الجمهور يترقب والأمن يتأهب والجوائز تنهال.. ”الجوكر” يسيطر على العالم
رامي خلفربما لم نر من قبل فيلما يُحدِث مثل هذه الضجة السينمائية والفنية والاجتماعية بل والأمنية أيضًا، حيث أصبح فيلم "الجوكر" حديث رواد مواقع التواصل والنقاد والفنانين في أنحاء العالم، وأبهر المهرجانات، وتسبب في تأهب الشرطة الأمريكية ترقبًا لموعد عرضه، تعرف معنا على ما سببه الفيلم من أزمات وجدل حتى يومنا هذا، ولماذا سببها حتى وقبل حتى أن يُعرض في دور السينما.
تأهب أمني
تأهبت الشرطة في مدن أمريكية كبيرة مع بدء عرض فيلم ”الجوكر“ في دور العرض، بعد أسبوعين من الدعاية للفيلم الذي يدور حول شخصية وحيدة مضطربة تتعرض لتنمر وصعوبات، ما أثار مخاوف من أنه قد يؤدي لاندلاع عنف.
ويجسد يواكين فينيكس شخصية الجوكر، ألد أعداء الرجل الوطواط ”باتمان“ في سلسلة الكتب المصورة الشهيرة، بينما وصفه نقاد السينما بأنه أداء عبقري لكنه مرعب إذ يعرض شخصية انطوائية مضطربة عقليًا يجد صاحبها طريق الشهرة بشكل غير مقصود عبر العنف.
وأظهر مقطع مصور أفراد أمن يرتدون خوذات ويحملون أسلحة أمام دار عرض تعرض فيلم الجوكر في مهرجان نيويورك السينمائي، حيث تم تفتيش حقائب الجمهور كما انتشر رجال شرطة بصحبتهم كلاب بوليسية.
وذكرت الشرطة في نيويورك ولوس انجليس وشيكاغو في بيان أنه ليس لديها علم بتهديدات معينة، لكنها تنشر قوات إضافية أو تراقب عن كثب دور السينما التي تعرض الفيلم.
وذكر موقع ديدلاين المعني بأخبار هوليوود نقلًا عن مسؤول في إنفاذ القانون في نيويورك لم يذكر اسمه، أن رجال شرطة بملابس مدنية سينتشرون داخل بعض دور العرض في المدينة. ولم يتسن التأكد من صحة ذلك من دائرة شرطة نيويورك.
وحظرت اثنتان من سلاسل دور العرض الأمريكية، هما لاند مارك وإيه.إم.سي، دخول المتفرجين الذين يرتدون أزياء وأقنعة أثناء عرض الفيلم، بينما نبهت مجموعة ألامو درافتهاوس لدور العرض الآباء لضرورة عدم اصطحاب الأطفال أثناء مشاهدة الفيلم.
إطلاق نار جماعي
ترتبط شخصية الجوكر بحادث إطلاق نار جماعي في إحدى دور العرض في أورورا بولاية كولورادو في عام 2012 أثناء عرض فيلم ”صعود فارس الظلام“ (ذا دارك نايت رايزز)، وعبرت أسر بعض الضحايا عن قلقها بشأن الفيلم الجديد الذي لن يعرض في المجمع السينمائي في أورورا.
رؤية خيالية غامضة
ينتمي فيلم "الجوكر" إلى الخيال، وهو يبدو كما لو كان يدور في الماضي القريب، فالأزياء والسيارات والملابس والإكسسوارات ، بما في ذلك جهاز التلفزيون البيضاوي الصغير، تنتمي كلها إلى حقبة ماضية قد تكون أوائل الثمانينات، إلاّ أنه يمكن أيضا أن يكون عملا مستقبليا، يقدّم تصوّرا لما يمكن أن يحدث إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه في مدينة "جوثام "Gotham) التي يحافظ الفيلم على اسمها الراسخ في مسلسلات "باتمان"، ولكنه يقدّمها بكل معالم نيويورك الحالية وهو اختيار واضح ومتعمّد بالطبع.
الفيلم يقوم على رؤية مستقلة تخصّ صاحبها، وهي رؤية مستمّدة جزئيا من الخيال المصوّر أساسا، ربما تكون قد تأثّرت على نحو أو آخر، ببعض الجوانب في أفلام أخرى منها أيضا فيلم هيتشكوك الشهير “سايكو”، ولكن في سياق الواقعية التي لا تبتعد عن المسار الصارم الذي يقترب كثيرا من الطابع التسجيلي في خلق مكونات الصورة، أي الالتزام بأسلوب الفيلم الواقعي، وسينما الاحتجاج السياسي والغضب التي عرفتها هوليوود منذ الستينات.
فالجوكر يفشل في أن يصبح مهرّجا كوميديا، ويطرد من كل عمل ألحق به، خاصة بعد أن يسقط منه المسدس الذي كان في جيبه في أحد فصول مدرسة للأطفال كان يقدّم لهم عرضا ضاحكا. ولا تجدي شكواه وتبريراته وأعذاره نفعا بل يتم لفظه بكل قسوة.
وعند كل موقف صعب يقابله في حياته ينفجر آرثر في فاصل من الضحك الهستيري الذي يبدو في نهايته أقرب إلى نوبة من البكاء. هذا الضحك المتواصل الذي يشبه شهقة طويلة، هو غالبا القشرة التي يتستر داخلها آرثر لكي تعوّضه عن الكلام أو التعليق كما أنه يشي أيضا بحالته “العقلية” المضطربة، لكنه ليس هكذا دائما فكثيرا ما نشعر أنه أيضا “يفتعل” هذا الفاصل من الضحك المتواصل العصبي كوسيلة للاحتجاج والرفض والتعبير عن الغضب.
وفي النهاية يصبح "المهرج" القاتل بطلا في عيون الفقراء والملوّنين والمهمّشين من سكان المدينة المنقسمة التي تعاني من التناقضات الطبقية اللعينة.
جوائز بالجملة
نجح فيلم joker في اقتناص جائزة "الأسد الذهبي"، لأفضل فيلم في مهرجان فينسيا السينمائي، في ختام حفل المهرجان، الذي استمر منذ يوم 28 أغسطس الماضي حتى أمس.
وحصد الفيلم إشادة وإعجاب وتصفيق مستمر لمدة 8 دقائق، حصل عليهم النجم خواكين فونيكس بطل الفيلم، والذي تألق في أداء شخصية joker خلفا للنجم الراحل هيث ليدجر، وتسلم تود فيليبس مخرج "الجوكر" الجائزة الكبرى للمهرجان، وفقا لموقع "سي إن إن".
وطرحت شركة "وارنر بروس" في 28 أغسطس الماضي، مع بداية مهرجان فينسيا الإعلان الرسمي الثاني لفيلم joker، والذي حصد أكثر من 21 مليون مشاهدة حتى آلان، ويروي حياة joker الذي ظهر في ثلاثية أفلام batman الشهيرة قبل تحوله للشر.
شهرة قديمة
دائمًا ما تحتل شخصية Joker مكانة خاصة لدى محبي سلسلة الأفلام الشهيرة "باتمان" أو"الرجل الوطواط"، والتي عرضت للمرة الأولى على الشاشات 1989، والذي يجسد مواجهة شرسة بين الشر والخير في مدينة "جوثام" الشهيرة.
وظهرت شخصية joker في فيلم Batman، والذي جسد دوره الممثل الراحل هيث ليدجر، وهو يحارب الخير في المدينة، ويدمرها ما جعل ظهور البطل بروس واين، في شخصية "باتمان" أمرا ضروريا لإنقاذ المدينة.
وعلى مدار 3 أفلام متتالية حملت اسم "باتمان" استطاع ليدجر أن يلعب دور Joker ببراعة، قبل أن يلقى حتفه إثر تناول جرعة زائدة من الدواء؛ ليترك شخصية Joker التي طالما أسرت الملايين من المشاهدين.
وقدّم الممثل كريستيان بيل شخصية "باتمان" في ثلاثة أفلام أمتعت الملايين وهي Batman، وتحكي قصة تحول رجل الأعمال الأمريكي "واين" إلى شخصية "باتمان"، ثم الجزء الثاني Batman Returns، في عام 1992، انتهاء بالجزء الأخير الذي اعتبر نهاية سلسلة من الصراع الملحمي بين الشر والخير، في فيلم The Dark Knight Rises الذي عرض في عام 2012.