الرقص الشرقي ”أصلة مصري” .. فن راقي ”يتمايل” منذ الأربعينيات
عزة عبد الحميد"على ورق الفل دلعني".. كانت مصر دائمًا وأبدًا منبع الشهرة منذ بداية أقدم أنواع الفنون في مصر وهو الرقص الشرقي ، الذي يعد أحد أهم تلك الفنون التي بدأت في مصر، ولم يقتصر على النوادي الليلية التي بدأوا منها، لكن كوّنوا من خلال فرق كاملة كانت تقدم عددا من الفنون منها المونولوج والمزيكا فقط، ليكون الرقص هو الفرقة الأخيرة لنجمة المكان.
لم يقتصر عمل راقصات بداية التسعينات على النوادي الليلية فقط، ولكن دخلن أغلبهن عالم السينما وحظين بشهرة كبيرة، حيث أن النوادي الليلة كانت مكانًا لأصحاب الطبقات الراقية، ومن هؤلاء كانت سامية جمال وتحية كاريوكا وغيرهن.
البداية
كانت "بمبة كشر" من أوائل الراقصات في مصر والتي ولدت عام 1860، وهي تنحدر من أصول تركية وكان والدها مقارئ للقرآن وجدها هو السلطان مصطفى كشر، ولم يمنعها هذا من إظهار موهبتها في الرقص وهي بعمر الـ14 عاما، لتكون بعدها فرقة وتصبح من أشهر الفرق الاستعراضية بمصر.
بديعة مصابني
لم تكن "مصابني" من أصول مصرية ، فهي سورية لبنانية وعاشت حياتها بمصر، حازت فرقة بديعة مصابني على شهرة كبير في جميع أنجاء مصر، فهي لم تقتصر على الرقص فقط، بل وكل من هوى التمثيل وأراد أن يصل للجمهور انضم إلى هذه الفرقة، وكان من هؤلاء نجيب الريحاني وإسماعيل يس وغيرهم.
وتكون هي صاحبة المدرسة الأولى للرقص الشرقي في مصر، والتي ظل اسمها علامة في عالم الفن حتى يومنا هذا، وهي من بدأت في تأسيس الكازينوهات التي يرتادها كبار رجال الدولة والسياسة.
جيل الأربعينات
ظهر في هذه الأثناء اثنان من أشهر وأمهر الراقصات في مصر وهما تحية كاريوكا صاحبة التاريخ السياسي والفني الأغنى كثيرًا عن "جمال"، فقد شغلت كاريوكا نفسها بالرقص في البداية إلى أن اعتزلت الرقص في الأماكن العامة ، واهتمت بالسينما لتكون أحد نجماتها، ثم ثبتت أقدامها بمشاركتها في الحياة العامة والسياسية، ليظل اسم "كاريوكا"، أيقونة دائمة للفن والأصالة .
فيما تميزت سامية جمال بأنها ليس بالشرقي إلا أنه استعراضي بشكل أكبر، فكانت مدرسة مختلفة عما تقدمه "كاريوكا"، بمدرستها، وكان يُطلق عليها صاحبة طلة "الدلع"، والرقة بالرقص.
سهير زكي
كانت صاحبة الطلة والظهور المختلفة دائمًا، كانت بدايتها بمدينة الاسكندرية وانتقلت لعدها إلى القاهرة، ورقصت ببرامج "أضواء المسرح"، الذي اشتهرت بعده.
فهي أول من هز عرش أم كلثوم بالرقص على أغنياتها، وكانت مشاركتها بالأفلام مميزة، بالإضافة إلى جمهورها الذي جعل منها مدرسة للرقص الهادئ ذو الخبرة، كما كان يطلق عليها، ومن نجاحات "زكي"، أنه تم تسجيل موسيقاها على شرائط كاسيت استمرت بعد حياتها لسنوات.
كما أن "زكي" رقصت في حفلات جميع أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، والتونسي حبيب بورقيبة، وشاه إيران.
نجوى فؤاد
بدأت مشوارها مع الرقص الشرقي وهي بعمر 12 عاما، في الأفراح والصالات، بعد انتقالها من الاسكندرية إلى القاهرة، وتعرفت في وقت مبكر على مجموعة من نجوم الفن، الذين ساعدوها في دخول عالم السينما مبكرًا لتكون راقصة سينمائية، وتأتي شهرتها من هنا.
تعد هي من أكثر الراقصات التي ظهرت بأعمال سينمائية، وقدمت أدوار مختلفة عن دورها الأساسي في الحياة كونها راقصة، تميزت برقصها خفيف الظل الذي صاحبه ظهور في أفلام كوميدية ولايت كثيرًا زمن الأبيض والأسود، وصنعت "فؤاد" اسم له علامة في عالم الرقص والراقصات المصريات.