرفة، لكن الرسالة كانت واضحة: أنتم مراقبون".

البنك الأهلي
أخبارالعالم عرب وعالم الحكومة الصينية الصحافيين حوادث سير احتجاز المسلمين مصر اخبار مصر السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB