ندهتهم نداهة الغنا.. ملحنون ذاقوا سم الغناء بعد أن طبخوه
كتبت عزة عبدالحميد
«طباخ السم بيدوقه»، مثل شعبي شهير قيل تعبيرًا على أن ما يقوم بفعل شيء لابد له من تجربته، وهذا المثل يُطبق على السم فما بالك بالموسيقى وهي غذاء الروح، فعلى من يقوم بصنعها وتذوق حلاوتها أن يطمع بها، ويرغب في دندنتها وغنائها.
هذا ما فكر به الملحنون قبل خوضهم تجربة الغناء، بعد أن ندهتهم «نداهة» الطرب والدخول في بحر الوقوف على المسرح وجذبهم الميكرفون كمطربين بعد أن اعتادوا على دندنة الآلات الموسيقية فقط.
نرصد من خلال هذا التقرير عدد من الملحنين على مدار التاريخ قرروا أن يخوضوا تجربة الغناء بعد تمكنهم من التلحين.
سيد درويش..«صانع النهضة»
لُقب بالمجدد الأول للموسيقى وذلك لما أحدثه من طفرة في المجال الموسيقي، بدأ رحلته الفنية عام 1908 حين سافر إلى الشام لتعلم الموسيقى وعاد من هناك عام 1914، ليقدم أولى أغنياته «يا فؤادي ليه بتعشق» عام 1917، ولحن بعدها لجميع الفرق الموسيقية حينها مثل «نجيب الريحاني» و«علي الكسار» و«جورج أبيض»، ولحن على عدد من المقامات منها العجم والحجاز والراست بالإضافة إلى الموشحات، والتي تحولت هذه المقامات بأغنياتها إلى التراث الفني المتداول في جميع البلدان العربية.
استمر «درويش» كذلك حتى قامت ثورة 1919، وغنى «قوم يا مصري»، وقدم بعدها عدد من الحفلات بالقاهرة وقد بها أغنياته الشهيرة التي حاول أن يصلت بها الضوء على قضايا سياسية واجتماعية، مثل «أهو ده اللي صار»، و«الحشاشين» وغيرها.
الشيخ زكريا أحمد.. «الهوى غلاب»
بدأ «أحمد»، علاقته بالموسيقى من خلال التواشيح الدينية، فأثرت به وجذبته إلى عالم التلحين، ليدخل المسرح الغنائي ويقوم بالطبخ الموسيقي لفرقة «منيرة المهدية»، و«زكي عكاشة» و«نجيب الريحاني».
ثم بدأ التلحين لأم كلثوم عام 1931 ولحن لها عددًا من الأغاني منها: «هو صحيح الهوى غلاب» و«أنا في انتظارك» و«عادت ليالي الهنا» وغيرها، ومع حلول عام 1960 بدأ الشيخ زكريا تقديم نفسه على أنه مطرب إضافة لكونه ملحن، واشتهر له «يا صلاة الزين»، و«القلب يعشق كل جميل» و«الورد جميل» وغيرها.
محمد الموجي..«عيون القلب»
يعتبر «الموجي»، أحد أبرز المجددين في الموسيقى والغناء العربيين بعد ثورة يوليو 1952، قد عدد من أعظم الألحان في التاريخ الغنائي المصري كما ساهم في عدد لا بأس به من المواهب الغنائية مثل هاني شاكر وأميرة سالم.
أما الألحان فقد لحن «عيون القلب»، لنجاة و«رمش عينه» لمحرم فؤاد، و«هو الحب لعبة» لسعاد محمد وغيرهم الكثير، واستمر هكذا إلى أن جذبه ميكرفون الغناء وقام بتقديم عدد من الأغنيات التي قام بتلحينها لكبار النجوم بحفلات في مصر وخارجها.
محمد عبد الوهاب.. «موسيقار الأجيال»
يعتبر«عبد الوهاب»، من الملحنين المخضرمين وذلك لمعاصرته لجيلين مختلفين، قدم خلال حياته عدد من الألحان التي اعتبرت من أعظم ما قُدم في التراث الغنائي العربي زمن هذه الأغنيات، «أنت عمري» و«أغدًا ألقاك» و«دارت الأيام» لأم كلثوم، و«لولا الملامة» و«في يوم وليلة» لوردة، و«عندك بحرية» لوديع الصافي.
ثم قرر «عبد الوهاب»، أن يظهر كمطرب، فقدم عددًا من الأغنيات التي قام بتلحينها، ثم خلق لنفسه أغان كـ«هان الود»، و«كل ده كان ليه»، و«بفكر في اللي ناسيني».
عصام كاريكا.. «شنكوتي»
عُرف «كاريكا» في الوسط الغنائي كملحن وذلك بعد تقديمه لأغنيات مع الكينج محمد منير «عمر عيني ما دمعت»، ولعمرو دياب «وهي عاملة إيه دلوقت»، وراغب علامة «لو دارت الأيام».
وانتقل بعدها إلى الغناء فقدم عددًا من الأغاني الشعبية المرحة مثل «روميو» و«شنكوتي» و«بعد التحية».
عمرو مصطفى.. « أهم تيمات الهضبة»
ظل «مصطفى» ملحنًا فقط لعدد من السنوات تصل إلى 8 سنوات، قدم خلالها ألحانًا يشهد لها جميع أبناء جيله مطربين وجمهور، وخاصة مع «الهضبة» عمرو دياب، اللذان أنشأ معًا تيمة ذكية صنعت آذان جيل بأكمله ومن هذه الأغنيات: «خليك فاكرني» و«صدقني خلاص» و«قبل الوداع» وغيرهم الكثير.
في 2007 قرر عمرو مصطفى الاتجاه إلى الغناء وطرح 3 ألبومات، بالإضافة إلي كليبات وحقق من خلالها نجاحُا وتقبله الجمهور بشكل كبير.
محمد رحيم.. «الرومانسي ألحان وغناء»
يعد «رحيم» من المبدعين في الألحان لهذا الجيل حيث إنه قدم عددًا من الألحان المهمة، منها: «هسأل واسيبك لضميرك» لأسما لمنور، «اللي أنت متعرفوش» لآمال ماهر، و«مشاعر» لشيرين.
ثم خاض تجربة الغناء ليقدم عدد من الأغنيات، والتي حققت نجاحًا وذلك لاتجاهه إلى اللون الرومانسي الذي أحبه الجمهور به، ومن أغنياته: «ارجع يلا» و«أنا مالي» و«عارفة» وأخيرًا «فيا اللي مكفيني».