أسامة الأزهري: عمر بن الخطاب سمح لمصري بضرب نجل عمر بن العاص قصاصا
محمد عليقال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن عمر بن الخطاب، كان يحاسب المرؤوسين عنده، ويجري الإجراءات التفقدية التي يرى فيها سيرهم في العمل، ومدى دقة انضباطهم في العمل، وهو ما ظهر في قصة شهيرة لرجل جاءه من مصر، فلما وافاه قال يا أمير المؤمنين عائذ بك –أي أستغيث بك-، فرد عليه قائلا: عُذت بمعاذ –تحت أمرك-.
وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أن الرجل أخبره أنه سابق ابنا لعمرو بن العاص –والي مصر وقتها- فسبقه لكنه ضربه، وقال له «أتسبق ابن الأكرمين؟!».
وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «عندما عُرضت المشكلة على عمر أدرك فداحة الأزمة، فكأن ابن عمر بن العاص داس على سلك كهرباء عاري لأنه أهان كرامة مصري، فكتب إلى عمرو بن العاص بأن يقدم إليه مع نجله، ولكي تصل هذه الرسالة إلى مصر كانت في حاجة إلى أسبوعين على أقل تقدير، وعندما تصل الرسالة إلى عمرو بن العاص ويأتي إلى مصر فإن هذا الأمر سيستغرق شهر، وطيلة هذه المدة نزل الشاكي في الضيافة العمرية معززا ومكرما، وأنا واثق من أن سيدنا عمر ظل شهرا كاملا كأنه يطبطب على كرامته ويجبر بخاطره».
موضوعات ذات صلة
- الأزهري: الفاروق عمر أول من أعطى فقراء أهل الذمة من بيت مال المسلمين
- الأزهري: سيدنا عمر بن الخطاب كان رئيسا للدولة بمقومات أدهشت الكثيرين
- علي جمعة: عقبة بن عامر علم المصريين القرآن.. وصوتهم جميل بسببه
- الأزهري: أبو بكر الصديق أدار 3 ملفات عصيبة وأنهى أزمات الأمة الإسلامية
- أسامة الأزهري عن أبي بكر الصديق: الرسول أعده للقيادة على مدار عقود
- الأزهري: حذيفة بن اليمان كان رئيس المخابرات في العهد النبوي
- الأزهري: مهنة الخادم عمل بها بعض الصحابة الكرام
- أسامة الأزهري: مهنة البواب امتهنها كبار الصحابة
- الأزهري: أكابر الصحابة لم ينهروا بواب النبي
- الأزهري: 12 ألف صحابي دخلوا مصر وكان بها أكبر تجمع بعد البقيع الشريف
- أسامة الأزهري: الصحابي جزء بن سهيل أدى مهنة الوزارة بحذافيرها
- أسامة الأزهري: النبي أوفد 47 سفيرا خلال 4 سنوات فقط
وأردف الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «وعندما جاء عمرو بن العاص ونجله تعرف عليه الرجل، وأعطاه عمر صوط الكرباج وضرب منه أن يضربه كما ضربه، فاستوفى الرجل حقه وضربه، ولم تم هذا، طلب منه سيدنا عمر أن يضرب أباه عمرو بن العاص، لأن ابنه ضربه مستندا إلى سلطان أبيه ثم واجه عمرو بن العاص بكلمة خالدة من أعظم ما روي به عن لسان عمر، وهي متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
وأشار أسامة الأزهري، إلى أن هذا المشهد يكشف الطابع الذي لا يقبل كلمة لا تخدش من كلمة ومكانة وكرامة الإنسان المصري، لأنه أصيل ومتوارث ومقدر عند سيدنا عمر، إذ لم يسمح لأحد قط أن ينتهك او يتجاوز هذا المعنى، وكأنه يرى أن أشرف الطباع في البلاد التي يحكمها ويعززها وينميها ويبقيها وأن هذا من معين الدين وميراث النبوة ان يبقى في مصر هذا الشعور بالعزة والكرامة.