هيئة الاستعلامات: السيسي أول رئيس مصري يزور كوت ديفوار
كتب عبدالله الجنديتُعد الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لكوت ديفوار هي الأولى من نوعها لرئيس مصرى، كما أن لقاء القمة بين الرئيس السيسي ورئيس كوت ديفوار «الحسن وتارا» هو لقاء القمة الثاني بينهما، حيث قام الرئيس واتارا بزيارة مصر عام 2017.
ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات إن هذه الجولة الأفريقية تأتي في إطار توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو أفريقيا منذ توليه المسؤولية عام 2014 والذي اتخذ اشكالاً عديدة سياسية واقتصادية وثقافية.
فزيارة الرئيس لكوت ديفوار هي الزيارة رقم (25) في سلسلة زياراته للقارة الأفريقية، وقد سبق الزيارة تاريخ طويل من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث وقفت مصر بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مع كوت ديفوار «ساحل العاج» حتى حصلت على استقلالها بقيادة زعيمها الراحل فيليكس بوانييه.
وقد ارتبطت مصر بعلاقات صداقة مع كوت ديفوار وتميز نمط تصويت «كوت ديفوار» دائمًا بتأييد المواقف والترشيحات المصرية بشكل عام وخاصة ما ارتبط منها بموقف أفريقي موحد، وتبدي كوت ديفوار تقديرًا للدور المصري الداعم للسلام، واستعادة الاستقرار في كوت ديفوار ومنطقة غرب أفريقيا، حيث دعمت مصر اتفاق واجادوجو للسلام في 4 مارس عام 2007.
تشترك مصر وكوت ديفوار في عضوية العديد من المنظمات منها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وحركة عدم الانحياز بالإضافة إلى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى مثل المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي وتجمع دول الساحل والصحراء، كما تشارك مصر في عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام بكوت ديفوار «ONUCI» بسرية مهندسين عسكريين، ما يعطي العلاقات بعداً مؤسسياً ويتيح التقاء مسؤولي البلدين على فترات متقاربة.
الرئيس واتارا في مصر
يضيف تقرير هيئة الاستعلامات أنه تعزيزاً لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيق شهد البلدان العديد من الزيارات المتبادلة، بين كبار المسؤولين في البلدين لترسيخ ودعم أواصر التعاون في كافة المجالات وكان أبرزها: الزيارة التي قام بها لمصر الرئيس الإيفوارى «الحسن واتارا» بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى في شهر ديسمبر 2017 حيث شارك في منتدى أفريقيا ٢٠١٧ والذى عقد بمدينة شرم الشيخ.
وقد أعطت الزيارة ولقاء القمة بين الرئيسين للعلاقات الثنائية دفعة قوية، وعكست حرص القيادتين على تنمية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات واستمرار التنسيق حيال كافة القضايا، وقد وجه خلالها الرئيس واتارا الدعوة للرئيس السيسى لزيارة إبيدجان، وقبل الدعوة.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، في ديسمبر 2018، نائب رئيس جمهورية كوت ديفوار «دانيال كابلان دينكان» على رأس وفد ضم وزير التجارة والصناعة، ووزير الاقتصاد والمالية، ومدير مكتب رئيس جمهورية كوت ديفوار، وتسلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الحسن واتارا تضمنت تجديد دعوة الرئيس لزيارة كوت ديفوار، في إطار تعزيز وتدعيم العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين، خاصة في المجال الاقتصادى والتجارى.
تعاون لمكافحة الإرهاب
على صعيد التعاون العسكرى بين البلدين، فقد أشاد «آلان ريتشارد دوناوى» وزير دفاع كوت ديفوار بالتعاون العسكرى بين بلاده ومصر في ظل التحديات والمخاطر التي تشهدها القارة الأفريقية، وأبرزها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد وزير دفاع كوت ديفوار في فبراير 2017 أن العلاقات الثنائية مع مصر ممتدة تاريخيًا في العديد من المجالات، مشيراً إلى أن هناك سعيًا جادًا من جانب البلدين لتعزيز هذه العلاقات في المجال الدفاعى والأمنى والاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال نظراً لأن مصر تُعد إحدى أكبر القوى العسكرية في القارة الأفريقية.
وأضاف دوناوى أنه زار الهيئة العربية للتصنيع في مصر لبحث الاستفادة من الإمكانيات التصنيعية التي توفرها الهيئة، وتعزيز التعاون في مجال التصنيع المشترك، وأيضًا التعاون في مجال التدريب والتسليح من خلال إنشاء وحدات وتشكيلات عسكرية مشتركة بين البلدين.
وحول أهمية التنسيق المشترك لمواجهة مخاطر الإرهاب، أكد وزير دفاع كوت ديفوار أن الإرهاب بات آفة عالمية ولن تستطيع دولة بمفردها مواجهته، لذلك لابد من تعزيز التعاون في مجال الاستخبارات وتبادل المعلومات وهو ما أكد عليه المشاركون من 27 دولة عربية وأفريقية في مؤتمر وزراء دفاع تجمع دول منطقة الساحل والصحراء (س ص) في مارس 2016 بمدينة شرم الشيخ.
وأكد دوناوى أن مكافحة الإرهاب لا تعتمد فقط على استخدام الوسائل العسكرية والأمنية ولكن أيضًا على استخدام الأيديولوجية، أي محاربة الأفكار الهدامة بالأفكار المعتدلة، لذلك طالبت الحكومة الإيفوارية مصر بزيادة أعداد أئمة الأزهر لتعليم الدين الوسطى المعتدل.
تعاون اقتصادى وثقافى
على صعيد العلاقات الاقتصادية يشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر وكوت ديفوار تجمعهما آفاق عديدة للتعاون في العديد من المجالات، على رأسها التبادل التجارى، بجانب السعى نحو تعزيز الاستثمارات المشتركة واستثمارات الشركات المصرية في كوت ديفوار، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات من 2011 إلى 2016م بنسبة 45% ليصل 38.55 مليون دولار بنهاية 2016 مقابل 26.61 مليون دولار نهاية 2011م.
سجلت الصادرات المصرية إلى ساحل العاج زيادة بنسبة 38.8% لتبلغ نحو 47 مليون دولار خلال عام 2017 مقارنة بـ 38 مليون دولار في عام 2016.
تتمثل أهم الصادرات المصرية إلى ساحل العاج في الزيوت والعطور ومستحضرات التجميل والبلاستيك ومنتجاته والمواد الكيماوية والمعادن الثمينة والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والسيارات والجرارات والدراجات والمركبات والوقود والزيوت المعدنية.
فيما سجلت الواردات المصرية من ساحل العاج 2.1 مليون دولار عام 2017 مقارنة بـ 2.3 مليون دولار عام 2016، وتمثلت أهم واردات مصر في الخشب والكاكاو والمكسرات والبطيخ والحمضيات.
وتقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ مشروع تطوير وتوسعة قرية البضائع وملحق 2 بمطار أبيدجان، وذلك بهدف تطوير قرية البضائع والمبانى الخدمية الملحقة بها والمبانى الإدارية والطرق والمرافق الملحقة. وقد قامت الشركة خــلال الفــترة مــن 2009- 2011 بتنفيذ كوبري جاك فيل، الذي يربط الكوبري بين سواحل كوت ديفوار ومدينة جاك فيل، التي تقع في إحدى الجزر، وتعد إحدى كبرى المدن في كوت ديفوار.
يوجد بأبيدجان فرع لشركة النصر للاستيراد والتصدير، والتى تعد من أوائل الشركات التي عملت في كوت ديفوار بعد الاستقلال ويعود وجودها في كوت ديفوار إلى منتصف الستينيات من القرن الماضى، وتمتلك مبنى سكنياً وإدارياً باسمها في وسط أبيدجان، ورغم المتغيرات الاقتصادية دولياً وإقليمياً، وكذا المنافسة القوية من المنتجات الأوروبية والصينية إلا أن الشركة مازالت تضطلع بدور مهم في إبرام الصفقات التجارية بين البلدين والتقريب بين رجال الأعمال، كما يوجد لبنك مصر فرع (مكتب تمثيلي) في كوت ديفوار.
كما تربط البلدين علاقات ثقافية، حيث يقدم الأزهر الشريف سنويًا العديد من المنح الدراسية للطلاب الإيفواريين، وتقوم مصر بصفة دائمة منتظمة بإهداء مكتبات إسلامية للمراكز والمؤسسات الإسلامية في كوت ديفوار، كما استفادت كوت ديفوار من معظم الدورات التدريبية التي نظمها الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا والذى حلت محله حالياً «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، حيث تم تدريب العديد من الكوادر في مجالات الزراعة والإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتمريض وتدريب الدبلوماسيين وغيرها.
وتوجد في كوت ديفوار كنيسة قبطية أرثوذكسية في أبيدجان منذ عام 2001 تابعة للكنيسة القبطية المصرية، وقدمت الحكومة الإيفوارية أرض الكنيسة ومركز التأهيل الزراعى التابع لها كهدية.