السيسي في أسبوع.. يتابع استعدادات رئاسة الاتحاد الأفريقي.. ويلتقي وفد ألماني
كتب محمد الصيادشهد الأسبوع الرئاسي نشاطاً حافلاً، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي، والأوقاف، والكهرباء والطاقة المتجددة، والخارجية، والاستثمار والتعاون الدولي، والتعليم العالي والبحث العلمي، والنقل، والثقافة، والمالية، والصحة والسكان، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس المخابرات العامة، ومساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية.
وتناول الاجتماع متابعة الإعداد لرئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي، المزمع انطلاقه في 10 فبراير الجاري، وكذلك استعراض خطة التحرك المصرية في هذا الإطار.
وكلف الرئيس السيسي بتوسيع دائرة التعاون مع الدول الأفريقية الأشقاء ومد جسور التواصل الحضاري مع كافة شعوبها، وكذلك تفعيل القوى المصرية الناعمة بالقارة والانخراط بفعالية في صياغة وتطوير مبادئ وآليات العمل الأفريقي المشترك تحقيقًا للمنفعة لجميع الدول الأفريقية فيما يتعلق بالقضايا المحورية التي تمسها، خاصةً الملفات التنموية وملفات صون السلم والأمن في أفريقيا.
الكونغو الديمقراطية
واستقبل الرئيس السيسي، وفدًا سياسيًا رفيع المستوى من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ممثلًا عن كلٍ من الرئيس الكونغولي الحالي "فيلكس تشيسيكيدي" والرئيس السابق "جوزيف كابيلا"، وذلك بحضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وطلب الرئيس نقل تحياته للرئيس "تشيسيكيدي" و"كابيلا"، معربًا عن اعتزاز مصر بعلاقات التعاون المتميزة مع الكونغو الديمقراطية في شتى المجالات، مؤكدًا حرص مصر على الاستمرار في توظيف إمكاناتها لدعم الكونغو الديمقراطية في المجالات التنموية والفنية المختلفة، وذلك بالتوازي مع دفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
كما تقدم الرئيس بالتهنئة للشعب الكونغولي على نجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية التي أجرتها الكونغو الديمقراطية الشقيقة يوم 30 ديسمبر 2018 بالاعتماد على جهودها الذاتية ودون تلقى أية مساعدات في هذا الشأن من أية جهة خارجية، وما ترتب على ذلك من توافق أدى إلى الانتقال الهادئ للسلطة إلى الرئيس "تشيسيكيدي"، مشيدًا بالحكمة والرؤية الثاقبة للرئيس السابق "كابيلا" في إدارة العملية الانتخابية رغم كل التحديات، ومؤكدًا أهمية دعم نتائج الانتخابات من أجل حماية الاستقرار والأمن والسلام في الكونغو الديمقراطية.
وأكد الرئيس أن مصر ستظل صديقًا داعمًا لجمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، وستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي وكذا في إطار التعاون الثنائي القائم على مساندة الشعب الكونغولي سياسيًا وتنمويًا خلال المرحلة المهمة القادمة للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.
وأعرب عن تطلع مصر لأن تكون التطورات الجارية في الكونغو الديمقراطية مقدمة للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وهو الأمر البالغ الأهمية لدفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستفادة من الموارد الغنية والقدرات البشرية التي تمتلكها.
الوفد الألماني
واستقبل الرئيس السيسي، بيتر التماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، وذلك بحضور الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، بالإضافة إلى السفير "يوليوس جيورج لوي" سفير ألمانيا بالقاهرة.
ورحب الرئيس بوزير الاقتصاد الألماني لمصر، والذي يرافقه وفد كبير من أعضاء البرلمان الألماني ومسئولي كبرى الشركات الألمانية، مشيدًا بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين مصر وألمانيا في مختلف المجالات، بما يتيح مزيدًا من فرص تعزيز التعاون الثنائي خاصة في الملف الاقتصادي.
كما رحب الرئيس بعقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة، والتي تمثل منصة هامة لدفع التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات، ومنها الصناعة والتجارة والاستثمار، والطاقة والنقل والبنية التحتية، والسياحة والتعليم العالي.
وأعرب عن تطلعه لجذب مزيد من الاستثمارات الألمانية إلى مصر، خاصة في ضوء ما تتمتع به مصر من مزايا عديدة، مثل الاستقرار والبنية التحتية المتطورة والأيدي العاملة الماهرة، مؤكدًا أن إرادة الشعب المصري في الحفاظ على بلاده وتنميتها هي خير ضمانة لاستدامة الاستثمار.
وفد الشركات الألمانية
كما استقبل الرئيس السيسي وفدًا يضم رؤساء وممثلي كبرى الشركات الألمانية بالإضافة إلى عدد من أعضاء البرلمان الألماني "البوندستاج"، وذلك بحضور وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، والدكتورة سحر نصر، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة.
وأعرب الرئيس خلال الاجتماع عن تقدير مصر للدور الذي تضطلع به الشركات الألمانية كشريك في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وأوضح أن مصر خطت خطوات كبيرة على صعيد تحقيق تطلعات شعبها في تحقيق الاستقرار على أسس راسخة، باعتبار أن ذلك يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي، مؤكدًا أن الإرادة الشعبية لها الدور الحاسم في توفير الاستقرار اللازم لتطوير الاقتصاد والانطلاق به إلى آفاق تنموية أرحب.
برنامج الإصلاح الاقتصادي
كما أكد الرئيس أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الجاري تنفيذه، يركز على توفير الموارد لزيادة الإنفاق على تطوير منظومتي الصحة والتعليم، بهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصري، مع مراعاة البعد الاجتماعي عبر دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
وأشار الرئيس إلى أنه إدراكًا من الدولة لأهمية الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في النهوض الاقتصادي وعملية التنمية، تم تطبيق سياسات تهدف إلى توفير بيئة أعمال جاﺫبة وتنافسية، وإطار تنظيمي محفز للاستثمار، وسن حزمة متكاملة من التشريعات لتذليل العقبات التي كانت تعوق عمل القطاع الخاص، وإعداد خريطة استثمارية شاملة تغطى كافة القطاعات الاقتصادية، فضلًا عن تكثيف جهود مكافحة الفساد.
كما نوه الرئيس إلى ما تنفذه الدولة كذلك من مشروعات تنموية كبرى لتحفيز الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وتوفير مزيد من فرص العمل، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
يوكيا أمانو
ورحب الرئيس السيسي بـ«يوكيا أمانو» مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيدًا بجهود "أمانو" لتفعيل الدور المهم للوكالة، لا سيما في إطار العمل على ضمان سلمية استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية على مستوى العالم، ودعم مساعي نشر السلام والأمن الدوليين، وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي يوكيا أمانو، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وأشار الرئيس إلى مساعي مصر للتوجه نحو الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لخدمة أهدافها التنموية من خلال إنشاء المحطة النووية بالضبعة، مؤكدًا اهتمام مصر بتعزيز علاقات التعاون الراسخة مع الوكالة طبقًا للالتزامات القانونية القائمة بين الطرفين، خاصةً على صعيد التعاون الفني وتطبيق نظام الضمانات الشاملة للوكالة.
وشدد الرئيس على حرص مصر على تطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال الأمان والأمن النووي في إطار مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، معربًا عن تطلع مصر للتعاون الكامل مع الوكالة للاستفادة من خبراتها في مجال تدريب وتأهيل الكوادر، بما يدعم عملية تشغيل وصيانة المحطة النووية.
وأعرب الرئيس في ختام اللقاء عن تطلع مصر لقيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببذل مزيد من الجهد لدعم مساعي إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، بما يسهم في تعزيز استقرار وأمن المنطقة، أخذًا في الاعتبار الدور المصري المحوري لتنسيق التحرك العربي في هذا الصدد.
وزير خارجية بوروندي
كما رحّب الرئيس السيسي، بوزير خارجية بوروندي وطلب نقل تحياته إلى الرئيس "بيير نكرونزيزا"، معربًا عن اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين البلدين وحرصها على تطوير العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، بما في ذلك مواصلة نقل الخبرات وبناء القدرات البوروندية من خلال الدورات والمنح التي تقدمها مصر وتسهم في بناء الكوادر البوروندية، فضلًا عن دعم قطاعي الزراعة والطاقة في بوروندي، في ضوء ما تتمتع به مصر من خبرة كبيرة في هذه القطاعات، وحرصها على نقل تلك الخبرة لأشقائها في دول حوض النيل.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي "ايزيكيال نيبيجيرا" وزير خارجية بوروندي، وذلك بحضور "موسى سليماني" سفير بوروندي بالقاهرة.
وأكد الرئيس السيسي أهمية التنسيق الوثيق بين البلدين في الموضوعات ذات الصلة بملف مياه النيل، معربًا عن تقدير مصر لموقف بوروندي الحريص على التوصل إلى توافق إزاء الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل، ومؤكدًا تطلع مصر لمواصلة التعاون مع بوروندي في هذا الملف بما يُحقق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة لكافة دول حوض النيل.
الأداء الاقتصادي
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعًا مع الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وخيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والدكتور أحمد كمالي نائب وزير التخطيط لشئون التخطيط.
وتناول الاجتماع استعراض آخر مؤشرات الأداء الاقتصادي حتى نهاية عام 2018، وكذلك إستراتيجية الدولة في مكافحة الفقر وتحسين مستوى المعيشة لدى المواطنين، خاصة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا.
ووجه الرئيس باستمرار العمل على تنفيذ الإجراءات اللازمة لضمان استدامة برنامج الإصلاح الاقتصادي؛ مما يوفر البيئة الجاذبة للاستثمار ويشجع الإنتاج على نحو يدعم نمو الاقتصاد ويوفر فرص العمل.
مكافحة الفقر
وعلى صعيد مكافحة الفقر، كلف الرئيس بتكثيف جهود مؤسسات الدولة والتنسيق بينها للنهوض بالمجالات التي من شأنها الحد من مستوى الفقر وزيادة فرص العمل خاصة بين الفئات الأكثر احتياجًا، ومراعاة مشاركة الشرائح المستهدفة في صياغة استراتيجيات وسياسات مواجهة الفقر، وزيادة برامج التوعية المجتمعية الخاصة بقضية الزيادة السكانية، خاصة وأنها تعد من أهم التحديات التي تواجه عملية التنمية الشاملة التي تهدف الدولة تحقيقها.
بورسعيد
كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والطلابية بالمحافظة، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء، وبحضور وزاري موسع.
وكلف الرئيس خلال الاجتماع بتذليل الصعاب وحل المشكلات التي تواجه المحافظة، بالتنسيق مع كافة الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة.
كما أوضح الرئيس أن نجاح مشروع التأمين الصحي الشامل يتطلب التزامًا متبادلًا بين الدولة والمواطنين، وأن يقوم كل طرف بدوره على أكمل وجه، حتى يتسنى تنفيذ هذا المشروع القومي الهام على أفضل المستويات والمعايير العالمية، وبما يقدم خدمة صحية راقية للمواطنين.
وكلف الرئيس بمواصلة العمل الجاري لرفع كفاءة وتطوير بحيرة المنزلة، وإعادتها لسابق عهدها بعد أن تقلصت مساحتها كثيرًا بسبب التعديات على مدار العقود الماضية، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح بأية تعديات على البحيرات التي تمثل ثروة قومية يجب استغلالها اقتصاديًا وسياحيًا لصالح الشعب المصري، فضلًا عن تغيير الأساليب القديمة في إدارة هذه الموارد إلى أساليب علمية حديثة، ضمن التصور الشامل لشكل الدولة الحديثة الذي نريده في المستقبل.
وكلف الرئيس كذلك بتوفير التمويل اللازم للشباب لتشغيل المصانع التي تم الانتهاء من إنشائها، مشددًا على تضافر جهود أجهزة الدولة والبنوك لتخفيض التكلفة وتشجيع الشباب على الانخراط في المجال الصناعي والإنتاجي، وأكد حرص الدولة على تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير كافة سبل الدعم لنجاحها.
كما أكد الرئيس أهمية الوعي بكيفية الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشروعات، وغيرها من المشروعات المتعددة التي يتم تنفيذها في جميع أرجاء مصر، وأضاف أن تنمية مصر هي مسئولية جماعية تحتاج لتضافر جميع الجهود سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى المواطنين.
المشروعات التنموية الكبرى
كما اجتمع الرئيس السيسي بالدكتور مصطفى مدبولي لمتابعة آخر التطورات الخاصة ببعض المشروعات التنموية الكبرى بالدولة".
حاكم الشارقة
كما التقى الرئيس السيسي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة.
وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بالشيخ سلطان القاسمي في بلده الثاني مصر، مؤكدًا أنه يجمع مصر ودولة الإمارات وشعبيهما الشقيقين علاقات مودة وروابط تاريخ ومصير مشترك.
كما أكد الرئيس اعتزازه بمبادرات وجهود حاكم الشارقة الداعمة لمصر والتي تؤكد ما يكنه من مشاعر وتقدير تجاه مصر.