لو لم تكن ثورة يوليو
محمد السعدنيتمثل ثورة يوليو 1952 المجيدة من وجهة نظري المتواضعة أهم تحول في تاريخ مصر الحديث، فلولاها لما كنا ولا كان أباؤنا ولا أجدادنا.. لولا قيامها لظل العبيد عبيدا والسادة أبناء البشوات والبكوات سادة، ولظل هذا الشعب العظيم يرزح تحت حكم ملكي مستبد تحميه الحماية البريطانية الاستعمارية.
لم أكن يوما من أبناء ثورة 23 يوليو المجيدة التي قام بها مجموعة من خيار أبناء جيش مصر العظيم، فيما عرف وقتها بالضباط الأحرار، لكنني أحد ثمارها وابنا لمن عايشوها بنجاحاتها وإخفاقاتها، لها طبعا ما لها وعليها ما عليها، ولكل ثورة نجاحات وإخفاقات، لكن أعتقد أن النجاحات فاقت حجم الإخفاقات، وأهم إنجازاتها هو تحرير هذا الشعب من السيطرة الملكية الخاضعة للاستعمار البريطانية وقت أن كانت انجلترا امبراطورية لا تغرب عنها الشمس.
لولا ثورة يوليو بقيادة الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، ما كان التعليم ليصبح مجانيا وما حدث ذلك الحراك الاجتماعي والذي أنتج كوادر بشرية ساهمت في وضع مصر الستينيات والسبعينيات على الطريق.
لولا ثورة يوليو لاستمر المصريون يرزحون تحت وطأة وباء الكوليرا، ونحو 15 عائلة يحكمون مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها لجنوبها.
لولا ثورة يوليو لما تم إنشاء السد العالي، وكانت المجاعات ستضرب مصر بالجفاف مع كل عام.
لولا ثورة يوليو لظلت القرى والنجوع في الظلام دون إنارة كهربائية، واستمر المصريون يسكون البيوت الطينية، وظلت أكبر مشاريع مصر هي التبرع بقرش أو قرشين يتعطف بهم الباشوات من أجل توفير الكساء ومكافحة ما عرف وقتها بالحفاء ووصولا بالعلاج من الأوبئة والأمراض المستعصية.
نجحت الثورة لكنها لم تنج من محاولات الاغتيال المعنوي لها ولقائدها الناصر جمال عبدالناصر، الذين لم يتناسوا صفعات الثورة لهم وتوزيع ثرواتهم على الشعب، وتحول الشعب من أجير متهالك في أراضي الباشوات إلى مالك لهذه الأراضي.
رحم الله زعيم ثورتنا المجيدة ناصر.. وعاشت ثورة يوليو في أذهان المصريين خالدة مستنيرة، وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم.