درس في الوطنية.. أم كلثوم وقصة شيك الـ100 ألف جنيه
محمد شوقيعقب هزيمة يونيو 1967 خرجت أم كلثوم من أزمتها النفسية أقوى من ذي قبل، وعزمت أن تترجم حزنها على مصر لواقع ملموس وقد كان.
طافت أم كلثوم الكرة الأرضية وهي في سن السبعين من عمرها، وجمعت إيرادات لتسليح الجيش المصري، وبالفعل حصدت أم كلثوم ما يزيد عن 3 ملايين جنيه حصيله ما قامت به من حفلات لصالح المجهود الحربي.
وفي حفلة الكويت في شتاء عام 1968 أعطى متعهد الحفل أم كلثوم الشيك الخاص بالحفل، وقدره 25 ألف جنيه، فاعطته لمدير بنك مصر الذي كان يلزمها في رحلاتها بالخارج، وذلك ليذهب به في حساب المجهود الحربي.
ثم أعطاها أحد أمراء الخليج شيك آخر بمبلغ 100 ألف جنيه، أي ضعف أجرها ثلاث مرات، وقال لها "هذا الشيك هدية ليكي ياست الكل".
شكرته بعدما نظرت في قيمة الشيك، ثم نادت مدير بنك مصر تعطيه الشيك، فقال لها الأمير: "هذا هدية خاصة بكي بعيد عن الحفل" .
ابتسمت أم كلثوم له وهي تقول: "مش كتير على مصر.. بلدنا خيرها علينا كلنا"، وذهبت قيمة الشيك لصالح المجهود الحربي.
فلم تكن أم كلثوم كغيرها من سائر مطربين و مطربات العالم يكتفوا بوقوفهم بجانب بلادهم فقط من خلال تقديم الأعمال الفنية الوطنية كأغاني أو أفلام وطنية، بل كان دورها أهم و أقوى، حيث جابت العالم شرقا وغربا ليس فقط لتجمع الملايين لصالح المجهود الحربي وإنما لتقول أن مصر مازالت موجودة و صوتها طالع، وبالطبع لا يوجد من يعبر عن صوت مصر أفضل من كوكب الشرق.
وفور سماع أم كلثوم خبر نصر أكتوبر وقعت شيك قيمته 10 آلاف جنيه باسم محمد أنور السادات لصالح الجيش المصري، وشيك آخر قيمته 5 آلاف جنيه باسم جيهان السادات لصالح جميعة الهلال الأحمر .
لذلك كرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات أم كلثوم عقب نصر أكتوبر 1973 مع أبطال الحرب، كما لو كانت تحارب معهم في الجبهة.