هند رستم.. ملكة الإغراء التي بكت أمام الكعبة: هي دي يا عز؟!
كتب محمد شوقيهنومة في باب الحديد، نرجس في صراع في النيل، وطعمة مع إسماعيل يس في مستشفى المجانين، وعزيزة مع ابن حميدو، والمعلمة توحه في توحة، وعنان في الخروج من الجنة، وهند رستم في إشاعة حب.. هي أيقونة الأنوثة والموهبة والإحساس، النجمة التي بدأت كومبارس ثم أصبحت ملكة الإغراء وواحدة من أهم نجمات السينما العربية.
ولدت هند حسين محمد باشا رستم، الشهيرة بهند رستم في يوم12 نوفمبر عام 1931، في حي محرم بك بالإسكندرية من عائلة تركية مصرية، وكان والدها يعمل ضابطاً للشرطة في مصر كمساعد لحكمدار بوليس السكة الحديد وكان أحد أهم رجال البوليس.
وقدمت هند رستم الإغراء بطريقة جعلت الجماهير تحترمها، فقدمت للجمهور أكثر من 100 فيلماً سينمائياً متميزاً.
وكان أول ظهور لها عام 1947م، كما شاركت ككومبارس في عام 1949 في أغنية إتمخطري يا خيل لمدة دقيقتين، وهي تركب حصاناً وراء ليلى مراد في فيلم غزل البنات لأنور وجدي ونجيب الريحاني ويوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب وإستمرت في بعض الأدوار الصغيرة نسبياً، حتى التقت المخرج حسن رضا والذي تزوجها بدأت رحلتها مع النجومية كملكة للإغراء.
دخلت هند الفن عن طريق صديقة لها كانت قد قرأت إعلان لشركة الأفلام المتحدة عن طلب وجوه جديدة لإنتاج فيلم أزهار وأشواك فطلبت صديقتها أن تأتي معها كونس لها فقط.
ووافقت هند وذهبت معها للكاستنج للمخرج محمد عبد الجواد، والمنتج حسين حلمي المهندس وجلست هند وصديقتها بالخارج في انتظار دخولهما، لكن مساعد المخرج خرج ليلقي نظرة على الجميع فذهب مساعد المخرج حينذاك عز الدين ذوالفقار ونظر لها هي فقط دون الكل.
وسألها أنتي أجنبية؟ فقد كانت ملامحها ملونة، فردت عليه بشجاعة وثقة شديدة أعجبته، فدخل بها للمخرج والمنتج، اللذين ما أن شاهداها إلا وقالا معاً في صوت واحد، هي دي يا عز وكانت البداية.
ظهرت نجومية هند رستم في خمسينات القرن العشرين وتألقت في أدوار الإغراء، لما كانت تتمتع به من جمال صارخ، وشعرها الأشقر، وأنوثة طاغية، وأداء تمثيلي طبيعي متقدم، وإلقاء فطري صادق وصحيح، فكانت بصمتها في كل أدوارها واضحة ومؤثرة وطبيعية وموهبتها طاغية وحضورها عالي، حتى أنها أصبحت ممثلة الأدوار الصعبة.
من أشهر أعمالها (باب الحديد، صراع في النيل، بين السماء والأرض، امرأة على الهامش، شفيقة القبطية، الراهبة، بنات الليل، الجسد، كلمة شرف، توحه، ابن حميدو، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، الخروج من الجنة، إشاعة حب).
هند تزوجت في حياتها مرتين؛ الأولي من المخرج حسن رضا، وأنجبت منه إبنتها الوحيدة بسنت، والمرة الثانية تزوجت من العالم الدكتور الراحل محمد فياض، أخصائي أمراض النساء والولادة الشهير، ولم تنجب منه ورفضت من أجله دور بطلة أمام عبد الحليم حافظ في فيلمه الأخير أبي فوق الشجره بسبب المبالغة في القبلات والمشاهد الساخنة وهو الدور الذي قدمته نادية لطفي.
وكان فيلم حياتي عذاب مع نورا وعادل أدهم هو آخر افلامها، فقد قررت في هذه اللحظة أن تتوقف، حتي عندما عرض عليها المخرج الكبير كمال الشيخ دور البطولة في فيلم "الطاووس" اعتذرت له بالرغم أنها كانت تتمنى العمل معه وكان اعتزالها صارم فلم تظهر لا صوت ولا صورة ولا حديث صحفي و ظلت بعيدة تمامًا عن الأضواء.
عندما سئل الأديب الكبير عباس محمود العقاد عن الفنانة الذي يتمنى أن تجري معه حوار أجاب ع الفور هند رستم، وبالفعل كانت في منزله مع وفد التليفزيون المصري لإجراء الحوار وكان حوارا نادراً وفي نهاية الجلسة التي استمرت أربع ساعات سألها العقاد عن أمنية لها، قالت: "أبطل سجاير وأحج لبيت الله الحرام".
وشاءت الظروف أن تؤدي هند رستم فريضة الحج في عام 1990 مع ابنتها الوحيدة بسنت، وحفيدها محمد ضابط شرطة، وعندما رأت الكعبة بكت بكاءً كاد أن يفقدها بصرها كما أوضحت ابنتها بسنت في حوار تليفزيوني، وكانت لا تقول إلا "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".
كتبت عنها جريدة هوليوود ريبورتر، وهي واحدة من أهم الجرائد اليومية السينمائية في العالم، أنها فنانة قديرة مصرية رائعة، وتشبه مارلين مونرو، كما وثقت عنها كممثلة في كتاب صدر عن نفس الجريدة.
ضربت الفنانة شادية أثناء تصوير فيلم أنت حبيبي، بشكل حقيقي وليس تمثيلاً، عندما لاحظت أن شادية تحاول أن تسرق الكاميرا منها بأساليب نسائية، ومع ذلك وقفت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كرمها في عام 1994 وقالت: "شادية أولي مني بالتكريم" في لفتة لا تكون إلا من فنانة و إنسانة أصيلة وبالفعل قام المهرجان في العام التالي بتكريم شادية التي لم تحضر حفل المهرجان.
وفي يوم 8 اغسطس 2011 رحلت عن عالمنا في هدوء تام حيث كانت مصر والعالم مشغول بأحداث يناير وما تبعته من أحداث.