إيران تستعطف لندن بـ”الإفراج الفوري” عن ناقلة نفط محتجزة في جبل طارق
وكالاتينشر موقع «السُلطة» الإخباري مجموعة من الأخبار العالمية... وإليكم التفاصيل
طالبت طهران الجمعة لندن "بالإفراج الفوري" عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة في مياه جبل طارق منددة بعمل "قرصنة" تم بناء على طلب الولايات المتحدة.
واستدعت طهران السفير البريطاني لديها روب ماكير للاحتجاج.
وقالت وزارة الخارجية الايرانية انه أثناء اللقاء وصف مسؤول بارز في الوزارة الخطوة البريطانية ب"غير المقبولة".
ودعا إلى "الإفراج الفوري عن ناقلة النفط نظراً لأنها احتجزت بناء على طلب الولايات المتحدة، بناء على معلومات متوفرة حاليا".
واحتجزت السلطات في جبل طارق التابع لبريطانيا بأقصى جنوب أسبانيا، الخميس السفينة العملاقة "غريس 1" التي يُشتبه بأنها كانت تشحن كميات من النفط إلى سوريا رغم العقوبات المفروضة على دمشق.
ويأتي احتجاز الناقلة البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية فيما يدرس الاتحاد الأوروبي سبل الرد على إعلان طهران تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بينها وبين الدول الكبرى.
واحتجزت الشرطة وسلطات الجمارك الناقلة صباح الخميس في جبل طارق، بمساعدة وحدة من البحرية الملكية البريطانية.
وتم إيقاف الناقلة "غريس 1"، بينما كانت على بعد أربعة كيلومترات جنوب جبل طارق في مياه تعتبر بريطانية، رغم أن اسبانيا ترفض ذلك وتزعم أحقيتها في هذه المنطقة.
وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو في بيان "لدينا أسباب تدعو إلى الاعتقاد أن +غريس 1+ كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس (...) التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا".
وأضاف "لقد احتجزنا الناقلة وحمولتها".
أعلن وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل أن الولايات المتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط.
وفي بيان ذكرت الخارجية البريطانية "نرحب بهذا العمل الحاسم من قبل سلطات جبل طارق التي عملت على تطبيق نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا".
ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سوريا منذ 2011.
وتشمل العقوبات 227 مسؤولا سوريا بينهم وزراء في الحكومة بسبب دورهم في "القمع العنيف" للمدنيين.
وتم تمديدها في أيار/مايو الماضي حتى الأول من حزيران/يونيو 2020، وتشمل حظرا نفطيا وتجميد موجودات يملكها المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.
ويأتي احتجاز الناقلة بعد أيام من إعلان إيران تجاوزها سقف اليورانيوم المخصب المحدد في اتفاق 2015 الذي يهدف إلى الحيلولة دون وصول إيران إلى مستوى التخصيب الكافي لإنتاج رأس حربية نووية.
ويتزامن ذلك مع توتر شديد بين ايران والولايات المتحدة، وصل الى ذروته في 20 حزيران/يونيو حين أسقطت ايران طائرة اميركية بدون طيار قائلة إنها انتهكت مجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن.
وكانت طهران تعهدت بموجب اتفاق فيينا عدم السعي لامتلاك السلاح الذري والحدّ من أنشطتها النووية مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
لكن الاتفاق بات مهددا بعدما انسحبت منه بشكل احادي في ايار/مايو 2018 الولايات المتحدة التي أعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية على الجمهورية الاسلامية ما حرم ايران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.
وأشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي يتبنى سياسة متشددة تجاه طهران، بخطوة جبل طارق.
وكتب في تغريدة ان توقيف ناقلة النفط الإيرانية "نبأ ممتاز. بريطانيا اعترضت ناقلة النفط العملاقة غريس 1، المحمّلة بالنفط الإيراني إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي".
وتابع بولتون "أميركا وحلفاؤنا سيواصلون منع نظامَي طهران ودمشق من الافادة من هذه التجارة غير القانونية"، من دون أن يؤكد ما اذا كانت الولايات المتحدة طلبت اعتراض الناقلة.
وبحسب نشرة "لويد ليست" فالناقلة التي شيدت عام 1997 هي الاولى المحملة بالنفط الإيراني تتوجه إلى أوروبا منذ أواخر 2018.
وذكرت أنه تم تحميل الناقلة بالنفط قبالة إيران في نيسان/ابريل وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.