يسري نصر الله..حاكى الإنسانية بأفلامه وخسر الجمهور بسبب الإنتاج
عزة عبد الحميدهو مخرج تتلمذ في بداياته على أيدي العالمي يوسف شاهين، وظهر تأثره به في أولى الأفلام التي قام بإخراجها، حتى ظن البعض أن هذه الأفلام ترجع في إخراجها إلى "شاهين"، وكان ذلك جليًا في أفلام "المدينة" و "سرقات صيفية"، و"مرسيدس".
إنه يسري نصر الله، المخرج المحاكي للواقع الشعبي بشكل ثقافي، ليقدم أفلام تتحدث عن الواقع المصري بشكل صريح، ولكنها مفعمة بوجهات نظر ثقافية وإنسانية تجبرك أن تجلس لتشاهد الفيلم، وتعيش بداخله وبكل تفاصيله، ولكي يوضح "نصر الله"، وجهة نظر في كل مايقدمه، كان يقوم بكتابة سيناريو وحوار أفلامه لكي يصل بها إلى الجمهور.
ولد "نصر الله" عام 1952، وتتلمذ بأحد المدارس الإلمانية، ، ثم التحق بمعهد السينما عام 1973، ودرس به لمدة 4 شهور، ليترك المعهد ويتجه إلى دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، ويعمل بعدها كصحفي بجريدة "السفير" اللبنانية لمدة 4سنوات أثناء الحرب الأهلية بلبنان، وخلال هذه السنوات عمل كمساعد مخرج ع المخرج اﻷلماني فولكر شلوندورف في فيلم "المزيف" والمخرج السوري عمر أميرالاي في الفيلم الوثائقي "مصائب قوم".
عاد بعدها إلى مصر ليدخل في جعبة العالمي "يوسف شاهين"، بأول فيلم "وداعًا بونابرت" عام 1985، ثم خاض أول تجربة للإخراج والتأليف بفيلم "سرقات صيفية"، ليعود بعدها كمساعد مخرج ومؤلف مع "شاهين" في "إسكندرية كمان وكمان"، وانفصل بعدها وللأبد بفيلم "مرسيدس" عام 1993.
اقترب "نصر الله" أكثر من الجمهور بأفلام كـ" المدينة" الذي تحدث عن فتى من منطقة روض الفرج يهوى التمثيل، ويحاول أن يحقق ذلك الطموح، ثم يأتي فيلم " باب الشمس" بجزأيه ليروي قصص إنسانية متعددة من خلال الفيلم.
ومع شهرته بأرآه السياسية كان أول خطوطه هو فيلم"احكي يا شهر زاد"، الذي ناقش الحياة السياسية والاجتماعية في مصر في 2009، بشكل قصص إنسانية كاشفة للواقع بشكل صادم حين وموجع حين آخر.
وبمشاركته بثورة الـ25 من يناير، وانضمامه لأولى صفوفها، نجده مخرجًا ومؤلفًا لأحد الأفلام الـ10 الخاصة بالفيلم المجمع "18 يوم"، ثم يُقدم فيلم "بعد الموقعة"، الذي ناقش موقعة الجملة التي وقعت بثورة يناير بشكل إنساني بحت، ثم أنهي أعماله الفنية حتى الأن بفيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن" عام 2016، ليناقش به مشاكل الزواج والمجتمع من وجهة نظره الإنسانية المثقفة كما اعتاد محبيه.
ومنذ عام 2016 وحتى الآن لم يكرر "نصر الله" فكرة العودة إلى كاميرا السينما مرة آخرى بعد أن قدم 13 عمل وقام بتأليف 11 آخرين، وذلك لعدم توافر المساحة الكافية في الوسط الفني حاليًا، التي تكفي لإنطلاق أفكار وطموحات "نصر الله" في عالم السينما، والقصور الإنتاجي تجاه هذه القامة التي سنندم يومًا ما إذا لم نستغل وجوده بالحياة ليمتعنا أكثر مما امتعنا.