الواحد بيقابل نفسه.. ”الاختيار” الذي حير ”العلايلي” و”شاهين” وهاجم ناصر
كتبت عزة عبد الحميد"عارفين الواحد بيقابل مين في آخر الرحلة؟، بيقابل نفسه، ولما أقابل نفسي عايز أكون سكران"، كانت هذه الجملة من أشهر الجمل الحوارية بفيلم "الاختيار"، التي تم عرضه عام 1971.
كان هذا الفيلم هو أول ما هاجم به المخرج يوسف شاهين، نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو الصراع والانقسام الذي حدث في الشارع المصري بعد هزيمة 1976، وحدث هذا بعد أن كان "شاهين" أحد مريدي نظامه، والذي قام بالربط بينه وبين الزعيم صلاح الدين الأيوبي عن طريق فيلم"الناصر صلاح الدين".
ظهرت فكرة هذا الفيلم بالإشتراك مع كلًا من يوسف شاهين والفنان عزت العلايلي، واتفقا على أن يكون "العلايلي"، هو مخرج العمل، و"جو" هو البطل الذي سيؤدي دور الدكتور والبحار التؤمين.
فبدأت قصة الفيلم بأن ذهب الاثنان إلى الأديب العالمي نجيب محفوظ، ليكتب لهما قصة الفيلم، ووافق الأخير على ذلك، وبعد تركاه أسبوع عادا إليه ليجدوه قد أنهى كتابة قصة العمل.
تراجع يوسف شاهين في اللحظات الأخيرة عن تأدية بطولة الفيلم، ليرشح للعمل رشدي أباظة، الذي رفض الدور، وبعدها عرض العمل على العندليب عبد الحليم حافظ، ليرفض أيضًا أن يشارك بعمل لن يعني فيه، وفي النهاية يلجأ "شاهين"، إلى محمود ياسين الذي يتراجع أيضًا عن إسناد الدور له لعمله في "نحن لا نزرع الشوك".
وأيضًا البطولة النسائية لم تسلم من الحيرة، فقد رُشحت في البداية نجوى إبراهيم التي شاركت مع "شاهين"، في فيلم "الأرض"، ولكنها لم توافق لما صرحت بوجود مشاهد خارجة بالعمل، ليقع الاختيار على السندريلا سعاد حسني.
ويقرر يوسف شاهين أن يقلب جميع أوراق العمل، بأن يصبح هو المخرج، ويأتي العلايلي كبطل للفيلم، وكأن القدر ساهم في أن يخرج هذا العمل بأفضل ما يكون، بمن شاركوا في هذا العمل وهما عزت العلايلي وسعاد حسني و هدى سلطان وسيف عبد الرحمن ومحمود المليجي.