صاحب الـ”هيبتا” وجوكر الأعمال.. ماجد الكدواني الناضج بزيادة
كتبت عزة عبد الحميدفي كل لعبة لابد أن يكون هناك جوكر، يتحكم بها وتكون بيده خطوطها وتوازنتها، وكذلك الحال في أي عمل فني، لابد من وجود نجم عدم ظهوره يؤدي إلى خلل، ووجوده يكون الميزان الضابط للمشاهدة، وماجد االكدواني هو أحد أهم ركائز هذه اللعبة وتلك الأدوار، فمبجرد ظهوره على الشاشة تكون المعادلة الفنية متكاملة.
بدايات ماجد الكدواني الفنية
بدأ "الكدواني"، عن طريق المسرح ثم انتقل بين الأدوار الصغيرة كأي فنان مبتدأ، استعان بزيادة وزنه في الأدوار الكوميديا، والتي نجح فيها بلا شك، فظهر مثلا بدور "المر بزيادة"، الذي ظل منذ عرض هذا الفيلم وحتى اليوم يتناول الجمهور الأفيهات الخاصة به.
كون مع صديقه كريم عبد العزيز تيمة عمل كوميدية حققت لهما شعبية كبيرة من خلال أدوارهم في فيلم "حرامية في تايلند" و"حرامية في كي جي تو"، ومع انتقال ماجد الكدواني من دور لدور على مدار 6 سنوات بدأت في عام 2011، استطاع أن يكوّن شخصيته الفنية الجبارة، التي تجعله بمجرد ظهوره على الشاشة لم ينتظر منه الجمهور فقط "أفيه" للضحك، بل ينتظر تمثيل وبراعة وإدراك للدور يتحول إلى انسجام من المشاهدين.
قدم عدد من الأدوار ابتعدت تمامًا عن الكوميديا التي بدأ بها، والذي يشهد له الجميع بذكائه في اختيار تلك الأدوار ويشيد بموهبته في تجسيدها، فرأيناه في "كباريه" بمشاهد تجعلك تكرهه وتتعاطف معه في نفس الوقت، ثم "الفرح" الذي أتقن به دور النبطشي ببراعة ومهارة فائقة، بالإضافة إلى "مارد الكدواني" في فيلم "طير أنت" الذي جسد كوميداه بصورة مختلفة زاددت من شعبيته، وكوّن بعدها تيمة آخرى مع الفنان أحمد مكي لكي يكون جزء لا يتجزأ من المعادلة الناجحة المتحكم بأوراق نجاح العمل ورأينا ذلك في فيلم "لا تراجع ولا استسلام" و"سيما علي بابا".
- اقرأ ايضا: آثار الحكيم نجمة من أفراد البيت المصري
تحول الكدواني الفني
مع بداية عام 2014، بدأ ماجد الكدواني مرحلة جديدة من النضج الفني والوعي التي أبهرت الجميع به، فهو الفنان القادر على تجسيد أي دور، وإقناعك به و خلق الكوميديا من الشجن والحزن، فرأيناه في ثوب جديد وبجيد جديد أيضًا بعد أن فقد الكثير من وزنه، معلنًا عن مرحلة جديدة جعلت الجمهور يصفق له بحرارة لدرجة ظهوره بمشهد في مسلسل "تحت السيطرة"، قلب كل الموازين لصالحه، فظهر لدينا بأدواره في " ساعة ونص" و"ديكور" و" قبل زحمة الصيف"، وغيرهم.
فيلم هيبتا
وكان من الطفرة التي قام بها هو فيلم "هيبتا" والذي يستعد لتصوير الجزء الثاني منه مع آسر ياسين، والذي جمع لعبة الفيلم كلها بيده وهو جالس، قدم كل مشاهده باستثناء واحدًا منهم، ثم يظهر سمير عليوة في "الأصليين" بمباراة تمثيلية بين كلًا من ماجد الكدواني و خالد الصاوي و منة شلبي، ليؤكد أنه ممثل من العيار الثقيل جدًا، المتحكم بالفعل في أوراق أي عمل فني يقوم به.
ثم تأتي النهاية حتى الآن بـ"تراب الماس" الذي ظهر بدور الضابط الفاسد والذي احكمه بدقة، ثم "نادي الرجال السري" ليعود إلى تيمته الأولى كريم عبد العزيز، والذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
حصد "الكدواني" جائزة المركز الكاثوليكي للسينما، كما حصل جائزة التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم عام 2013.