رهن مكتبه وبيته من أجل تصويره.. أسرار أحمد زكي لتجسيد شخصية السادات
كتب أحمد تركيعاش ومات وهو يبدع حتى أخر نفس فى حياته، وأعطى لكل عمل من أعماله جزء من عمره وروحه وكيانه فاستطاع أن يقنعنا بأنه الرئيس والبواب والوزير والتاجر والمصور والطالب والمدرس وتاجر المخدرات والضابط، وأنه طه حسين وعبدالناصر والسادات، وغيرهم.
هكذا عاش ومات النمر الأسود الفنان الكبير أحمد زكى الذى رحل عن عالمنا بجسده منذ 17 عاماً فى مثل هذا اليوم الموافق 27 مارس من عام 2005 ، ولكن تبقى أعماله خالدة شاهدة على إبداعه وإخلاصه لفنه حاضرة فى وجدان الملايين إلى الأبد.
استطاع أحمد زكى أن يجسد شخصيات مختلفة تمام الاختلاف فيتوحد مع كل منها ويتقمصها وتشعر أنه هو ذات الشخص الذى يجسده، وهكذا استطاع أن يجسد شخصيتى الرئيسان جمال عبدالناصر والسادات رغم الاختلاف بينهما ورغم اختلافه مع بعض مواقف كل منهما، ولذلك تعجب الكثيرون حين قرر أحمد زكى أن يجسد شخصية السادات فى فيلم أيام السادات بعد قيامه بدور عبدالناصر فى ناصر 56.
موضوعات ذات صلة
- تأجيل محاكمة قاتل جدته فى البساتين لـ25 أبريل المقبل
- إصابة شابين فى حادث تصادم دراجة بخارية بسيارة فى بورسعيد
- تأجيل محكمة المتهم بالابتزاز الإلكترونى لطلبة البيطرى بالشرقية لأول يونيو
- عاجل.. المحكمة الاقتصادية تبريء مرتضى منصور من هذه التهمة
- الصحة: مصر خالية من شلل الأطفال والحملة القومية للحفاظ على السجل الخالٍ
- وزيرة البيئة: توجيهات رئاسية بدمج الشباب ضمن مؤتمر المناخ
- المركز الأمريكي للعدالة يدعو إلى الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في اليمن
- عاجل.. السيسى يوجه بتطوير الجهود للاستفادة من الموارد البترولية
- منافسة اشتراكية لماكرون في الانتخابات تدعو لإبقاء سن التقاعد عند 62 عاما
- في يوم الجار.. 5 طرق فعالة مع الجيران
- «عبدالغفار» يوجه بزيادة طاقة حضانات الأطفال بمستشفى هليوبوليس
- الجيش الأوكراني: القوات الروسية تتجه إلى بيلاروس لإعادة تنظيم صفوفها
ولكن فى حوار نادر أجاب أحمد زكى عن العديد من التساؤلات حول قيامه بتجسيد شخصيتى الرئيسان عبدالناصر والسادات وكان ذلك أثناء فترة إعداد فيلم أيام السادات الذى تكلف النمر الأسود بإنتاجه.
وخلال الحوار أكد النجم الكبير أنه أنفق كل ما يملك لإنتاج الفيلم حتى أنه رهن مكتبه وبيته رغم أنه يعلم أنه قد لا يحقق مكاسب كبيرة، ورغم ما واجهه من انتقادات وهجوم فترة إعداد الفيلم وقبل عرضه من المعارضين للسادات، ولكنه فعل ذلك لأنه يحمل رسالة وهى تقديم بعض الشخصيات للأجيال القادمة كما فعل وقدم شخصية عميد الأدب العربى طه حسين وشخصية الزعيم جال عبدالناصر.
وكشف النمر الأسود أن الرئيس السادات بنفسه هو الذى رشحه لأداء شخصيته قبل وفاته وعندما بدأ التفكير فى تقديم كتابه البحث عن الذات كعمل فنى وحينها قال الرئيس السادات للمخرج يحيى العلمى أنه يرى أن أنسب فنان يصلح لتجسيد شخصيته هو الذى قدم شخصية طه حسين فى مسلسل الأيام لأنه يشبهه، وفرح أحمد زكى بهذا الرأى.
وأشار الفنان الراحل خلال الحوار إلى أنه ابن عبدالناصر وابن ثورة يوليو ومن بسطاء الشعب الذين تعلموا بفضل الثورة وفرحوا لانتصاراتها وتجرعوا انكساراتها، وأنه رغم معارضته للسادات فى بعض المواقف إلا أنه لا أحد ينكر قدرته على الخداع الاستراتيجى الذى حير العالم وأنه بطل الحرب وصاحب قرار العبور.
وقال: "زعلت منه بسبب اعتقالات سبتمبر ولم أفهم لماذا حدثت كما لم أفهم قرار الهرولة للسلام وهل هو قرار صحيح أم لا"، مؤكدا أنه حين يقدم شخصية تاريخية يريد أن يوضح للناس نقاط مضيئة فى تاريخهم وتجسيد لحظات حاسمة فى تاريخ الوطن بصرف النظر عن انتقاده لبعض مواقف الشخصية التى يؤديها.
وأشار إلى أنه ليس له مصلحة فى تجسيد شخصية رئيس بعد وفاته بعشرين عاما، فى الوقت الذى كان يمكنه القيام ببطولة 4 أو 5 أفلام تحقق له عائد مادى كبير.
وأكد النمر الاسود أن الكثيرين انتقدوه قبل أن ينتهى من فيلم السادات لأنهم لم يستوعبوا كيف يقدم شخصية عبد الناصر ثم يقدم شخصية السادات، قائلا: "أستطيع أن أفعل ذلك"، ووجه كلمة لمن انتقدوه قبل أن ينتهى من فيلم السادات "حضروا الحجارة واستنوا لما تشوفوا الفيلم".