مع الذكرى العاشرة.. كيف قضت مصر على الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو؟
سمر منيربعد أن قرر الشعب المصري في 30 يونيو 2013 تنحية جماعة الإخوان عن حكم مصر، وهو ما استجاب له الجيش المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك برتبة فريق أول، لم تهدأ الجماعة الإرهابية حتى اتخذت طريق الدم مسلكًا للانتقام من الشعب وجيشه، غير مبالية بأرواح المواطنين الأبرياء وغير مبالية كذلك بالوطن وترابه الذي سبق وأن حاولوا هدمه.
ومع الذكرى العاشرة على ثورة الشعب نذكر في السطور التالية كيف وعلى الرغم من هذا الطريق الدموي، استطاع هذا الشعب المصري وجيشه في سنوات قليلة أن يذهبوا بأعداء الوطن إلى حيث لا رجعة، حيث دفعوا فاتورة مشتركة من التضحيات الطويلة التي سطرتها دماء أفراد الجيش والشعب المصري.
اللواء عمر الزيات: القضاء على الإرهاب كان بفضل تعاون الجيش والشعب معًا
موضوعات ذات صلة
- سداد مليون ونصف اشتراكات التأمين الصحي الشامل للأسر الأولى بالرعاية ببورسعيد
- 9 سنوات إنجازات.. 1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة وتوشكى الخير ”شرايين تنمية”
- ماذا فعل المغرب لمواجهة أزمة الجفاف؟.. خبير مياه يوضح
- حسام غالي رئيسًا لبعثة الأهلي في المغرب لمواجهة الوداد
- فى ذكرى رحيله.. محطات من حياة شرير السينما المصرية محمود المليجي
- قبل انطلاق جسر ”مصر للطيران” الجوي.. تعليمات جديدة للحجاج
- مؤتمر صحفى بمجلس الوزراء بعد قليل عقب توقيع وثيقة مشروع ”الكهرباء من الرياح”
- غداك عندنا..طريقة عمل الكشري، في حلة واحدة وأحلى من الجاهز
- فوائد الحبهان يحمي من الأمراض المزمنة ويحسن المزاج
- سموحة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة سيراميكا بالدورى
- القصير يستقبل مستشار منظمة الأغذية والزراعة ”الفاو” لبحث المشروعات المشتركة
- مصر تستعرض تجربتها في إعداد الاستراتجيية القومية للإسكان وتطوير العشوائيات
اللواء عمرو الزيات الخبير الأمني، أكد في حديثه أن مصر استطاعت عقب ثورة يونيو أن تقضي على الإرهاب بفضل إرادة الشعب القوية وتكاتفه مع جيشه، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان كانت تهدد البلاد بدخول أعداد كبيرة من التكفيريين من جماعة داعش الإرهابية وغيرها من الدول المجاورة بهدف السيطرة عليها وتقسيمها.
وأكد الزيات أن الجيش استطاع إحباط كل هذا المخطط الفاسد الخاص بالجماعة التكفيرية بفضل قوته وإيمانه وكذلك إيمان الشعب به وبأنه الذرع الحامي للأبد للبلاد، وهو ما أدى إلى تكاتف الجيش والشعب فأصبحوا "الجيش والشعب إيد واحدة" ضد الإرهاب، مما أدى إلى رعب هؤلاء التكفيريين وهروبهم إلى غير رجعة.
كيف بدأت سلسلة القضاء على الإرهاب؟
- شهد عام 2014 زيادة للهجمات الإرهابية إذ بلغ عددها 222 عملية، وكانت أبرز تلك العمليات هجوم تنظيم أنصار بيت المقدس على كمين كرم القواديس بشمال سيناء، والذي أسفر عن استشهاد 30 جنديًا وإصابة 31 آخرين.
- في العام نفسه قام عدد من العناصر الإرهابية بتفجير حافلة سياحية وذلك بواسطة فرد انتحاري في مدينة طابا والتي أسفرت عن وفاة 4 بينهم سائق مصري وإصابة 17 آخرين.
- ذروة العمليات الإرهابية في مصر كانت بعام 2015 إذ وصل عدد العمليات الإرهابية إلى 594 عملية.
- كانت أبرز تلك العمليات هي هجوم 1 يوليو في الشيخ زويد بشمال سيناء، والذي كان الهجوم الأكبر والأعنف على قوات الجيش منذ ظهور الإرهاب وحتى الأن، وأصبح ملحمة سطرتها قوات الجيش المصري بعد نجاحها في إحباط الهجوم الذي كان يهدف إلى السيطرة على المدينة، وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة، وذلك بفضل الخطة الأمنية المحكمة ومهارة أبطال الجيش المصري المقاتلين.
- انخفضت العمليات في عام 2016 إلى 199 عملية، بينما لم تتجاوز 50 عملية إرهابية في 2017.
ولكن لم تهدأ القوات الإرهابية في ذلك العام، وحاولت أن تقوم بأعمال إرهابية الضخمة لتفسد مجهودات الدولة فقامت بتنفيذ هجوم دموي على مسجد الروضة ببئر العبد، وأسفر عن استشهاد 305 من المواطنين الأبرياء وكان من بينهم أطفال، وإصابة 128 آخرين.
- ظهر التباين الشديد في أعداد العمليات الإرهابية بفضل جهود الدولة بشكل واضح عام2018 إذ تقلصت فيه أعدادها إلى 8 عمليات فقط.
- أما عام ٢٠١٩ فلم تشهد مصر فيه سوى عمليتين إرهابيتين وهما تفجير معهد الأورام الذي أدى إلى استشهاد ١٩ شخصًا وإصابة ٣٠ آخرين، والتفجير الانتحاري الذي وقع بمنطقة الدرب الأحمر وكان خلال مطاردة أمنية، ما أسفر عن استشهاد ٣ من رجال الشرطة بينهم المقدم رامي هلال بقطاع الأمن الوطني.
ولكن كيف كانت المكافحة؟
على المستوى الأمني:
كانت أولى عمليات المواجهات الأمنية مع الإرهاب عام 2011عقب الهجوم على قسم ثاني العريش، كما تم إطلاق العملية العسكرية (نسر – 1) لضرب أماكن وجود الجماعات الإرهابية التي قامت بتنفيذ الهجوم.
قام الجيش بالعملية الثانية (نسر – 2) التي استهدفت الثأر من المجموعة الإرهابية التي قامت بتنفيذ الهجوم على النقطة العسكرية.
- في سبتمبر 2013 أعلنت القوات المسلحة والشرطة عن القيام بحملة عسكرية موسعة في أغلب المحافظات المصرية وفي مقدمتها شمال سيناء لتعقب العناصر الإرهابية والإجرامية، وذلك في الوقت الذي كانت فيه حدة العمليات الإرهابية مرتفعة.
- في أكتوبر عام 2014 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب هجوم كرم القواديس القرار الجمهوري رقم 366 لسنة 2014 بشأن إعلان حالة الطوارئ، كما تم فرض حظر التجوال وغلق معبر رفح والبدء في إخلاء المنازل الواقعة على مسافة 1 كم من الشريط الحدودي في مدينة رفح بطول 14 كم وذلك لفرض السيطرة على تلك المنطقة التي يوجد بها الكثير من الأنفاق.
- في 7 سبتمبر 2015، أعلنت القوات المسلحة عن إطلاق عملية عسكرية شاملة لمواجهة الإرهاب بمناطق (رفح – الشيخ زويد – العريش) وذلك تحت اسم عملية “حق الشهيد”، وتم خلالها تصفية عدد كبير من العناصر الإرهابية وكذلك القبض على عدد آخر منهم.
- وفي 3 يناير 2016 أطلقت القوات المسلحة المرحلة الثانية من عملية حق الشهيد، وكذلك وفي 25 مايو من نفس العام أطلقت المرحلة الثالثة، وشاركت في العملية مقاتلات إف – 16 ومروحيات الأباتشي لتوفير الدعم والغطاء الجوي للقوات الأرضية، وتم خلالها القضاء على الجزء الأكبر من البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية.
- وفي 9 فبراير 2018، أعلنت القوات المسلحة عن تنفيذ عملية عسكرية لمواجهة العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى في دلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل وذلك بغرض إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية.
على المستوى التشريعي
- قامت مصر كذلك بالعديد من الإجراءات من خلال إصدار حزمة من التشريعات القانونية لمحاربة ومكافحة الإرهاب، وفي مقدمتها قانون مكافحة الإرهاب رقم 94 لسنة 2015.
- كما أصدرت قانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين رقم 8 لسنة 2015.
- عام 2017 تم إدخال تعديلات على القانونيين السابقين، بصدور القانون رقم 11 لسنة 2017 بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب وقانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين.
- بينما في عام 2018 صدر قانون رقم 22 لسنة 2018 بتنظيم إجراءات التحفظ والحصر والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية والإرهابيين.
- وفي مارس 2021 أدخلت تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب رقم 94 لسنة 2015، بالإضافة إلى قانوني العقوبات ومكافحة غسل الأموال رقم 80 لسنة 2002.
على المستوى الفكري
استطاعت الدولة كذلك محاربة الإرهاب باستخدام بالتسلح فكريًا، إيمانًا منها بضرورة تبني استراتيجية كاملة لتلك المكافحة.
إذ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتصف عام 2017 تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، وهو الذي من شأنه الاختصاص بصياغة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة كافة أشكال الإرهاب والتطرف واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها.